💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل-تجدد الصراع الكردي يغضب الأتراك ويلقي بظلاله على الانتخابات

تم النشر 28/08/2015, 22:19
© Reuters. تحليل-تجدد الصراع الكردي يغضب الأتراك ويلقي بظلاله على الانتخابات

من دارين بتلر

اسطنبول (رويترز) - تعلق بنعش أخيه الملفوف بعلم تركيا الأحمر وأطلق عبارات غضب ليس بالمألوف أن تصدر علنا من ضابط بالخدمة بينما كانت الطائرات التركية تقصف مقاتلين أكرادا.

انفجر اللفتنانت كولونيل محمد ألكان قائلا أمام كاميرات تصور المعزين "من هذا القاتل؟ من وراء هذا؟ كيف لمن كانوا يتحدثون حتى الأمس عن تسوية يتكلمون اليوم عن الحرب؟" في إشارة ضمنية واضحة لقادة تركيا السياسيين.

كان أخوه ضابطا بالقوات المسلحة أيضا وسقط ضمن ضحايا تجدد الصراع في جنوب شرق البلاد حيث تعيش غالبية كردية وحيث تشن تركيا ضربات جوية على مقاتلي حزب العمال الكردستاني قائلة إنها ترد بها على تصاعد الهجمات على قوات الأمن.

أحداث العنف نكأت جراحا قديمة أحدثها صراع عمره 30 عاما وفجرت موجة غضب تجاه المعارضة المؤيدة للأكراد وتجاه الرئيس رجب طيب إردوغان وتجاه الحكومة على نحو ينبئ بحملة مشحونة جدا للانتخابات المقررة في نوفمبر تشرين الثاني ومخاوف إزاء الأمن المحيط بها.

لم يبذل إردوغان ووزراء حكومته جهودا يعتد بها لإخماد النيران في وقت تشهد فيه البلاد توترا بالفعل إذ تكافح تباطؤا في النمو الاقتصادي ومخاطر حدوث ضربة مضادة لقتالها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وينصب جام الغضب العام على المعارضة المؤيدة للأكراد والتي دخلت البرلمان في صورة حزب لأول مرة في يونيو حزيران الماضي. ويواجه الوزراء مشاعر استياء وتهكم في جنازات الجند في ملمح نادر يدل على إحباط عام.

قال أوندر جيليك رئيس رابطة قدامى المحاربين الأتراك في اسطنبول والذي تصطف على جدران مكتبه صور أفراد من قوات الأمن لقوا حتفهم في الصراع "ردود الأفعال تلك ليست سوى شرر يتطاير من كرة لهب كبيرة."

وألقى باللائمة على حزب العمال الكردستاني لاستغلاله نوايا الدولة الحسنة وإفساده عملية سلام بدأها إردوغان عام 2012 وانتهاز فرصة هدوء القتال في حشد قوته.

الحزب تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية. وقد رفع السلاح عام 1984 في صراع أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص. وتوقف العنف بعد بدء محادثات مع زعيمه المسجون عبد الله أوجلان.

قال جيليك الذي فقد ساقه في هجوم شنه حزب العمال الكردستاني في إقليم بنجول بشرق البلاد عام 2007 "تدور الآن معارك بالشوارع في جميع أنحاء تركيا. الحكومة فعلت كل ما أراده حزب العمال الكردستاني فما كان منه إلا أن رد بإطلاق النيران."

* الناخبون غاضبون

أثار تصاعد العنف ذكريات وقائع مريرة حدثت في ذروة الصراع من عام 1994 إلى عام 1996 حين كان ما بين 3000 و4000 مقاتل على الأقل يلقون حتفهم سنويا.

ومثل هذا الانقسام العميق يثير احتمال أن تكون مرحلة الاستعداد للانتخابات المقررة في نوفمبر تشرين الثاني صعبة وبخاصة وأن ثلاثة من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي المعارض المؤيد للأكراد سيشغلون مناصب في حكومة مؤقتة يجري فيها تقاسم السلطة.

وأعلنت أنقرة أكثر من 100 منطقة عسكرية مؤقتة في أنحاء جنوب شرق تركيا الذي تسكنه أغلبية كردية مما دفع حزب الشعب الجمهوري -وهو حزب المعارضة الرئيسي- لطرح سؤال في البرلمان عن كيفية ضمان الأمن خلال الحملة الانتخابية.

وقد تعهد رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بتوفير الأمن خلال الانتخابات في جميع أنحاء البلاد قائلا إن الأولوية القصوى للحفاظ على النظام العام.

لكن أحداث العنف الأخيرة أشعلت فتيل هجمات على مكاتب حزب الشعوب الديمقراطي من جانب قوميين يرون أنه فرع سياسي لحزب العمال الكردستاني. ولم تغب عن الأذهان ذكريات تفجير استهدف حشد لحزب الشعوب الديمقراطي قبل يوم واحد من الانتخابات الأخيرة التي جرت في السابع من يونيو حزيران.

وناشد زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دمرداش حزب العمال الكردستاني إعلان وقف جديد لإطلاق النار لكنه اتهم حزب العدالة والتنمية الحاكم وبخاصة مؤسسه إردوغان بتأجيج الصراع لحشد تأييد القوميين.

وقال في كلمة ألقاها في الآونة الأخيرة "هذه الحرب ليست حربنا. لن نغض الطرف عن تعرض أبنائنا للقتل من أجل القصر" الرئاسي.

ورفض إردوغان بغضب مثل هذه الكلمات ووصفها بأنها "تشهير" في كلمة ألقاها يوم الأربعاء وقال إنه يشكك في الصحة العقلية لكل من يصدق هذه الأفكار وإن وسائل الإعلام التي نشرتها تشارك في مسؤولية ما يراق من دم وما يذرف من دمع.

كان إردوغان قد بذل جهدا سياسيا كبيرا في عملية السلام ويقول إنه أنهى سياسة دولة دامت عقودا حُرم فيها الأكراد من حقوقهم وذلك بإجرائه إصلاحات تعزز وضع أقلية تشكل حوالي 20 في المئة من سكان تركيا البالغ عددهم 78 مليون نسمة.

ويقول مسؤولو الحكومة إن حزب العمال الكردستاني أخل بالتعهدات التي قطعها خلال عملية السلام وبخاصة سحب مقاتليه إلى شمال العراق وإلقاء السلاح.

وبعد أن كانت دعوة إردوغان خلال العملية "احقنوا الدماء. لا نريد أن تبكي الأمهات" يتعهد الآن بمواصلة القتال "كي لا يبقى إرهابي واحد في بلدنا."

ورغم المشاعر القومية العالية تشير استطلاعات الرأي إلى أن العنف لم يؤثر كثيرا في خفض التأييد لحزب الشعوب الديمقراطي.

فقد خسر حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي أسسه إردوغان أغلبيته في انتخابات السابع من يونيو حزيران لأول مرة منذ وصوله للسلطة في 2002 واقتنص منه حزب الشعوب الديمقراطي أصواتا جعلته يحصل على 13 في المئة من أصوات الناخبين ويدخل البرلمان كحزب لأول مرة.

وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة متروبول التي تحظى بالاحترام وأعلنت نتائجه يوم الأربعاء زيادة في نسبة التأييد لحزب الشعوب الديمقراطي إلى 14.7 في المئة من 13.1 في المئة فاز بها في يونيو حزيران في حين أن حزب العدالة والتنمية ما زالت تنقصه الأصوات التي تؤهله لتشكيل حكومة يكون منفردا فيها.

© Reuters. تحليل-تجدد الصراع الكردي يغضب الأتراك ويلقي بظلاله على الانتخابات

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.