وارسو (رويترز) - قال وزير العدل والمدعي العام البولندي زبينييف جوبرو يوم الثلاثاء إن بولندا ستطعن على قرار محكمة بولندية سابق بعدم ترحيل المخرج رومان بولانسكي إلى الولايات المتحدة فيما يتعلق بإدانته بجريمة الاعتداء الجنسي على طفلة عام 1977 الأمر الذي أشعل مجددا معركة قانونية دائرة منذ فترة طويلة.
وطلبت الولايات المتحدة ترحيل بولانسكي من بولندا بعد أن ظهر في وارسو عام 2014 في حدث اجتذب تغطية إعلامية واسعة. ويعيش المخرج الحائز على جائزة الأوسكار في باريس لكنه يملك أيضا شقة في كراكوف بجنوب بولندا.
ورفضت محكمة بولندية الطلب وكان مكتب المدعي قال في بداية الأمر إنه لن يطعن على القرار.
لكن الحكومة البولندية الجديدة المحافظة بقيادة حزب القانون والعدالة دمجت منصبي وزير العدل والمدعي العام ليتمتع صاحب المنصب بسيطرة مباشرة على الادعاء.
وكان زبينييف جوبرو الذي تولى المنصب المستحدث من أشد المنتقدين لقرار المحكمة عدم ترحيل بولانسكي قائلا إن وضع المخرج كأحد المشاهير ساعده على الإفلات من العدالة.
وقال جوبرو لإذاعة بولندا الرسمية "قررت أن أطعن أمام المحكمة العليا على الحكم... الذي قررت فيه محكمة عدم ترحيل السيد بولانسكي إلى الولايات المتحدة في موقف هو متهم فيه ومطلوب ... بتهمة اغتصاب طفلة."
وتابع "لو كان رجلا عاديا.. معلما أو طبيبا أو سباكا أو مصمما فأنا واثق من أنه كان سيُرحل من أي بلد إلى الولايات المتحدة منذ زمن طويل."
وفي كلمة لقناة (تي.في.إن 24) التلفزيونية الخاصة قال يان أولسيفسكي محامي بولانسكي إنه في ظل تصريحات جوبرو السابقة فإن قراره "لم يكن مفاجئا."
وقال "أنا واثق من أنه لو لم تكن هناك براهين فعلية تعضد موقفنا فإن وضع بولانسكي (كشخصية مشهورة) لم يكن ليحميه من الترحيل."
* قضية مثيرة للجدل
لا تزال قضية المخرج المولود في بولندا والذي يبلغ من العمر الآن 82 عاما تثير جدلا كبير على مستوى العالم حتى بعد مرور قرابة أربعة عقود على الجريمة فيما يطالب البعض بتوقيع عقوبات صارمة على بولانسكي ويدعو آخرون إلى التخلي عن مساعي ترحيله.
وأقر بولانسكي عام 1977 بأنه مذنب بتهمة ممارسة الجنس مع فتاة في الثالثة عشرة من عمرها خلال جلسة تصوير في لوس أنجليس. وقضى بولانسكي 42 يوما في السجن بعد اتفاق لتخفيف العقوبة لكنه هرب من الولايات المتحدة في وقت لاحق خوفا من عقوبة طويلة في السجن إذا أُلغي الاتفاق.
ويصر مكتب الادعاء في لوس أنجليس على أن بولانسكي لا يزال هاربا من العدالة وأنه ينبغي اعتقاله فورا في الولايات المتحدة لأنه هرب من البلاد قبل الحكم عليه. ويقول إن قضيته لا يمكن أن تحل إلا بعودته إلى كاليفورنيا لمواجهة العدالة.
وفي 2009 اعتقل بولانسكي في زوريخ بمذكرة اعتقال أمريكية ووضع قيد الإقامة الجبرية. وأطلق سراحه في 2010 بعد أن قررت السلطات السويسرية عدم ترحيله.
وأوضحت سامانثا جيمر الضحية في قضيته أنها تعتقد أن حياته الطويلة في المنفى هي عقاب كاف له.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)