من أليستير ماكدونالد وفيليب بلينكنسوب
بروكسل (رويترز) - عرض دونالد ترامب ضمانات بشأن الأمن على زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الخميس لكن مسؤولين بالاتحاد لم يخفوا استمرار الخلافات مع الرئيس الأمريكي بشأن روسيا والتجارة وتغير المناخ.
وفي محادثات قبل قمة مع قادة حلف شمال الأطلسي في مقر الحلف العسكري في بروكسل شدد مصدر بالاتحاد الأوروبي على أن ترامب أبدى مخاوفه من أن انسحاب بريطانيا من الاتحاد قد يؤدي لفقدان وظائف أمريكية.
ووافق ترامب أيضا على إعداد "خطة عمل" أمريكية أوروبية مشتركة للتجارة في مؤشر إلى أن الرئيس الأمريكي الجديد ليس عازما على نبذ اتفاقات التجارة الحرة والترويج لسياسات الحمائية الاقتصادية مثلما كان يخشى البعض في أوروبا.
وبالرغم من ذلك فإن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أشار إلى أنه لم يكن هناك اتفاق يذكر بشأن التجارة وقضايا أخرى على الرغم من الترحيب الذي لقيه ترامب في مبنى الاتحاد الأوروبي الجديد.
وقال توسك بعد أن التقى هو ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر مع ترامب لأكثر من ساعة "اتفقنا في مجالات كثيرة أولها وأهمها مكافحة الإرهاب.. لكن بعض القضايا لا تزال مفتوحة مثل المناخ والتجارة".
وبدأ قادة أوروبيون يحثون ترامب على عدم التخلي عن التزام الولايات المتحدة بخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وهو الالتزام الذي قطعه الرئيس السابق باراك أوباما عندما وقع اتفاق باريس للمناخ الذي ترعاه الأمم المتحدة.
وقال توسك إنه شعر بأنه لم يكن هناك تطابق في الآراء مع ترامب بشأن التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغم أنهما اتفقا على المساعي لإنهاء الصراع في أوكرانيا الذي يلقي الغرب بالمسؤولية فيه على موسكو والذي أدى إلى عقوبات اقتصادية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على روسيا.
وقالت متحدثة باسم يونكر، الذي كان يتفاوض على اتفاق طموح للتجارة الحرة مع واشنطن قبل فوز ترامب في الانتخابات، إن الجانبين سيعملان على زيادة التجارة.
وأضافت قائلة "تكثيف التعاون في التجارة هو انتصار للجانبين. تم الاتفاق على بدء العمل على خطة عمل مشتركة بشأن التجارة".
ولم يتضح بعد إن كان ذلك سيتضمن إحياء العمل على اتفاق التجارة الحرة. وتحدث ترامب بشكل واضح عن استيائه من اتفاقات التجارة المتعددة الأطراف وانسحب من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي مع دول آسيوية. لكن قادة أوروبيين من بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لمحوا إلى أنه بدأ يتقبل فكرة إجراء محادثات تجارية مع الاتحاد الأوروبي الذي يوحد قواعد التجارة لكل دوله الأعضاء.
* تكاليف انسحاب بريطانيا
أثار ترامب انزعاج قادة الاتحاد الأوروبي أثناء حملته الانتخابية العام الماضي عندما أشاد بانسحاب بريطانيا ولمح إلى أن دولا أخرى قد تحذو حذو المملكة المتحدة في الانسحاب من التكتل المؤلف من 28 دولة. وقال قادة يشككون في الاتحاد الأوروبي إن ترامب سيعرض على بريطانيا اتفاقا للتجارة الحرة بمجرد انسحابها.
لكن مسؤولين أوروبيين يعتقدون أن ترامب بدأ بعد توليه منصبه في إعطاء قدر أكبر من التقدير لقيمة الوحدة الأوروبية للمصالح الأمريكية. وتستفيد الشركات الأمريكية من سوق الاتحاد لتقليص تكلفة التصدير إلى أوروبا.
وقال مصدر بالاتحاد الأوروبي إن ترامب أبلغ توسك ويونكر أنه يشعر بالقلق الآن من أن مواطنين أمريكيين قد يخسرون وظائفهم بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 2019.
وذكر مسؤولون بالاتحاد أن الاجتماع كان بناء ووديا. وتبادل توسك ويونكر المزاح مع ترامب بشأن وجود "رئيسين" للاتحاد الأوروبي. وكان ترامب قد خلط فيما يبدو بين الرجلين في تصريحات أدلى بها في يناير كانون الثاني مما أجج القلق في بروكسل من أن النجم السابق لتلفزيون الواقع لا يتعامل مع الاتحاد الأوروبي بجدية.
وقال توسك، الذي وضع ذات مرة ترامب في قائمة بمخاطر على النظام العالمي إلى جانب روسيا والصين وعنف المتشددين الإسلاميين، إنه حاول أن يقنع الرئيس الأمريكي بأن هناك حاجة إلى تعاون بين جانبي الأطلسي لتعزيز "قيم" مثل حقوق الإنسان وليس فقط "المصالح" الأنانية.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)