من جو بروك
جوهانسبرج (رويترز) - "حالة من الفوضي" ... بهذه الكلمات وصفت إحدى صحف جنوب أفريقيا مشاهد الشرطة والسياسيين وهم يكيلون الضربات واللكمات بعضهم إلى بعض في افتتاح البرلمان، وهو تقييم ينطوي على السخرية من حالة الديمقراطية في هذه الدولة بعد 20 عاما على انتهاء نظام الفصل العنصري (الأبارتيد).
وسار الرئيس جاكوب زوما على البساط الأحمر خارج البرلمان في كيب تاون مساء الخميس بينما عزفت جوقة الآلات النحاسية نشيد الحرية الوطني لجنوب أفريقيا وأطلقت المدافع 21 طلقة تحية للرئيس لكن هذا الجو الاحتفالي لم يستمر كثيرا.
فما كاد زوما يبدأ كلمته عن (حالة الأمة) داخل البرلمان حتى قاطعه نواب من حزب مقاتلي الحرية الاقتصادية -وهو حزب يساري متطرف- ليسألوه عن مزاعم فساد تتردد منذ وقت طويل بشأن تجديدات أمنية تحملت الدولة تكاليفها التي بلغت 23 مليون دولار في منزله الريفي في نكاندلا.
وبغضب شديد طلبت رئيسة البرلمان باليكا مبيتي من نواب حزب مقاتلي الحرية الاقتصادية وزعيمه جوليوس ماليما الكف عن توجيه أسئلة. وحينما رفضوا أمرت بإخراجهم من القاعة فنشبت مشاجرة أصيب فيها عدة أشخاص بجراح.
وتمكن زوما في نهاية الأمر من إلقاء كلمته لكن بعد أن انسحب نواب التحالف الديمقراطي -وهو حزب المعارضة الرئيسي- تعبيرا عن الاستياء من دخول حراس الأمن المسلحين والشرطة إلى قاعة البرلمان.
وقالت المحللة السياسية رانجيني مونوسامي في عمودها بصحيفة ديلي مافريك -وهي صحيفة سياسية رائدة على شبكة الإنترنت- "كان منتظرا أن يكون احتفالا سنويا مهيبا في عمر أمتنا ... استمرارا لرحلة بدأها نيلسون مانديلا عام 1994."
واستدركت بقولها "والآن أصابنا ضرر سيبقى للأبد من أناس وقفنا في طوابير للتصويت من أجل أن يمثلونا."
وكان التوتر قد اشتد بالفعل قبل وصول زوما حينما اكتشف الضيوف أن استقبال الهواتف المحمولة تعرض لتشويش داخل قاعة البرلمان وهو ما جعل الصحفيين والنواب الغاضبين يصرخون "أعيدوا الإشارة."
وأعيدت في نهاية الأمر الاتصالات الهاتفية بعد أن ألح النواب في الطلب من مبيتي لكن الأمر أثار شكوكا بأن المؤتمر الوطني الأفريقي وتحت عيني زوما يريد إخماد الأصوات المعارضة من خلال الرقابة.
وقالت صحيفة بيزنس داي في مقال افتتاحي "ليس هذا بالأمر المعتاد في مجتمع ديمقراطي مفتوح."
وأضافت الصحيفة قولها "إذا شهد بلد يزعم أنه ديمقراطي مثل هذا الإسكات وكان مواطنوه يألفون ثقافة البلطجة على أعلى المستويات فلا بد أنه حدث خطأ فادح."
وسيزيد الحادث الضغط على زوما الذي تحاصره الفضائح طوال حياته العملية.
وقال المدعي العام ثولي مادونسيلا في تقرير العام الماضي إن زوما "استفاد بغير وجه حق" من بعض التجديدات في منزله التي اشتملت على حمام سباحة وإسطبل للماشية ومسرح مكشوف ويجب أن يرد بعض التكاليف.
ونفى زوما ارتكاب أي مخالفات.
ولم يذكر زوما في كلمته شيئا عن المشادة التي وقعت لكنه استهجن فيما بعد الاضطراب ووصفه بأنه سلوك مشين لحفنة من أعضاء غير منضبطين في حزب مقاتلي الحرية الاقتصادية وأثنى على تصرفات مبيتي ورجال الأمن.
وقال للصحفيين يوم الجمعة "كان رأيي هو أنهم تصرفوا تصرفات مشينة." واضاف إنه لا يعرف شيئا عن سبب تعطل خدمات الهاتف المحمول.
