💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحقيق-الأفغان .. إحساس المنسيين في أزمة اللاجئين الأوروبية

تم النشر 06/03/2016, 16:53
محدث 06/03/2016, 17:00
تحقيق-الأفغان .. إحساس المنسيين في أزمة اللاجئين الأوروبية

من داشا أفاناسيفا

تشيشمة (تركيا) (رويترز) - في الوقت الذي تتركز فيه جهود الاتحاد الأوروبي وتركيا على وقف طوفان اللاجئين السوريين المجازفين برحلة عبور بحر إيجه المحفوفة بالمخاطر إلى اليونان تقول مجموعة أخرى من المهاجرين تتزايد أعدادها إنها تلقى التجاهل.

ويمثل اللاجئون الأفغان حوالي ربع المهاجرين الذين يجازفون بأرواحهم في قوارب صغيرة تنطلق من شواطئ تركيا ويواجهون صعوبات في العثور على عمل أو الحصول على دعم في تركيا وتحرم أعداد كبيرة منهم من فرصة إعادة التوطين بشكل قانوني في أوروبا.

وقبل اجتماع قمة استثنائية تجمع الاتحاد الأوروبي وتركيا يوم الاثنين أعلنت مفوضية الاتحاد الأوروبي صرف أول مبلغ من تمويل قيمته ثلاثة مليارات يورو (3.3 مليار دولار) لمساعدة تركيا على التصدي لمشكلة تدفق أكثر من 2.7 مليون لاجئ سوري وتشجيعهم على البقاء فيها.

لكن مسؤولين بقطاع الإغاثة يقولون إنه رغم أن من المستبعد منع الأفغان من استخدام خدمات مثل المراكز الطبية والمنشآت التعليمية التي تقام في تركيا بأموال أوروبية فمن المحتمل استبعادهم من المشروعات التي تقام للاجئين السوريين بسبب اختلاف اللغة حيث يتكلمون لغتي البشتو والداري لا العربية.

وقالت كاتي بيري مقررة البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا لرويترز الشهر الماضي إن "الاتحاد الأوروبي لا يناقش حتى هذه القضايا ويركز بالكامل على سوريا وحدها."

وأضافت "حتى إذا تم حل الأزمة السورية غدا فستحدث أزمة لاجئين خطيرة لوجود عدد كبير من اللاجئين في تركيا ممن لا يتاح لهم ممارسة حقوقهم."

وقال مهاجرون أفغان في تركيا أجرت رويترز لقاءات معهم إنهم حرموا خلال السنوات القليلة الماضية من المقابلات التي يجريها مسؤولو مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والتي تتيح لهم الحصول على وضع لاجئ رسميا وهي خطوة رئيسية في رحلة إعادة التوطين.

وقال بولات كيزيلداج منسق البرامج بمنظمة أسام التي تسجل طالبي اللجوء في تركيا إن اللاجئين الأفغان يقال لهم عموما إنهم غير مؤهلين لذلك لأن تركيا هي الدولة الثالثة في رحلتهم في حين أنه كان من المفترض أن يتقدموا بطلب الحصول على وضع اللاجئ في الدولة الثانية وهي إيران في كثير من الحالات.

وقالت جماعات حقوق الإنسان إن القوات الإيرانية ترحل آلاف الأفغان دون أن تتيح لهم الفرصة لإثبات وضعهم وإنهم يتعرضون لضغوط لمغادرة البلاد.

وقال أب لأربعة أطفال يدعى نجيب الله (45 عاما) من كابول وينتظر في تشيشمة الواقعة على ساحل بحر إيجه في تركيا فرصة لعبور البحر إلى جزيرة تشيوس اليونانية "نريد البقاء (في تركيا) لكن ... لا يوجد دعم هنا. والعيش هنا باهظ التكلفة."

وأضاف "في أوروبا سنحصل على عمل وسيساعدوننا" مرددا اعتقادا شائعا بين المهاجرين المتدفقين على شواطئ تركيا أنهم سيتمكنون من بدء حياة جديدة بمجرد وصولهم إلى أوروبا.

وقالت سيلين أونال المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في تركيا إن المقابلات مازالت تجري مع اللاجئين الأسوأ حالا ومن بينهم الأفغان وإن ما يقرب من 500 أفغاني أجريت مقابلات معهم العام الماضي.

