💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل-مكاسب الأنبار البطيئة تحدد وتيرة حملة العراق على الدولة الإسلامية

تم النشر 07/08/2015, 21:55
© Reuters. تحليل-مكاسب الأنبار البطيئة تحدد وتيرة حملة العراق على الدولة الإسلامية

من أحمد رشيد وستيفن كالين

بغداد/بيروت (رويترز) - بعد تحقيق مكاسب أقصى ما يمكن أن توصف به أنها متواضعة في الأسابيع القليلة الأولى من حملتها لاستعادة محافظة الأنبار.. تخلت قوات الحكومة العراقية عن الأمل في تحقيق تقدم سريع أمام مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

الحملة التي انطلقت بعد أن سقطت الرمادي عاصمة المحافظة في أيدي المتشددين في مايو أيار كانت تهدف في الأساس لاستعادة السيطرة على المدينة سريعا إلا أنها انحرفت شرقا لكسر قبضة مقاتلي التنظيم التي أحكموها على مدينة الفلوجة منذ 19 شهرا ولضمان خطوط إمداد من بغداد.

وفي مواجهة تضاريس الأنبار المترامية ومع ضعف القوة القتالية وحساسية إرسال ميليشيات شيعية لمعاقل سنية ومع التوترات السياسية بما فيها الصراع الإيراني الغربي على النفوذ كان لزاما على بغداد وحلفائها تعديل توقعاتهم.

سار القتال على نحو متقطع على الجبهتين.. إذ فككت القوات العراقية مدعومة بضربات جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قاعدة لقيادة المتشددين في الرمادي الأسبوع الماضي في حين كانت ميليشيات شيعية في طليعة جهود لقطع طرق إمداد المسلحين الواصلة إلى الفلوجة.

وتقول مصادر عراقية وأمريكية تشارك في الحملة إن هذا المنهج البطيء المتعمد يرمي لإجبار الدولة الإسلامية على العمل في عدة مواقع -وهو أسلوب وظفته الجماعة نفسها ببراعة لإضعاف صفوف العدو- وذلك من خلال تشديد تطويق الرمادي والفلوجة ومراقبة حزامهما الريفي لمنع التعزيزات القادمة من المعاقل الشمالية.

قال كريم النوري المتحدث باسم منظمة بدر التي تدعمها إيران "جميع العمليات في المنطقة تهدف إلى نخر وتقطيع أوصال داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) في اتجاهين. قطع إمدادات داعش وأموره اللوجستية من الموصل باتجاه الأنبار من جهة ومن صلاح الدين ونهر دجلة من الجهة الأخرى."

وكثير من البلدات والمدن في الأنبار -المعقل السني الممتد مئات الكيلومترات إلى الغرب من بغداد وحتى الحدود السورية- ما هي إلا معاقل للدولة الإسلامية.

والمساحة الواسعة المفتوحة تمثل تحديا لقوات الأمن العراقية التي أنهكتها الهزائم في الرمادي ومدينة الموصل الشمالية وكذلك المعارك الطاحنة في أماكن أخرى رغم أن هناك برنامجا أمريكيا لتدريب مقاتلي العشائر السنية.

قال مايكل نايتس المتخصص في الشأن العراقي بمعهد واشنطن البحثي "إنها مشكلة تتعلق بنسبة المساحة إلى حجم القوات. فهم لا يملكون قوات كافية للاحتفاظ بالمناطق."

كان سقوط الرمادي منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر أكبر هزيمة لحكومة العراق المركزية الضعيفة في نحو عام. وقد أضعف آمال بغداد في طرد المتشددين سريعا من شمال البلاد وغربها بعد الانتصارات السابقة في محافظة ديالى بالشرق وفي مدينة تكريت مسقط رأس صدام حسين.

واستعادة الأنبار القريبة من العاصمة ومن مزارات مقدسة لدى الشيعة في الجنوب مطلب استراتيجي للتقدم صوب الموصل التي تأمل الدولة الإسلامية أن تمد منها خلافة تشمل أجزاء واسعة من سوريا والعراق.

* تحالف غير متناغم

في البداية سعى رئيس الوزراء حيدر العبادي -وهو إسلامي شيعي معتدل- لتهميش الميليشيات الشيعية في الأنبار خشية إشعال حساسيات طائفية لكن سقوط الرمادي لم يدع له الفرصة.

والميليشيات التي انضوت تحت مظلة حكومية أطلق عليها اسم (الحشد الشعبي) قالت إنها هي التي ستتصدر القوات على الأرض في الفلوجة لا الجيش.

