💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحقيق-الهدنة في سوريا تعيد للسكان لمحات من حياتهم الطبيعية

تم النشر 03/03/2016, 20:54
محدث 03/03/2016, 21:00
© Reuters. تحقيق-الهدنة في سوريا تعيد للسكان لمحات من حياتهم الطبيعية

من سليمان الخالدي

عمان (رويترز) - في مدينة حلب السورية المدمرة كان الأطفال يلهون خارج منازلهم في حين خرج الكثيرون للتسوق في أمان للمرة الأولى منذ شهور بفضل توقف مؤقت للحرب أتاح فرصة للسكان لالتقاط الأنفاس حتى وإن تشكك كثيرون في إمكانية صمود اتفاق وقف القتال وتحقيق السلام.

قال محمود أشرفي وقد تملكه الذهول "أنظر إلى الأسواق. أين كان كل هؤلاء الناس يختبئون". وتحدث أشرفي هاتفيا مع رويترز بعد أن قام بجولة في منطقة تسيطر عليها المعارضة في حلب التي انتشر فيها الدمار بفعل البراميل المتفجرة والغارات الجوية.

ورغم أن "وقف العمليات القتالية" لم يصل إلى حد إنهاء الحرب المستعرة في البلاد منذ خمس سنوات نعمت بعض مناطق سوريا بحالة هدوء غير معتادة منذ بدء سريان الاتفاق الأمريكي الروسي يوم السبت.

وتأمل الأمم المتحدة أن يسمح الاتفاق باستئناف محادثات السلام لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 250 ألف شخص وفجر واحدة من أسوأ أزمات اللاجئين في الشرق الأوسط وأوروبا. وتم توزيع المزيد من المساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ بدء تنفيذ الاتفاق.

قبل بضعة أسابيع فقط كان السوريون في تلك المناطق يحاولون المغادرة خوفا من تقدم قوات الرئيس بشار الأسد التي كانت على وشك فرض حصار بعد أن قطعت خطوط إمداد المعارضة في شمال المدينة.

لكن هذا الأسبوع عاد بعض الذين غادروا حلب التي شهدت بعضا من أسوأ عمليات القصف وقتال الشوارع في الحرب السورية.

وقالت جميلة الشعباني من سكان حلب إنها خرجت لرؤية مناطق من المدينة لم تزرها منذ فترة طويلة بسبب عزلة فرضتها على نفسها في منزلها وأضافت "كان الناس يخشون الخروج."

وقال عبد الله أصلان أحد سكان حلب الذين اتصلت بهم رويترز "المتنزه كان يشبه خلية النحل بالأمس .. كان يعج بالأطفال والأسر."

وأضاف "الطقس جميل ومشمس. كان المتنزه مكتظا بالناس .. السكان يشعرون الآن بأمان أكثر للخروج مع أسرهم."

وقبل الحرب كان السياح يتوافدون على حلب ثاني كبرى المدن السورية وإحدى أقدم المدن في العالم التي تتمتع بطراز معماري مميز.

وتقف القصور والكنائس والمساجد القديمة شامخة في شوارع حلب مما يجعلها واحدة من أغنى المواقع الأثرية في الشرق الأوسط. وتبيع الأسواق التي يرجع تاريخها لأكثر من أربعة آلاف عام التوابل والصابون الحلبي والمنسوجات اليدوية المحببة في أوروبا.

* أسواق مزدحمة

ووصف سكان اتصلت بهم رويترز مشاهد صاخبة في الأسواق شبهها البعض باللحظات الأخيرة قبل عطلات الأعياد. وقال عبد المنعم جنيد المشرف على دار للأيتام "الناس أصبحوا أكثر اطمئنانا".

وعلى الجانب الآخر من المدينة الخاضع لسيطرة الحكومة لاحظ السكان كذلك تراجعا في قصف مسلحي المعارضة. لكنهم -مثل المقيمين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة- يتوخون الحذر ويساورهم القلق. وقال صهيب المصري (28 عاما) "الوضع الآن مختلف بعض الشيء. لكن هناك مخاوف من أن يقصفوا الأحياء المسالمة في أي لحظة."

وتقول جماعات المعارضة والحكومة السورية إنها تحترم اتفاق وقف العمليات القتالية وفي نفس الوقت يتبادلون الاتهامات بانتهاكه.

لكن وتيرة الحرب لم تتغير فعليا في بعض المناطق بشمال سوريا خاصة جبهات القتال القريبة من الحدود مع تركيا حيث يتحدث المعارضون عن هجمات تشنها القوات الحكومية بهدف إغلاق الحدود.

ولا تذكر الحكومة شيئا عن العمليات العسكرية في هذه المنطقة حيث تقاتل المعارضة التي يعتبرها الغرب معتدلة في مناطق قريبة من مناطق يسيطر عليها المتشددون الإسلاميون الذين لا يشملهم اتفاق وقف القتال.

وفي حين تقول الحكومة إنها تتعاون مع الجهود الدولية تبدي المعارضة الكثير من الشكوك. فهي تقول إن المساعدات لا تصل سوى إلى نسبة محدودة من المحتاجين وأن الأسد يواصل الحرب في انتهاك للاتفاق.

وألقت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش منشورات على مناطق المعارضة تدعو لإلقاء السلاح وتتوعد بقتال من يرفض ذلك.

* هدوء يسبق العاصفة

ويخشى سكان بلدة جسر الشغور التي استولى عليها المعارضون من القوات الحكومية العام الماضي من أن يكون الهدوء مسألة وقت قبل استئناف القتال من جديد. ويقولون إن القصف لم يتوقف هناك.

وقال عبد الله الأخرس متحدثا من قرية قريبة من البلدة "ثمة مخاوف عميقة. هناك حالة من الشلل فلا بيع ولا شراء والذين يملكون أصولا يحاولون التخلص منها".

وأضاف "انه الهدوء الذي يسبق العاصفة. هذه الهدنة ما هي إلا فرصة للتحضير لمعركة ضخمة. إنهم (الحكومة) يحشدون قواتهم لاستئناف القتال على كل الجبهات."

لكن في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق انتهز السكان فرصة الهدنة للقيام بمهام أهملوها طويلا مثل إصلاح المنازل المدمرة وحتى العناية بالحدائق.

وقال بدران الدومي الذي يملك متجرا للأثاث في حي دوما إلى الشرق من دمشق "الآن نرى الأطفال في الأحياء يأتون ويذهبون ويلهون".

ويقول السكان إن أصوات المركبات حلت محل أزيز الطائرات الحربية التي كثيرا ما قصفت المنطقة.

وبدلا من نشر أخبار عن أعداد القتلى والجرحى في هجمات القوات الحكومية تنشر خدمة الدفاع المدني التي تعمل في المنطقة في حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي أخبار عمال الإغاثة وهم يصلحون المركبات وينظفون المساجد ويقيمون حفلات للأطفال.

© Reuters. تحقيق-الهدنة في سوريا تعيد للسكان لمحات من حياتهم الطبيعية

وعلى مسافة تسعة كيلومترات فقط من جبهة القتال في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في دمشق عبرت سميرة الشوقي (60 عاما) عن أملها في استمرار حالة الهدوء. وقالت "دوي الانفجارات تراجع بعض الشيء. نتمنى أن يستمر ذلك."

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.