من إنجريد ميلاندر وروبن إيموت
بروكسل (رويترز) - تقول أوريلي كاردون المقيمة في بروكسل إنها ستتجنب ركوب المترو من الآن فصاعدا أو ربما تنتقل لتعيش في الخارج.
ثقبت طبلتا أذنيها حين انفجرت قنبلة في عربة المترو إلى جوارها يوم الثلاثاء واضطر الأطباء لاستخراج قطعة من البلاستيك المحترق من زاوية إحدى عينيها.
وقالت لرويترز من المستشفى عن طريق فيسبوك لأنها لا تستطيع أن تسمع "ستكون هناك هجمات أخرى لذا أريد أن أجد طريقة كي لا أركب هذا الخط (من المترو) بعد ذلك. ربما سأشتري دراجة أو دراجة نارية."
وبعد يوم من مقتل 31 شخصا وإصابة 260 آخرين في هجمات بمحطة مترو أنفاق مايلبيك ومطار بروكسل خيم على الأجواء مزيج من الصدمة والتحدي في المدينة الهادئة التي يسكنها 1.2 مليون نسمة ويوجد بها مقرا الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وقالت ليندا فان دن بوش التي تعيش في شقة بجوار محطة مايلبيك "ما حدث أمس كان بشعا فعلا. بوصفي مواطنة من بروكسل يؤلمني حقا المرور بشيء كهذا... لكننا لن نسمح للإرهابيين بأن يملوا علينا حياتنا."
وفي أجزاء مختلفة من المدينة وضع الناس الزهور والشموع على النصب التذكارية. وخلال دقيقة صمت حدادا على الضحايا حمل رجل نسخة من الصفحة الأولى لجريدة كتب عليها "اصمدوا".
في ميدان جراند بلس بوسط المدينة الذي ساده الهدوء على غير المعتاد قال السائحان البريطانيان دارن سميث (45 عاما) وآن ستوكس (46 عاما) إنهما سيواصلان رحلتهما كما هو مخطط لها.
وقالت ستوكس "كان من المقرر أن نمكث حتى الجمعة وسنبقى حتى الجمعة."
وأضافت "يجب أن نواصل حياتنا. ما حدث بشع فعلا لكن لا يمكن أن نظل داخل المباني لأننا خائفون من احتمال حدوث هذا مجددا."
لكن سرت مخاوف بشأن تأثير الهجمات على الأنشطة التجارية. في وسط الميدان قال تيبو دانتين (46 عاما) الذي يقود عربة تجرها الخيول إن النشاط متباطئ.
وأضاف بينما رفرف علم بلجيكا على عربته "في العادة يكون هناك عدد أكبر كثيرا من الناس... أنا قلق جدا على المستقبل. أخشى ألا يعود السياح."
وقال دانتين إن قطاع السياحة في بروكسل بدأ التعافي لتوه من شتاء قارس وبعد إغلاق لأسباب أمنية استمر لخمسة أيام في نوفمبر تشرين الثاني حين خشيت بروكسل من هجوم على غرار ما حدث في باريس وأسفر عن مقتل 130 شخصا.
وأبدت السلطات في العاصمة البلجيكية نبرة أكثر تحديا اليوم الأربعاء وقالت إن إغلاق المتاجر والمدارس ووقف الخدمات العامة العام الماضي أصاب السكان بالإحباط.
وقال رودي فيرفوت رئيس حكومة بروكسل المحلية "من المهم أن نستخلص الدروس من الإغلاق الذي حدث في نوفمبر . لم يعد هذا خيارا اليوم حين نريد أن نظهر أن الدولة أقوى من الأحداث."
واتفق بعض السكان مع هذا الرأي لكنهم قالوا إن على السلطات أن تفعل المزيد. وقال جان فيرميرن وهو مدرب بحوض سباحة محلي كان مفتوحا كالمعتاد "صحيح أننا لم نشهد إغلاقا مجددا. من الواضح أن هذا لم يحل شيئا."
وأضاف "ما نحتاجه هو مزيد من معلومات المخابرات. لا يمكن أن تظل بلجيكا ثقبا أسود بعد الآن."
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)