💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحقيق-دمار هائل واتهامات متبادلة بعد سيطرة المتمردين على بلدتين بشرق اوكرانيا

تم النشر 28/02/2015, 20:30
© Reuters. تحقيق-دمار هائل واتهامات متبادلة بعد سيطرة المتمردين على بلدتين بشرق اوكرانيا

من ماريا تسفيتكوفا

ديبالتسيف (اوكرانيا) (رويترز) - بعد أن تحول منزله إلى أنقاض جراء القتال الشرس بين القوات الأوكرانية والمتمردين الموالين لروسيا للسيطرة على بلدته لم يستطع الشاب الأوكراني سيرجي انقاذ شيء من منزله المدمر سوى وعاء مليء بالفحم.

وكان انفصاليون مدعومون من موسكو اقتحموا بلدة ديبالتسيف بشرق أوكرانيا قبل نحو أسبوعين في أحد أعنف الهجمات للمتمردين منذ بدء الحرب قبل عشرة أشهر.

ومن سوء حظ الشاب سيرجي انه يعيش على أطراف بلدة قريبة من معسكر ميداني للجيش الأوكراني والذي تعرض للدمار خلال الهجوم إلى جانب المنازل المتواضعة المكونة من طابق واحد والتي تصطف على جانبي الشوارع القريبة.

وتعرض منزل سيرجي للقصف في 18 فبراير شباط قبل أن تغادر القوات الأوكرانية ديبالتسيف.

وحين سئل عما اذا كان يعرف الجانب الذي هاجم منزله فأجاب "بالطبع هذا شيء واضح. لن أجاهر به. دخل الجانب الاخر وتوقف القصف. لم تسقط قذيفة واحدة بعد ذلك."

ومعظم السكان الذين تحدثت اليهم رويترز يؤيدون المتمردين ويلقون باللوم في الدمار الذي لحق بالبلدة على الجيش الأوكراني.

ولكن عندما سئل سيرجي عما اذا كان يعتقد ان المتمردين هم المسؤولون أجاب "بالطبع. ولكن لا أفهم ذلك. لماذا فعلوا هذا؟"

واشتدت حدة القتال للسيطرة على بلدة ديبالتسيف -وهي مركز للسكك الحديدية- في الايام التي تلت اتفاقا لوقف لاطلاق النار كان من المفترض أن يبدأ في 15 فبراير شباط. وشن الانفصاليون الذين كانوا يحاصرون البلدة هجوما كاسحا سحقوا فيه القوات الاوكرانية بحلول 18 فبراير.

وتتهم كييف وحكومات غربية روسيا بارسال قوات وأسلحة لمؤازرة الانفصاليين في شرق أوكرانيا رغم اتفاق السلام الذي اتفق عليه في مينسك عاصمة روسيا البيضاء. وتنفي موسكو ذلك.

وقال قادة الانفصاليين إن الزحف صوب ديبالتسيف ضروري "لضبط الجبهة" وتسهيل الاتصالات بين معاقلهم في دونيتسك ولوجانسك.

وحوصر مدنيون خلال معركة السيطرة على البلدة وذلك على نطاق لم تشهده المعارك من قبل في حرب أودت بحياة ما يقرب من ستة آلاف شخص. ولحقت أضرار بمعظم المباني السكنية بالبلدة جراء القذائف أو أتت عليها الحرائق.

وبعد نحو اسبوع من تقهقر القوات الأوكرانية لا تزال الجثث والأشلاء تتناثر في الشوارع وخارج البلدة.

وفي بلدة فولنهيرسك المجاورة التي اجتاحها الانفصاليون قبل ديبالتسيف وجد فريق من رويترز مركبات مصفحة تحمل إشارات الجيش الأوكراني فيما لحق دمار بالغ بكل مباني البلدة تقريبا.

* أهداف خاطئة

ويؤكد قادة من الجيش ومن الانفصاليين في أوكرانيا على السواء انهم لم يستهدفوا مناطق سكنية قط. لكن الجنود المقاتلين على الجانبين يعترفون بانهم استخدموا أسلحة ثقيلة اثناء القتال للسيطرة على بلدات وانهم ربما يكونون قد أخطأوا اهدافهم.

وعلى مقربة من أطلال منزل سيرجي وقف مسلح من الانفصاليين -يلقب بشويا- لحراسة معسكر أوكراني مدمر تناثرت به صناديق الذخيرة وقطع المركبات المحترقة والقذائف التي لم تنفجر.

وقال بابتسامة "كانت دبابات ومدفعية... وكي أكون صادقا تعرض المعسكر لقصف شديد".

واعترف مقاتل آخر من الانفصاليين قال إن اسمه الحركي زيليا إن من المحتمل ان يكونو قد اخطأوا أهدافا خلال الهجوم.

وقال "تقع ديبالتسيف في منطقة منخفضة. وضع الاوكرانيون مدفعيتهم هناك كان من الصعب إصابة الهدف بدقة".

وفيما كان الانفصاليون يهاجمون ديبالتسيف عقب بدء وقف اطلاق النار رسميا شاهد فريق من رويترز خمس قذائف هاوتزر تنطلق من فولنهيرسك صوب ديبالتسيف.

ولم يسمح الانفصاليون لأحد بتصويرهم وسمع مراسلو رويترز أصوات قذائف مدفعية مستمرة تنطلق من مناطق أخرى يسيطر عليها الانفصاليون في ديبالتسيف ووصلت كثافتها في بعض الاحيان الى قذيفة كل دقيقة.

وقال أحد افراد طاقم مدفعية أوكرانية -اكتفى باسم نيكولاي- لرويترز بعد التقهقر من ديبالتسيف إن الجانب الأوكراني استخدم الاسلحة الثقيلة ايضا في البلدة.

وقال الجندي الذي يخدم في اللواء 55 "كنا نتعرض للقصف كل يوم وكنا في الخنادق... وكنا نطلق النار ايضا بطبيعة الحال".

لكن رفيقه الذي قال إن اسمه الحركي برابور اوضح ان الكثير من المناطق التي لحق بها دمار شامل الآن لم يلحقها أذى عندما تقهقرت القوات الأوكرانية.

وقال "غادرنا فولنهيرسك دون قتال... وايضا الكثير من القرى. يتعين التحقيق فيمن انتهز ذلك".

وبدأت القوات الحكومية في سحب قطع المدفعية بعيدا عن خط الجبهة يوم الخميس الماضي في علامة على سريان الهدنة اخيرا.

* "إنها الحرب"

وعلى بعد أربعة كيلومترات من منزل سيرجي تقع قرية صغيرة تسمى لفينوف شهدت قتالا ضاريا عندما استولى الانفصاليون على مواقع حول ديبالتسيف للاعداد لهجومهم الكاسح.

ولم ينج أي منزل بالقرية من القتال وفر جميع السكان.

وربضت هياكل ثلاث دبابات تابعة للانفصاليين في ساحة القتال وأشار أحد الانفصاليين -الذي قال إن اسمه زيم- الى بقعة على الارض قال إن رفيقه قتل بها.

© Reuters. تحقيق-دمار هائل واتهامات متبادلة بعد سيطرة المتمردين على بلدتين بشرق اوكرانيا

وردا على سؤال لماذا تكبدت ديبالتسيف وسكانها كل هذا الدمار قال "لانه كان زحفا. قصفناها بكل شيء... إنها الحرب".

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.