💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

صورة أيلان المروعة لا تردع مهاجرين سوريين عن محاولة عبور المتوسط

تم النشر 04/09/2015, 19:08
© Reuters. صورة أيلان المروعة لا تردع مهاجرين سوريين عن محاولة عبور المتوسط

من إيجي توكساباي

بوضروم (تركيا) (رويترز) - بعد أيام من صورة صدمت الضمير العالمي لطفل ميت جرفته مياه البحر إلى شاطئ تركي كان الشيء الوحيد الذي منع مزيدا من المهاجرين السوريين من محاولة العبور بالطريقة ذاتها هو الصخب الإعلامي الذي سببه تدفق الصحفيين على هذا الشاطئ.

وقال عبد المنعم الصطوف -وهو أب لثلاثة أطفال جاء من مدينة إدلب السورية- "رأينا صورة الطفل (لكننا) لا نملك فرصة أخرى."

هذا واحد من آلاف المهاجرين الذين ينتظرون أن تحين فرصتهم لقطع الرحلة البالغة أربعة كيلومترات من منتجع بوضروم التركي إلى جزيرة كوس اليونانية. مرحلة محفوفة بالمخاطر من رحلة يتقاضى عنها المهربون آلاف الدولارات.

وقال الصطوف الذي كان يدير متجرا في إدلب "لن نعود إلى إدلب.. ولا وظائف لنا هنا في تركيا. أريد الذهاب إلى ألمانيا.. السويد والنرويج.. كلها دول جيدة. سنذهب إلى كوس خلال أيام قليلة."

وقالت قوات خفر السواحل التركية إنها منعت 57 شخصا في ثلاثة مراكب مساء الخميس. لكن ليس هذا سوى نذر يسير من عدد يتجاوز ألفي مهاجر كل يوم تقول مجموعات الإغاثة إنهم يصلون إلى اليونان.

واهتزت الحكومات الأوروبية وأخذت الأزمة بعدا إنسانيا بعد تداول الصور المروعة للطفل أيلان كردي ابن السنوات الثلاث وقد رقد ووجهه في الماء على الشاطئ بالقرب من بوضروم. وكان أخوه غالب وعمره خمس سنوات وأمه ضمن مجموعة من 12 شخصا على الأقل ماتوا بعد غرق قاربين كانا يقلان 23 شخصا.

لكن أولئك الذين ينوون القيام بالرحلة يقولون إنهم يدركون العواقب. وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن ما يزيد على 300 ألف سلكوا طرقا بحرية خطرة للوصول إلى أوروبا هذا العام وحده مات منهم نحو 2500 في غياهب البحر.

وقال محمد الشعار البالغ من العمر 22 عاما وهو ينتظر فرصته للعبور "أعرف أنها رحلة خطرة.. هذه الوفيات لم تبدأ بالطفل.. غرق كثيرون."

وأضاف "لولا قسوة السياسات الأوروبية لما مات أهلنا في البحر. هؤلاء الناس أجبروا على القيام بتلك الرحلة.. لا نملك أي طريق آخر."

* مشتبه بهم في عمليات تهريب..

مثل يوم الجمعة أربعة سوريين آخرين والقيود في أيديهم أمام محكمة في بوضروم ووجهت لهم تهم تهريب تتعلق بالمركب الذي كان على متنه الصغير أيلان وعائلته. وتؤكد والدة أحد المشتبه بهم واسمها مليحة رجب أن ابنها ليس مهربا وأنه نفسه من اللاجئين.

قالت مليحة وقد ارتدت غطاء رأس رمادي اللون وهي تتحدث للصحفيين "لم يفعلوا شيئا.. كانوا فقط يحاولون الفرار. أولادنا من الضحايا أيضا. كانوا على متن نفس القارب.. هذا كل شيء."

وتقول تركيا إنها تحاول منع تدفق المهاجرين عبر شواطئها. وتقول السلطات إنها ستعيد أي مهاجر غير سوري يملك أوراق هوية إلى بلده من بين 57 مهاجرا سوريا وأفغانيا وباكستانيا احتجزوا مساء الخميس.

وسيظل البقية في تركيا التي تؤوي مليوني لاجئ سوري وتحملت وطأة الآثار الإنسانية جراء سنوات الحرب الأربع في جارتها سوريا بتكلفة قدرها ستة مليارات دولار.

ومع تردي حالة البنية التحتية وصعوبة الحصول على إذون عمل أصبح ساحل تركيا على بحر إيجة منطلقا رئيسيا للمهاجرين الذين يتحرقون شوقا للحصول على مستقر دائم وحياة أفضل في أوروبا.

وقالت امرأة تدعى عائشة تبيع سترات نجاة للمهاجرين في بوضروم إنها تجارة ساعدتها على التوقف عن بيع حلي فضية للسائحين.

تقول عائشة إن سترات النجاة التي تبيعها أصلية بينما تباع أخرى في المدينة بنصف الثمن لكنها مقلدة وتنطوي على خطورة. وقالت "يدفعون آلاف الدولارات للقيام بالرحلة ولا يهتمون بدفع عشرة دولارات إضافية للحصول على سترات نجاة أصلية لأطفالهم.. هذا مؤسف للغاية."

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو وهو يتحدث في اجتماع لوزراء مالية مجموعة العشرين في بلده يوم الجمعة إن تركيا ستواصل الترحاب باللاجئين وإن على البلدان الأخرى فعل الشيء نفسه للمساعدة في تأمينهم.

وأضاف "فلتصبح صورة أيلان جرس إنذار لنا جميعا. لو لم يتوفر الأمن للأطفال السوريين فلن يأمن أطفال في منازلهم في أنقرة ولا في باريس أو نيويورك. هؤلاء الأطفال لم يكن لهم يد في مكان ولادتهم. إنه قدرهم. لكن قراراتنا هي التي ستحدد مستقبلهم."

وعاد عبد الله كردي والد أيلان وغالب إلى سوريا يوم الجمعة حيث دفنت جثامين القتلى في مدينة كوباني الحدودية التي دمرت معظم أجزائها بفعل القتال الضاري بين المسلحين الأكراد وتنظيم الدولة الإسلامية منذ العام الماضي.

© Reuters. صورة أيلان المروعة لا تردع مهاجرين سوريين عن محاولة عبور المتوسط

وانتحب الأب حزنا على ولديه وزوجته الذين ووروا الثرى ودعا الحكومات العربية لفعل المزيد لاحتواء أزمة اللاجئين.

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.