💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل-شكوك حول ضربة امريكية استهدفت متشددا جزائريا في ليبيا

تم النشر 16/06/2015, 03:23
© Reuters. تحليل-شكوك حول ضربة امريكية استهدفت متشددا جزائريا في ليبيا

من باتريك ماركي

الجزائر (رويترز) - فقد المتشدد الجزائري مختار بلمختار احدى عينيه في أفغانستان وأفادت انباء في وقت سابق بأنه قتل في معارك في مالي والان تقول ليبيا انه قتل في ضربة جوية أمريكية مطلع الأسبوع. ولكن هل الجهادي الجزائري الذي يوصف بانه "لا يمكن الامساك به" لتفاديه الاعتقال لعقود طويله قد مات حقا؟

لم يؤكد المسؤولون الأمريكيون حتى الان الانباء التي أفادت بمقتل بلمختار في شرق ليبيا واكتفوا بالقول يوم الاثنين بأن الغارة التي نفذتها مقاتلة من طراز اف-15 كانت ناجحة على الأرجح لكنهم لم يؤكدوا مقتله.

والشكوك لها ما يبررها فقد أعلن عن موته أكثر من مرة ثم ما يلبث أن يظهر على مواقع جهادية ليعلن المسؤولية عن هجمات جديدة.

أما الشيء الذي لا غبار عليه هو أن الغارة أكدت على انزلاق ليبيا على نحو اكبر في هوة الفوضى المسلحة منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. وتخشى الدول الغربية من أن توفر تلك الفوضى ملاذا آمنا للجهاديين عبر أوروبا من البحر المتوسط.

ومع وجود حكومتين متنافستين في ليبيا وفصائلهما المسلحة التي تتقاتل من أجل السيطرة على البلاد استغل تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات جهادية اخرى مثل جماعة بلمختار حالة الفوضى للسعي لاتخاذ ملاذ لها في البلاد وللتدريب ولتوسيع نفوذها هناك.

وقال مسؤولون عسكريون ليبيون يوم الاثنين إن ما يصل إلى 17 من مسلحي تنظيم القاعدة قتلوا في الضربة الجوية التي جاءت بينما كانوا يجتمعون قرب بنغازي لكنها لم تحدد ايا منهم بالاسم.

وصرح مصدر عسكري ليبي لوكالة الانباء الرسمية (لانا) "الضربة التي نفذتها القوات الأمريكية كانت على مزرعة في الحي الصناعي بينما كان بلمختار يعقد اجتماعا مع قادة متشددين اخرين."

لكن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) كانت اكثر تحفظا. وقال متحدث باسم الوزارة "التقييمات الأولية هي أنها كانت ناجحة. ولكن لم نستكمل تأكيداتنا بعد." مضيفا أن الولايات المتحدة تشاورت مع الحكومة الليبية المعترف بها دوليا قبل الضربة الجوية.

وحتى قبل أن تبدأ ليبيا في الانهيار كدولة كانت صحراؤها الجنوبية الطويلة التي يصعب السيطرة عليها بمثابة قاعدة لمقاتلي بلمختار عندما خططوا لهجوم عبر الحدود إلى الجزائر والذي استهدف حقل غاز إن اميناس عام 2013.

وقتل في الهجوم 40 من العاملين في مجال النفط معظمهم اجانب.

وتتناسب التساؤلات المتعلقة بمصير بلمختار مع رجل ولد في صحراء الجزائر وشب وسط صفوف الجهاديين خلال الحرب الأهلية التي شهدتها الجزائر في التسعينات وتمكن من البقاء على قيد الحياة وهو ملاحق ليصبح واحدا من اشهر الرجال في دوائر المتشددين في الصحراء الكبرى.

وكان بلمختار عضوا بتنظيم القاعدة في شمال افريقيا لكنه انشق ليكون جماعة متشددة خاصة به تسمى "الموقعون بالدماء". وشارك بلمختار في خطف عدة اجانب وفي صراع الانفصاليين في مالي كما أدار عمليات تهريب عبر الصحراء.

وقال كريس شيفيز وهو مدير مساعد في المركز الدولي للسياسات الامنية والدفاعية ومؤلف كتاب "الحرب الفرنسية على القاعدة في افريقيا" إن "بلمختار هو واحد من أقدم الجهاديين بالمنطقة واكثرهم نفوذا حيث يمارس نشاطه منذ اكثر من عشر سنوات."

وقال شيفيز عن الرجل الذي وصفته أجهزة المخابرات الفرنسية بانه "لا يمكن الامساك به" ان "روابطه الشخصية بقبائل المنطقة وخبرته ونفوذه عوامل مهمة للغاية لتماسك ونجاح جماعته الحالية."

وسلك بلمختار طريقا صعبا إلى الجهاد حيث هجر بلده ليقاتل في أفغانستان عندما كان في التاسعة عشر من عمره حسبما افادت مقابلات على مواقع للمتشددين وعاد إلى الجزائر في أوج تمرد للمتشددين الاسلاميين. وكانت هذه البداية لعقدين من التشدد أولا كعضو بالجماعة الإسلامية المسلحة بالجزائر خلال الحرب الأهلية في التسعينات ثم كشريك في تأسيس الجماعة السلفية للدعوة والقتال.

وانضوت جماعته في وقت لاحق تحت لواء جناح القاعدة في شمال افريقيا المعروف باسم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي. وقاد بلمختار احدى كتيبتين في تنظيم القاعدة على الحدود مع مالي.

لكنه انشق في نهاية المطاف مع الزعيم الجزائري لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي واسس جماعته الخاصة به.

لكن الخبراء يقولون إنه كان أشبه برجال العصابات منه إلى أصحاب العقيدة اذ شارك في تهريب الأسلحة وعمليات تهريب اخرى.

ويقول خبراء أمنيون أنه اذا تأكدت وفاته فسوف تؤثر على فعالية جماعته على المدى القصير بسبب روابطه الشخصية في المنطقة رغم ان جماعته سيكون لديها عناصر اخرى مؤهلة جيدا لاعادة بناء نفوذها.

وقال جيوف بورتر الخبير في شؤون شمال افريقيا في مركز مكافحة الارهاب في ويست بوينت "في كثير من الاحيان عندما تقطع رأس الافعى تحل محلها واحدة اخرى أشد فتكا."

وأضاف "بالتأكيد هذا الاحتمال قائم هنا ولا يوجد نقص في الجهاديين الطامحين الذين يتوقون على الارجح لارتداء عباءة بلمختار."

لكن خسارة شخصية محورية مثل بلمختار قد تثير ايضا المزيد من التنافس بين العصابات الاجرامية خاصة على الثروة المستمدة من تهريب الأسلحة والمهاجرين. وقد يؤدي هذا إلى تشاحن وربما يدفع البعض إلى اللجوء لجماعات منافسة مثل تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال شيفيز من المركز الدولي للسياسات الأمنية والدفاعية "اذا كان بلمختار قد مات بالفعل فإن جماعتيه التي تمارس نشاطها من مالي عبر ليبيا ستكون أقل فعالية واقل خطرا."

© Reuters. تحليل-شكوك حول ضربة امريكية استهدفت متشددا جزائريا في ليبيا

وتابع "لكن هذا لا يعني زوالها. بل على النقيض فإن منها ما قد يبدي الان رغبته في الانضمام إلى صوف داعش (تنظيم الدولة الاسلامية."

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.