💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل-نتنياهو في مقامرة عالية المخاطر بمشروع قانون جديد للمستوطنات

تم النشر 08/12/2016, 00:32
© Reuters. تحليل-نتنياهو في مقامرة عالية المخاطر بمشروع قانون جديد للمستوطنات

من مايان لوبيل

القدس (رويترز) - يعتبر دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمشروع قانون يضفي الشرعية على الوحدات الاستيطانية الإسرائيلية المبنية على أرض فلسطينية خاصة في الضفة الغربية في إسرائيل خدعة أخرى في صراع للقوى داخل ائتلافيه اليميني الحاكم.

لكن منتقدين في إسرائيل وفي الخارج أزعجهم التشريع يخشون من أن مكائد نتنياهو التي تستهدف استرضاء الشركاء السياسيين قد تكون لها عواقب وخيمة على المستوى الدولي حتى إذا نجا القانون من طعون قضائية محتملة.

وأزعجت الموافقة المبدئية على القانون التي منحها البرلمان يوم الاثنين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة مما أثار احتمال صدور قرار من الأمم المتحدة قبل نهاية فترة الرئيس باراك أوباما في يناير كانون الثاني.

ويساور المسؤولين الإسرائيليين القلق أيضا من أن المشروع قد يوفر الأساس للملاحقة القضائية من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وأثار انتقادات شديدة خاصة من ألمانيا.

واستشهد نتنياهو نفسه بتحرك قضائي محتمل عندما عارض في بادئ الأمر التشريع الذي روج له حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف وزعيمه نفتالي بينيت. وأدان الفلسطينيون المشروع ووصفوه بأنه انتزاع لأراض في منطقة يسعون لتكون ضمن دولتهم المستقبلية.

لكن من شأن تقاعس نتنياهو الذي يشغل منصب رئيس الوزراء لفترة رابعة عن دعم المشروع أن يخسر أرضا لصالح بينيت في سعيهما لاجتذاب أصوات المحافظين التي تشكل قاعدة القوة لكل من حزب ليكود الذي ينتمي إليه نتنياهو والبيت اليهودي.

وقال أمنون أبراموفيتش المحلل السياسي لتلفزيون القناة الثانية الإسرائيلي لرويترز "نفتالي بينيت يخيفه أكثر من الإدارة الأمريكية وأكثر من الاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من كون نتنياهو رئيسا للوزراء لمدة 11 عاما فإنه لا يزال سياسيا أكثر من كونه زعيما."

وأقر الكنيست مشروع القانون في قراءة أولى حيث صوت 58 نائبا لصالحه مقابل معارضة 51. ويتعين أن يجتاز جولتي تصويت أخريين ربما الأسبوع المقبل قبل أن يتحول إلى قانون.

وقد يُلغى التشريع في آخر الأمر بقرار من المحكمة العليا حيث من المتوقع على نطاق واسع أن تطعن جماعات حقوق الإنسان على المصادرة الفعلية للأراضي الفلسطينية ذات الملكية الخاصة.

ويشير بعض المعلقين السياسيين في إسرائيل إلى أن نتنياهو قد يعتمد على المحكمة لوأد المشروع.

ويسرع نتنياهو الخطى لإيجاد سبيل لتجنب مواجهة مع المستوطنين بشأن أمر المحكمة إخلاء عامونا وهي أكبر بؤرة استيطانية في الضفة الغربية بحلول 25 ديسمبر كانون الأول.

وقالت تاليا ساسون وهي ممثلة ادعاء سابقة قادت في 2005 تحقيقا في البؤر الاستيطانية التي بنيت بتكليف من رئيس الوزراء في ذلك الوقت أرييل شارون إن المشروع "حيلة سياسية" لإبقاء التحالف متماسكا.

وكتبت ساسون في صحيفة معاريف "رئيس الوزراء سيخرج في وضع جيد مجددا أمام أنصاره -- فبعد كل ذلك (سينظر إليه على أنه) حاول إضفاء الشرعية على سرقة أراض في الضفة الغربية وإن المحكمة العليا هي التي اعترضت طريقه."

* بؤر استيطانية

في العقود الخمسة التي تلت احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967 بنت نحو 120 مستوطنة رسمية في الضفة في تحرك يعتبره معظم العالم غير قانوني وعقبة أمام السلام مع الفلسطينيين الذين يستهدفون إقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية.

وبالإضافة إلى هذه المستوطنات التي تدعمهما إسرائيل دعما كاملا أنشأ المستوطنون أكثر من 100 بؤرة استيطانية العديد منها فوق تلال في أنحاء الضفة الغربية وكان ذلك في الغالب بموافقة ضمنية من الحكومة.

وتشير جماعة السلام الآن التي تراقب النشاط الاستيطاني الإسرائيلي إلى أن 55 من هذه البؤر ستحصل على إجازة رسمية بموجب مشروع القانون الجديد. وستقدم تعويضات لملاك الأراضي الفلسطينيين.

وقال أيال جروس أستاذ القانون الدولي بجامعة تل أبيب إنه كلما زاد ضلوع الحكومة في دعم النشاط الاستيطاني زاد الأمر سوءا بالنسبة لإسرائيل.

وأضاف جروس إنه عندما يصبح القانون جزءا من النظام القانوني للبلاد فإنه "سيزيد من عدم القانونية الوضع غير القانوني الحالي للمستوطنات."

وقال صائب عريقات أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية إن التحرك الإسرائيلي نبع من "ثقافة الحصانة من العقاب" التي تحمل الزعماء الإٍسرائيليين على الاعتقاد بأن المجتمع الدولي لن يتخذ إجراءات ضد النشاط الاستيطاني.

وقال عريقات في بيان يوم الثلاثاء "ندعو جميع دول الأمم المتحدة خاصة أعضاء مجلس الأمن إلى دعم مشروع سيطرح قريبا بشأن المستوطنات."

وأضاف "بالإضافة إلى ذلك سنمد المحكمة الجنائية الدولية بمعلومات بشأن هذا وخطوات أخرى تتخذها الحكومة الإسرائيلية."

وتشجعت الأحزاب اليمينية الإسرائيلية من اختيار دونالد ترامب رئيسا منتخبا للولايات المتحدة. وبعد قليل من فوزه في نوفمبر تشرين الثاني أعلن بنيت الذي يدافع عن ضم إسرائيل جزءا من الضفة الغربية "عصر الدولة الفلسطينية انتهى."

وكان ترامب قد تعهد بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وهي مدينة تعتبرها إسرائيل عاصمتها -- وهو زعم لا يلقى اعترافا دوليا.

وقال يوسي فيرتر وهو محلل سياسي في صحيفة هاارتس اليسارية إن قوة جماعات ضغط المستوطنين تجاوزت كل الحدود.

© Reuters. تحليل-نتنياهو في مقامرة عالية المخاطر بمشروع قانون جديد للمستوطنات

وكتب يقول إن المستوطنين وأتباعهم "جعلوا هذه الحكومة ورئيس الوزراء رهن إشارتهم."

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.