وحملة الأنبار تضع تحت الاختبار مدى كفاءة ترتيب شائك يضع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على نفس جانب القتال الذي توجد فيه ميليشيات مدعومة من إيران دعما للقوات العراقية مهما كانت درجة الاستياء من ذلك.

وحدث سيناريو مشابه في تكريت في مارس آذار وإن كان مسؤولون أمريكيون قالوا إن ميليشيات الحشد الشعبي تراجعت قبل بدء الدعم الجوي.

ونظرا لأن هناك آلافا مؤلفة من مقاتلي الحشد الشعبي يعملون الآن في الأنبار ونظرا لارتفاع مستوى ضربات التحالف الجوية بالمنطقة يزيد احتمال حدوث تداخل في المهام.

قال نايتس الخبير بالشأن العراقي "أصبح هناك تنسيق أكبر مما كان عليه قبل شهرين أو ثلاثة. ولابد أن يجري من خلال الغلاف العراقي لأن هذه الجماعات لا يمكنها العمل بشكل متداخل مع الولايات المتحدة أو العكس."

وقللت الولايات المتحدة الشهر الماضي من احتمال أن تدعو بغداد قوات الحشد الشعبي للمشاركة في عملية الرمادي.

وذكرت مصادر قريبة من تخطيط العمليات أن بغداد مازالت لا تعتزم نشر ميليشيات وإن ألمح أحد المصادر إلى احتمال تغير هذا إذا واجهت حملة الجيش صعوبة في التنفيذ.

وحتى الآن تركزت الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة والتي تجاوزت 100 ضربة في أول ثلاثة أسابيع من حملة الأنبار على "عمليات التشكيل" حول الرمادي للتجهيز لهجوم مباشر تقوده القوات العراقية النظامية.

قال البريجادير جنرال كيفين كيلي رئيس أركان قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة "المرحلة التالية هي مرحلة التطهير وستكون بمثابة اختبار لهمة قوات الأمن العراقية."

وتتوقع المصادر القريبة من عملية التخطيط أن تبدأ العمليات في الأسابيع القادمة. وتأخر التقدم البري بسبب العبوات الناسفة التي زرعها تنظيم الدولة الإسلامية على الطرق وفي المباني.

* توترات تحت السطح

ازدادت استراتيجية بغداد في الأنبار تعقيدا في ظل السياسة الداخلية.

فالدعم الدولي في مواجهة الدولة الإسلامية قد يساعد العبادي على التصدي لنفوذ الأطراف المدعومة من إيران والتي تدفع باتجاه إعطاء دور أكبر لقوات الحشد الشعبي في ذلك المعقل السني.

وفي مقابلة أجرتها رويترز الشهر الماضي انتقد قيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق وهي واحدة من أقوى جماعات الحشد الشعبي واشنطن لممارستها ضغوطا على العبادي لإبقاء مقاتلي الحشد خارج الفلوجة وبعيدا عن الرمادي.

وقال سياسي قريب من رئيس الوزراء لرويترز "إنها مسألة تتعلق بالدعم الحقيقي الذي يسعى العبادي جاهدا للحصول عليه...إنه يعلم جيدا أنه إذا كان يريد من الأمريكان أن يقفوا فإنه يتوجب عليه أن يطلب من الحشد الجلوس."

ويخاطر العبادي الذي كان ينظر إليه يوما على أنه أكبر أمل في رأب التصدعات الطائفية بإبعاد داعميه الشيعة إن هو حاول تهميش ميلشياتهم من أجل تقدم القوات الحكومية.

قال ريناد منصور الباحث المتخصص في الشأن العراقي بمؤسسة كارنيجي لأبحاث الشرق الأوسط إن بعضهم لا يريده أن يسجل نصرا في الأنبار.

في الوقت ذاته تواجه قوات العبادي قلاقل من سنة يخشون أن تسبب لهم الاستعانة بالحشد الشعبي مزيدا من التهميش وتضعف موقفهم في نظام سياسي هش.

ويقول منصور إن الانتصارات العسكرية وحدها لن تنجح في القضاء على الدولة الإسلامية بعد أن تغلغلت وسط تجمعات شكت طويلا من تعرضها للتمييز والعنف الطائفي في العراق ذي الغالبية الشيعية.

© Reuters. تحليل-مكاسب الأنبار البطيئة تحدد وتيرة حملة العراق على الدولة الإسلامية

ويضيف "المشاكل كلها ما زالت قائمة ولم يحدث شيء حقيقي لعلاج هذه المشاكل."

(شارك في التغطية سيف حميد من بغداد وفيل ستيوارت من واشنطن -إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.