💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تركيا تصلح علاقاتها مع إسرائيل وروسيا في إعادة تقييم سياستها الخارجية

تم النشر 28/06/2016, 06:03
© Reuters. تركيا تصلح علاقاتها مع إسرائيل وروسيا في إعادة تقييم سياستها الخارجية
NG
-

من نيك تاترسال وجاك ستابز وجيفري هيلر

اسطنبول/موسكو/القدس (رويترز) - أعلنت تركيا عودة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد ست سنوات من الشقاق وأبدت لروسيا الأسف يوم الاثنين عن إسقاط طائرتها الحربية سعيا لإصلاح تحالفات متوترة ولتخفيف شعور بالعزلة على المسرح الدولي.

ويمثل الاتفاق مع إسرائيل بعد التفاوض لسنوات تقاربا نادرا في الشرق الأوسط الذي تسوده الانقسامات مدفوعا باحتمال إبرام اتفاقات غاز طبيعي مربحة وبالمخاوف المشتركة من المخاطر الأمنية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن الاتفاق مع إسرائيل "بهذا الاتفاق ستبدأ العلاقات الاقتصادية في التحسن" وردد كلمات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال إن ذلك سيكون له "تأثيرات هائلة" على الاقتصاد الإسرائيلي.

وقال إردوغان أيضا عقب مأدبة إفطار رمضانية يوم الاثنين إن تركيا تهدف إلى تطبيع العلاقات سريعا مع موسكو.

وأضاف إردوغان "أعتقد أننا سنطبع علاقاتنا مع روسيا سريعا بإنهاء الموقف الراهن الذي لا يصب في مصلحة الطرفين."

وفي وقت سابق قال الكرملين إن إردوغان اعتذر لنظيره الروسي فلاديمير بوتين عن إسقاط الجيش التركي طائرة لسلاح الجو الروسي العام الماضي الأمر الذي يفتح الطريق لروسيا لرفع العقوبات الاقتصادية.

وأكد إبراهيم كالين المتحدث باسم إردوغان أن الرئيس التركي أرسل خطابا لبوتين رغم أنه لم يشر بالتحديد إلى الاعتذار وهو أمر لطالما استبعده المسؤولون الأتراك. وقال كالين إن إردوغان أبدى الأسف وطلب "المغفرة" من عائلة الطيار.

تأتي هذه التحركات بينما تعيد الحكومة التركية الجديدة التي تعج بحلفاء إردوغان تقييم سياستها الخارجية. وتردت علاقات تركيا ليس فقط مع إسرائيل وروسيا بل ومع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الماضية.

وفي سوريا تحقق أسوأ كوابيس الأتراك إذ مكن الدعم الروسي الرئيس السوري بشار الأسد من البقاء في السلطة بينما استفاد مقاتلون أتراك تدعمهم الولايات المتحدة من الدعم الأمريكي في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية لتعزيز وضعهم في منطقة متاخمة للحدود التركية.

وبعد أيام من تعيينه الشهر الماضي قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن تركيا بحاجة إلى "زيادة أصدقائها وتقليل أعدائها" فيما بدا اعترافا ضمنيا بأن سياسات سلفه تسببت في عزلة للبلد العضو في حلف شمال الأطلسي.

وقالت بريندا شيفر الأستاذة الزائرة بجامعة جورج تاون والزميلة بالمجلس الأطلسي "يبدو لي أن تركيا تعيد تقييم أولويات سياستها الخارجية."

وأضافت "في الحالتين تغلبت الواقعية السياسية على الاعتبارات الأيديولوجية. لم تكن هناك أبدأ أي خلافات ثنائية بين تركيا وإسرائيل... على العكس كانت هناك فقط مصالح مشتركة. نفس الشيء مع روسيا."

وقال يلدريم يوم الاثنين إن تركيا وإسرائيل ستتبادلان السفراء في أقرب وقت ممكن.

* نتنياهو يرى مكاسب اقتصادية

تداعت العلاقات بين إسرائيل ومن كانت يوما حليفتها المسلمة الوحيدة بعدما هاجمت البحرية الإسرائيلية قافلة مساعدات في مايو أيار 2010 كانت تسعى لكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة الذي تحكمه حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وقتلت عشرة أتراك ممن كانوا على متنها.

وطردت تركيا السفير الإسرائيلي وجمدت التعاون العسكري بعد أن خلص تقرير للأمم المتحدة في الحادث عام 2011 إلى تبرئة إسرائيل بدرجة كبيرة. وقلصت إسرائيل وتركيا تبادل المعلومات المخابراتية وألغيتا تدريبات عسكرية مشتركة.

