من دارين باتلر وحميرة باموق
اسطنبول (رويترز) - دعت تركيا يوم الخميس إلى ضرورة إقالة بريت مكجورك المبعوث الأمريكي الخاص إلى التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية بسبب دعمه للمسلحين الأكراد وحذرت من أن أنقرة قد تتخذ إجراءات أحادية إذا تعرضت لهجوم من وحدات حماية الشعب الكردية السورية.
وتعكس الدعوة التركية، التي جاءت في أعقاب اجتماع في البيت الأبيض بين الرئيس رجب طيب إردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، غضب تركيا من قرار ترامب تسليح مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية الذين يشكلون جزءا من قوة تستهدف استعادة مدينة الرقة السورية من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية السورية امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا منذ عقود في جنوب شرق تركيا في حين تعتبر واشنطن الوحدات أكثر حليف يمكن التعويل عليه في حملة الرقة.
وتشكو تركيا منذ وقت طويل من أن السياسة الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا تحابي وحدات حماية الشعب على قوات المعارضة المسلحة العربية وهي سياسة تعتبر تركيا أن مكجورك أحد المسؤولين عنها.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في مقابلة مع تلفزيون (إن.تي.في) "بريت مكجورك، المبعوث الأمريكي الخاص، في المعركة ضد داعش، يقدم على نحو قاطع وواضح الدعم لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية. سيكون من المفيد تغيير هذا الشخص".
وتعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.
وأفادت وسائل إعلام تركية يوم الخميس بأن إردوغان أبلغ ترامب خلال زيارته لواشنطن هذا الأسبوع بأن بلاده لن تتردد في توجيه ضربة إذا واجهت أي هجوم من وحدات حماية الشعب الكردية.
ونقلت صحيفة صباح التركية عن إردوغان قوله للصحفيين في السفارة التركية في واشنطن "أبلغناهم ذلك بوضوح: إذا وقع هجوم من أي نوع على تركيا من جانب وحدات حماية الشعب الكردية أو حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي السوري) فإننا سنطبق قواعد الاشتباك دون الرجوع لأحد".
ووحدات حماية الشعب هي الذراع السياسية لحزب الاتحاد الديمقراطي التابع لأكراد سوريا.
ولم يفصح إردوغان عن طبيعة الإجراءات التي سيأمر بها لكنه أشار إلى أن تركيا أظهرت قدراتها القتالية عندما سيطرت قواتها والمعارضة السورية المسلحة على أراض في شمال سوريا في العام الماضي مما أجبر الدولة الإسلامية على التراجع وأدى إلى انسحاب محدود للمقاتلين الأكراد.
وقال إردوغان "قمنا بهذا بالفعل في الراعي وجرابلس والباب. أظهرت تركيا أنها قادرة على فعل ذلك. لن نمنح الجماعات الإرهابية مساحة للتنفس سواء محليا أو في الخارج".
*توتر مع الحلفاء
قال تشاووش أوغلو إن ترامب تفهم موقف إردوغان ولم ينبري لمواجهته عندما أفصح عن رده المحتمل على وحدات حماية الشعب الكردية.
وكانت الطائرات الحربية التركية قصفت الشهر الماضي المقاتلين الأكراد في منطقة سنجار العراقية ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا مما أثار انتقاد واشنطن التي عبرت عن قلقها بشأن الضربات الجوية وقالت إنها أضرت بالحرب التي يقودها التحالف ضد الدولة الإسلامية.
وقال إردوغان إن الولايات المتحدة اتخذت قرارها بشأن الشروع في عملية الرقة على الرغم من معارضة أنقرة وإن تركيا لن تتمكن من المشاركة بسبب وجود وحدات حماية الشعب.
ونقل عن إردوغان قوله "أبلغناهم... لا نعتبر تعاونكم مع جماعة إرهابية في الرقة أمرا سليما" لكنه قال إنه يتوقع أن تلعب تركيا دورا في سوريا.
وكرر تأكيد أنقرة أنه عند استعادة مدينة الرقة من الدولة الإسلامية فلن تُترك للقوات الكردية السيطرة على أي مدينة عربية.
وقال "أعتقد أنهم سيطرقون بابنا بشأن موضوع سوريا".
ويأتي التوتر التركي الأمريكي بخصوص وحدات حماية الشعب في وقت تدهورت فيه علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي وخصوصا ألمانيا.
ومنعت تركيا مشرعين ألمانا من زيارة قاعدة إنجيرليك حيث يتمركز 250 جنديا ألمانيا في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين يوم الأربعاء إن الحكومة الألمانية تقيم البدائل المحتملة لإنجيرليك منذ فترة وتدرس نقل القوات إلى الأردن.
واعتبر تشاووش أوغلو أن لألمانيا حرية سحب قواتها المتمركزة في قاعدة إنجيرليك إذا أرادت ذلك.
وقال تشاووش أوغلو "إذا أرادوا المغادرة فهذا متروك لهم. لن نتسول. هم من أراد المجيء وساعدناهم. إذا أرادوا الرحيل فسنقول
'رافقتكم السلامة'".
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)