من جون وايتسايدز وسوزان هيفي
واشنطن (رويترز) - صعٌد المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب هجومه على رئيس مجلس النواب بول ريان يوم الثلاثاء واصفا إيه بأنه زعيم ضعيف وغير فعال لكنه قال إن حملته تحررت من "القيود" بعد تخلي ريان وغيره من الجمهوريين في الكونجرس عنه.
وبعد يوم من إعلان ريان أبرز عضو جمهوري في الكونجرس أنه لن يدافع عن المرشح الرئاسي للحزب أو يدعو الناخبين للتصويت له كتب ترامب سيلا من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي انتقد فيها الجمهوريين الذين تركوا حملته.
وعمق الهجوم اللاذع خلافا مثيرا في الحزب بشأن النجم السابق لتلفزيون الواقع الذي انفض عنه العديد من الجمهوريين بعد ظهور تسجيل مصور يوم الجمعة يتفاخر فيه بصورة فجة لمراسل عام 2005 بمغامراته النسائية وكيف كان يتلمس النساء ويتحرش بهن.
وقال ترامب في تعليق على تويتر يوم الثلاثاء "زعيمنا الضعيف للغاية وغير الفعال بول ريان عقد مؤتمرا سيئا عبر الهاتف أثار حفيظة أعضائه من عدم ولائه (للحزب)."
وفي تعليق آخر شكا ترامب من أن القيام بعمل جيد أمر صعب في ظل "عدم الدعم المطلق" من ريان وآخرين لكنه أضاف في تعليق لاحق على تويتر قائلا "رائع جدا أن القيود قد انفكت عني وأستطيع الآن أن أقاتل من أجل أمريكا بالطريقة التي أريد."
وأبلغ ريان الجمهوريين في الكونجرس يوم الاثنين أنه سيضع كل طاقته في الحفاظ على الأغلبية الجمهورية في الكونجرس كي لا يعطي كلينتون "تفويضا مفتوحا" معترفا بأن وزيرة الخارجية السابقة ستفوز على الأرجح بالسباق إلى البيت الأبيض. وأغضب ذلك التحرك بعض أنصار ترامب.
وقدم ترامب (70 عاما) نفسه في صورة الرجل الحازم فيما يتعلق بالأمن القومي وبثت حملته إعلانا تلفزيونيا يوم الثلاثاء يضم صورة لكلينتون -وزيرة الخارجية السابقة التي تبلغ من العمر 68 عاما- وهي تتعثر الشهر الماضي بعد مغادرة مراسم لإحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر. وكانت حملتها قالت قبل ذلك بأيام قليلة إنها كانت مصابة بالتهاب رئوي.
ويقول المعلق في الإعلان "هيلاري كلينتون تفتقر للجلد والقوة والقدرة على التحمل كي تقود في عالمنا. لقد خذلتنا كوزيرة للخارجية. لا تتركوها تخذلنا مجددا."
ويتخلف ترامب -الذي لازم حملته الجدل على مدى أشهر بشأن كل من سياساته وأسلوبه المتهور- عن كلينتون في استطلاعات الرأي.
ويخشى كثير من الجمهوريين أن تضر حملته الفوضوية من فرصهم في الاحتفاظ بالأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ في انتخابات الشهر المقبل وأن تلحق ضررا طويل الأمد بالحزب.
وفي تمرد استثنائي في الحزب أدان نحو نصف الأعضاء الجمهوريين الحاليين في مجلسي الشيوخ والنواب وعددهم 331 وحكام ولايات تصريحات ترامب البذيئة في التسجيل المصور وأوضحت مراجعة لرويترز للبيانات الرسمية والتغطية الإخبارية المحلية أن واحدا من كل عشرة تقريبا طالبوه بترك السباق.
وخلافا لريان قال اثنان من أعضاء اللجنة الوطنية الجمهورية لرويترز إن رينس بريباس رئيس اللجنة أوضح لأعضاء اللجنة يوم الاثنين أن اللجنة التي تمثل قيادة الحزب وذراعه التمويلية لا تزال تدعم ترامب.
والتزم مايك بنس حاكم ولاية إنديانا والمرشح لمنصب نائب الرئيس مع ترامب الصمت في مطلع الأسبوع لكنه عاود الظهور في مقابلات تلفزيونية يوم الاثنين لتأكيد دعمه لترامب.
وأعاد حاكم نيوجيرزي كريس كريستي -وهو منافس سابق لترامب إلى البيت الأبيض أصبح حليفا وثيقا له- التأكيد على دعمه له على الرغم من وصفه تعليقات ترامب في التسجيل المصور الذي يعود إلى 2005 بأنها "لا يمكن الدفاع عنها نهائيا."
وقال كريستي في مقابلة اذاعية يوم الثلاثاء "في النهاية.. هذه الانتخابات تتعلق بقضايا أكبر من ذلك" مضيفا أنه لا يلوم الجمهوريين الآخرين الذين سحبوا تأييدهم لترامب.
بيد أن عضو مجلس النواب ستيف كينج عن ولاية أيوا لم يتردد في انتقاد الذين سحبوا دعمهم لترامب.
وقال في مقابلة مع (سي.إن.إن) "هذا خطأ... سيفقدنا البطاقة بأكملها. ماذا سيحدث لوحدتكم إذا ساعدتم هيلاري كلينتون أن تصبح رئيسة."
ويتوجه كل من ترامب وكلينتون في وقت لاحق يوم الثلاثاء إلى فلوريدا وهي ولاية حاسمة في معركة انتخابات الرئاسة للمشاركة في فعاليات الحملة الانتخابية.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)