* مشاكل إعادة التوطين

وتقول منظمة أسام إن أكثر من 63 ألف أفغاني جاءوا إلى تركيا العام الماضي ارتفاعا من 15652 أفغانيا عام 2014 وذلك بين من تم تسجيلهم. وجاء البعض من أفغانستان مباشرة وآخرون عن طريق إيران حيث فشلوا في الإقامة فيها.

وتعد مدينة كيركالي قرب العاصمة أنقرة واحدة من عدة مدن يسمح للأفغان بالإقامة فيها.

وقالت أفغانية في أواخر الثلاثينات من العمر تدعى حكيمة رضائي إنها تحاول الوصول إلى أوروبا ليلتئم شملها مع أطفالها الأربعة الذين نقلهم أحد الأقرباء إلى أوروبا قبل عام تقريبا. وقالت إن مفوضية الأمم المتحدة التي امتنعت عن التعليق على الحالات الفردية أبلغتها إنه ليس بوسعها مساعدتها.

وتعيش رضائي في غرفة مفردة بموقد يعمل بالفحم وتعتمد على المساعدات الخيرية التي يقدمها لها جيرانها. وهي لا تحصل على البطاقات النقدية التي تتيحها منظمات أهلية دولية وشركاؤها المحليون لبعض اللاجئين السوريين لمساعدتهم على مواجهة تكاليف المعيشة.

وقالت وهي تعرض أوراق الهوية الخاصة بأطفالها الغائبين "أبكي كل يوم."

ومن العوامل التي ساهمت في النزوح من أفغانستان تدهور الوضع الأمني حيث سقط 11 ألف مدني بين قتيل وجريح عام 2015 بالإضافة إلى انتشار الفساد مما يضعف الإيمان بالمستقبل وكذلك ما لحق بالاقتصاد من خراب بسبب الحرب وعدم توفر فرص عمل للأفغان.

وقد شهدت كابول ومدن أفغانية أخرى موجة من التفجيرات الانتحارية وهجمات مع تصعيد حركة طالبان حملة التمرد التي تنفذها في أعقاب انسحاب القوات الدولية من معظم العمليات القتالية عام 2014.

وتسعى حركة طالبان التي كانت تحكم البلاد وأطاحت بها الولايات المتحدة عام 2001 لفرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية من جديد وتسيطر الآن على مناطق أو تهدد مناطق تعادل نحو ثلث مساحة البلاد.

* اعتقادات زائفة

تقول المفوضية الأوروبية إنه تم تسجيل 64109 طلبات لجوء في تركيا عام 2015 أكثر من 11 ألفا منهم من الأفغان لكن عدد من استكملت الإجراءات الخاصة بهم يبلغ 459 فردا فقط إما حصلوا على وضع اللاجئ أو رفضت طلباتهم.

ومازال البعض ينتظر في تركيا لكن آخرين عبروا البحر مع الآلاف الذين عبروا إلى أوروبا خلسة.

وبمقتضى قانون صدر قبل عامين يحق للأفغان وغيرهم من اللاجئين الحصول على الرعاية الصحية في تركيا وقالت سيلين أونال إن الأسوأ حالا بين اللاجئين يمكنهم أيضا الاستفادة من برامج الضمان الاجتماعي.

وفي يناير كانون الثاني أقرت تركيا قانونا جديدا يتيح للاجئين العمل بشكل قانوني في خطوة أشاد بها الاتحاد الأوروبي رغم أن هذا البرنامج لم يبدأ تنفيذه بعد.

لكن كثيرين من اللاجئين الأفغان لا يعرفون حقوقهم لأسباب منها صعوبات اللغة ويعتمدون على العمل بالمخالفة للقانون في أعمال مثل جني الثمار.

وقالت بيرنور إيسن الطبيبة النفسية التي تعمل بمنظمة تجمع الملابس والمؤن وتعيد توزيعها على اللاجئين الذين يتم انتشالهم من البحر إن إقناع اللاجئين بالبقاء في تركيا يعني تحسين ظروف معيشتهم وجعلهم يدركون أن الأوضاع في أوروبا ستكون بالصعوبة نفسها.

وأضافت أن ذلك يجب أن يكون محور الجهود الأوروبية.

وتابعت "نحن نحاول تغيير آرائهم. وعلى أوروبا أن تقف خلف تركيا. ويجب أن تقول إذا بقيتم في تركيا سنحسن أحوالكم."

(الدولار = 0.8879 يورو)

(الدولار = 2.9595 ليرة)

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.