نيويورك/ويلينجتون (رويترز) - اريك دوهايم مستثمر سلبي في البورصة لكنه لا يهاب تقليص رهاناته على دونالد ترامب أو زيادتها على هيلاري كلينتون.
ويتعامل دوهايم (28 عاما) من كمبردج بولاية ماساتشوستس على موقع بريديكتت الالكتروني وهو بورصة سياسية تمكن المستخدمين من المراهنة بمبالغ بسيطة من المال من خلال الإجابة بنعم أو لا على توقعات لأحداث معينة. ومن هذه التوقعات التنبؤ بمن سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني المقبل.
وقال دوهايم الذي يحضر رسالة الدكتوراه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ويفتح الموقع عدة مرات في الأسبوع على سبيل الترفيه "هذا على الأرجح هو أحد وسائلي لمنع نفسي من التعامل في البورصة."
وموقع بريديكتت الذي تأسس عام 2014 لديه حاليا 30 آلاف متعامل مسجلين ارتفاعا من 19 ألفا في نهاية عام 2015. وتلقى الموقع التهنئة والدعم من خبراء ومن مستشارين لحملات الانتخابات الرئاسية على حد سواء. ويجب أن يكون المستخدمون من سكان الولايات المتحدة ومن المسجلين كناخبين.
ويقول الموقع انه ليس مثل مواقع المقامرة لأنه موجود بالأساس لتقديم البيانات للجامعات والدراسات الأكاديمية وهذا من الأسباب التي جعلت لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأولية الأمريكية تسمح له بالعمل بشكل قانوني وفقا لخطاب أرسلته عام 2014. وتشارك في إدارته جامعة فيكتوريا في ولنجتون في نيوزيلندا وشركة اريستوتل انترناشيونال للاستشارات السياسية ومقرها واشنطن.
وعلى عكس أسواق المال التقليدية الرهانات ليست كبيرة. فالحد الأقصى الذي حددته لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأولية لمركز الفرد هو 850 دولارا للسوق الواحدة ومتوسط الإيداع للتسجيل هو مئة دولار فقط.
ولم تكن اللجنة بهذا الرفق مع مواقع مماثلة من قبل.
وفي عام 2012 قدمت اللجنة شكوى من موقع إنتريد الذي لم يعد له وجود وذلك لانتهاكه حظرا على التعامل في الخيارات خارج البورصة. وسمح ذلك الموقع ومقره ايرلندا كذلك للناس بوضع رهانات على إجابات بنعم أو لا لكن ذلك لم يكن الأمر مرتبطا بمعهد أكاديمي ولم يكن هناك حد أقصى على مبالغ الرهانات.
وظهرت أسواق التوقعات هذه مثل بريديكتت وموقع آخر تديره جامعة أيوا كبديل لاستطلاعات الرأي لتحديد التوقعات في الانتخابات. وبريديكتت أكبر من سوق جامعة أيوا التي ليس بها سوى ألفي متعامل نشط.
وقال ديفيد روتشايلد الاقتصادي في مايكروسوفت ريسيرش الذي يدير سوقا للتوقعات يحمل اسم بريديكت وايز ويعتمد بدرجة كبيرة على بريديكتت "استطلاعات الرأي مكلفة للغاية .. وبطيئة وغير مرنة."
وتستخدم معلومات استطلاعات الرأي كذلك في تغذية المراهنات على موقع بريديكتت. ويقول راجيف سيثي استاذ الاقتصاد في كلية برنارد "أسواق التوقعات تترجم هذه المعلومات وغيرها إلى احتمالات... إنه أثر حكمة الجماهير."
فعلى سبيل المثال فرص ترامب في الفوز بترشيح الجمهوريين للرئاسة تأرجحت بدرجة كبيرة على الموقع خلال الأشهر الثلاثة الماضية مع التقدم في موسم الانتخابات التمهيدية. وارتفع سهم المراهنة على ترامب من 30 سنتا في أوائل فبراير شباط عندما خسر أمام تيد كروز في الانتخابات التمهيدية في أيوا إلى 80 سنتا في وقت لاحق من الشهر.
لكن في المراهنة على انتخابات الرئاسة في نوفمبر تشرين الثاني جاء ترامب خلف كلينتون بواقع 40 سنتا مقابل 59 سنتا لكلينتون.
ورغم أن دقة توقعات الموقع لم تختبر بعد من قبل الأكاديميين أظهرت مواقع أخرى للتوقعات مثل الموقع الخاص بجامعة أيوا أن دقتها لا تقل عن دقة استطلاعات الرأي.
ولا يقتصر نشاط الموقع على القضايا المتعلقة بالولايات المتحدة بل يمتد إلى احتمال أن تجري كوريا الشمالية اختبارا لقنبلة هيدروجينية هذا العام وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال دوهايم إنه عادة ما يراهن على مرشحين يعتقد أنهم من المرجح أن يخسروا.
وقال "بالنسبة لي ترامب واحد من هؤلاء.. خفضت رهاني على ترامب في يوليو ولم يكن من الممتع مشاهدة ذلك."
فبعد فوز ترامب في انديانا في أوائل مايو أيار خسر دوهايم ألف دولار وهو نحو ثلث ما راهن به على الموقع.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)