وانتقد الكثير من المواطنين العاديين
من جو بروك
جوهانسبرج (رويترز) - "حالة من الفوضي" ... بهذه الكلمات وصفت إحدى صحف جنوب أفريقيا مشاهد الشرطة والسياسيين وهم يكيلون الضربات واللكمات بعضهم إلى بعض في افتتاح البرلمان، وهو تقييم ينطوي على السخرية من حالة الديمقراطية في هذه الدولة بعد 20 عاما على انتهاء نظام الفصل العنصري (الأبارتيد).
وسار الرئيس جاكوب زوما على البساط الأحمر خارج البرلمان في كيب تاون مساء الخميس بينما عزفت جوقة الآلات النحاسية نشيد الحرية الوطني لجنوب أفريقيا وأطلقت المدافع 21 طلقة تحية للرئيس لكن هذا الجو الاحتفالي لم يستمر كثيرا.
فما كاد زوما يبدأ كلمته عن (حالة الأمة) داخل البرلمان حتى قاطعه نواب من حزب مقاتلي الحرية الاقتصادية -وهو حزب يساري متطرف- ليسألوه عن مزاعم فساد تتردد منذ وقت طويل بشأن تجديدات أمنية تحملت الدولة تكاليفها التي بلغت 23 مليون دولار في منزله الريفي في نكاندلا.
وبغضب شديد طلبت رئيسة البرلمان باليكا مبيتي من نواب حزب مقاتلي الحرية الاقتصادية وزعيمه جوليوس ماليما الكف عن توجيه أسئلة. وحينما رفضوا أمرت بإخراجهم من القاعة فنشبت مشاجرة أصيب فيها عدة أشخاص بجراح.
وتمكن زوما في نهاية الأمر من إلقاء كلمته لكن بعد أن انسحب نواب التحالف الديمقراطي -وهو حزب المعارضة الرئيسي- تعبيرا عن الاستياء من دخول حراس الأمن المسلحين والشرطة إلى قاعة البرلمان.
وقالت المحللة السياسية رانجيني مونوسامي في عمودها بصحيفة ديلي مافريك -وهي صحيفة سياسية رائدة على شبكة الإنترنت- "كان منتظرا أن يكون احتفالا سنويا مهيبا في عمر أمتنا ... استمرارا لرحلة بدأها نيلسون مانديلا عام 1994."
واستدركت بقولها "والآن أصابنا ضرر سيبقى للأبد من أناس وقفنا في طوابير للتصويت من أجل أن يمثلونا."
وكان التوتر قد اشتد بالفعل قبل وصول زوما حينما اكتشف الضيوف أن استقبال الهواتف المحمولة تعرض لتشويش داخل قاعة البرلمان وهو ما جعل الصحفيين والنواب الغاضبين يصرخون "أعيدوا الإشارة."
وأعيدت في نهاية الأمر الاتصالات الهاتفية بعد أن ألح النواب في الطلب من مبيتي لكن الأمر أثار شكوكا بأن المؤتمر الوطني الأفريقي وتحت عيني زوما يريد إخماد الأصوات المعارضة من خلال الرقابة.
وقالت صحيفة بيزنس داي في مقال افتتاحي "ليس هذا بالأمر المعتاد في مجتمع ديمقراطي مفتوح."
وأضافت الصحيفة قولها "إذا شهد بلد يزعم أنه ديمقراطي مثل هذا الإسكات وكان مواطنوه يألفون ثقافة البلطجة على أعلى المستويات فلا بد أنه حدث خطأ فادح."
وسيزيد الحادث الضغط على زوما الذي تحاصره الفضائح طوال حياته العملية.
وقال المدعي العام ثولي مادونسيلا في تقرير العام الماضي إن زوما "استفاد بغير وجه حق" من بعض التجديدات في منزله التي اشتملت على حمام سباحة وإسطبل للماشية ومسرح مكشوف ويجب أن يرد بعض التكاليف.
ونفى زوما ارتكاب أي مخالفات.
ولم يذكر زوما في كلمته شيئا عن المشادة التي وقعت لكنه استهجن فيما بعد الاضطراب ووصفه بأنه سلوك مشين لحفنة من أعضاء غير منضبطين في حزب مقاتلي الحرية الاقتصادية وأثنى على تصرفات مبيتي ورجال الأمن.
وقال للصحفيين يوم الجمعة "كان رأيي هو أنهم تصرفوا تصرفات مشينة." واضاف إنه لا يعرف شيئا عن سبب تعطل خدمات الهاتف المحمول.
وانتقد الكثير من المواطنين العاديين في جنوب أفريقيا الاحتفالات المخزية قائلين إنها صرفت الأنظار عن القضايا المهمة مثل الانقطاعات الحادة للتيار الكهربائي وتفشي الفقر.
وقالت ديبو تسوجونج -وهي أم عاملة- لرويترز خارج مركز تجاري "بدلا من الحديث عن مشكلات جنوب أفريقيا نتحدث عن الفوضى في البرلمان."