ويقول مسؤولون إن رأب الصدع في العلاقات مع إسرائيل زاد احتمال التعاون في النهاية لاستخراج احتياطيات الغاز الطبيعي التي تقدر بمئات المليارات من الدولارات في مياه البحر المتوسط. وقال نتنياهو إن ما حدث فتح الباب أمام إمداد إسرائيل لأوروبا بالغاز عبر تركيا.

وتحدث نتنياهو بعد اجتماع في روما مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري فقال إن الاتفاق يمثل خطوة مهمة.

وأضاف للصحفيين "ستكون للاتفاق آثار هائلة على الاقتصاد الإسرائيلي وأنا استخدم تلك الكلمة عن قصد."

ورحب كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون بالاتفاق.

وقال كيري "نحن سعداء بوضوح في الإدارة. هذه خطوة كنا نريد أن نراها تتحقق."

وأوضح نتنياهو أن الحصار البحري على غزة سيظل قائما رغم مطالبة أنقرة برفعه بموجب الاتفاق رغم أن المساعدات الإنسانية قد تستمر إلى غزة من خلال الموانئ الإسرائيلية.

وقال نتنياهو "هذا من المصالح الأمنية العليا لبلدنا. لم أكن مستعدا لأي تنازل في هذا الشأن. هذه المصالح ضرورية لمنع حماس من حشد أي قوة بحيث تبقى كما كانت وكما هي."

لكن يلدريم قال إن الحصار "في مجمله" على غزة رفع بدرجة كبيرة بموجب الاتفاق لتمكين تركيا من تسليم مساعدات إنسانية وإرسال بضائع أخرى غير عسكرية.

وأضاف رئيس الوزراء التركي أن شحنة أولى تزن عشرة آلاف طن سترسل يوم الجمعة المقبل وسيبدأ العمل على الفور في معالجة أزمتي المياه والكهرباء في غزة.

وقال إردوغان إنه تواصل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن الاتفاق.

وأضاف إردوغان "لم نقبل أبدا ولن نقبل أبدا أي شروط أو مواقف من شأنها الإضرار بحقوق الشعب الفلسطيني."

وأصدرت حماس في غزة بيانا يشكر تركيا وإردوغان لمساعدة "أهلنا في غزة والتخفيف من حصارها."

وقالت حماس "الحركة تتطلع إلى مواصلة تركيا لدورها في دعم القضية الفلسطينية وإنهاء الحصار بشكل كامل والضغط على الاحتلال الصهيوني لوقف اعتداءاته على شعبنا وأرضنا وفي مقدمتها القدس والأقصى."

وخلال مقابلة تلفزيونية في وقت متأخر يوم الاثنين أشار يلدريم إلى إن إعادة ضبط العلاقات قد تمتد لتشمل مصر أيضا. وقال يلدريم "ليس هناك أي عائق لتحسين علاقاتنا الاقتصادية مع مصر. قد تبدأ زيارات على المستوى الوزاري."

* تطلعات لرفع العقوبات الروسية

قد يساعد حل الخلاف مع روسيا في الوقت نفسه على حلحلة التوتر الدبلوماسي بشأن الصراع السوري. فموسكو داعمة للأسد بينما أنقرة داعمة لفصائل مسلحة تسعى للإطاحة بحكمه.

وأسقطت الطائرة الحربية الروسية وقتل طيارها في نوفمبر تشرين الثاني الماضي أثناء مشاركتها في حملة عسكرية يشنها الكرملين في سوريا. وقالت أنقرة إنها تصرفت وفقا للقانون لأن الطائرة دخلت المجال الجوي التركي بينما تنفي موسكو حدوث ذلك.

ورد الكرملين على الحادث بفرض عقوبات تجارية على أنقرة بينها تجميد العمل في خط أنابيب لشحن الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا وتوجيه السياح الروس بتجنب المنتجعات التركية.

وقال بوتين إن تلك العقوبات لن ترفع إلا باعتذار شخصي من إردوغان. ولم تصدر عن السلطات الروسية أي كلمة يوم الاثنين تتعلق برفع العقوبات.

وعن روسيا قال إردوغان "من أجل السلام في المنطقة أعتقد في أهمية جهود تحسين العلاقات الاستراتيجية التي أسسناها مع هذه الجارة القريبة."

وقال بيان الكرملين إن إردوغان أبدى استعداده لعمل كل ما هو ضروري لعودة العلاقات الودية الطبيعية بين تركيا وروسيا وكذلك للتعاون في مكافحة الإرهاب.

© Reuters. تركيا تصلح علاقاتها مع إسرائيل وروسيا في إعادة تقييم سياستها الخارجية

وارتفع سعر الليرة التركية إلى 2.9330 ليرة للدولار الأمريكي بعد إعلان الكرملين اعتذار إردوغان.

(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير أشرف راضي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.