غزة، 10 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): تسبب قرار إلغاء تنظيم مهرجان إحياء ذكرى رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في قطاع غزة في بروز الخصومة بين حركتي فتح وحماس، وأصبح يهدد اتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه في أبريل/نيسان الماضي.
وتم إلغاء المهرجان الذي كان سينظم صباح غد الثلاثاء بأمر من اللجنة المركزية لفتح التي يترأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد إعلان وزارة الداخلية في القطاع بأنها لا تستطيع تأمين هذه الفاعلية.
وجاء القرار بعد سلسة من التفجيرات وقعت بالقرب من سيارات ومنازل تابعة لقيادات بفتح في غزة الجمعة الماضية، ما أحيا شبح إمكانية اندلاع مواجهة مسلحة جديدة بين الجانبين الفلسطينيين.
ويعتقد مسئولون من فتح أن الهدف من وراء هذه الاعتداءات هو "الإضرار" بالمهرجان الذي كان من المتوقع أن يشارك فيها مئات الآلاف من أبناء غزة، مؤكدين أنها تضع المصالحة المنشودة في خطر.
وقال زكريا الآغا، عضو اللجنة التنفيذية، أمس الأحد إن "حماس أخطرتنا بأنها لأسباب سياسية وأمنية لا تستطيع تأمين المهرجان".
وأكد القيادي الفتحاوي أن "هذا التصرف سوف يكون له بكل تأكيد أثر سلبي على عملية المصالحة الداخلية".
وكانت فتح وحماس قد نحتا جانبا النزاعات التي كانت سيدة الموقف بين الحركتين بالتوصل لاتفاق للمصالحة، وتم في يونيو/حزيران الماضي تطبيق أول مراحلها بتشكيل حكومة انتقالية في غزة والضفة الغربية.
وتأخرت عملية المصالحة والانتخابات التي كانت مرتقبة بسبب الحرب التي وقعت خلال الصيف الماضي بواسطة الجيش الإسرائيلي على غزة، إلى جانب النزاع حول من يجب أن يدفع مرتبات الموظفين الذين كانوا يعملون في ظل حكم حماس للقطاع.
وذكر إياد البزم المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة أن "قرار وزارة الداخلية يأتي تعاطيا مع المخاوف من حدوث تدهور أكبر للأمن، وإزاء مخاوف من عدم إمكانية السيطرة على الأوضاع في حال تم عقد المهرجان وحدث تدهور للأمن".
واشتكى المسئول من أن رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد لله الذي كان من المقرر أن يحضر المهرجان، لم يتواصل مع قوات الأمن ولم يدفع مرتبات الأجهزة الأمنية، ما تسبب في حدوث "صعوبات لوجيستية".
وقال عزام الأحمد رئيس فريق التفاوض عن فتح في محادثات المصالحة إن "حماس تتسبب في إحداث توتر" بشكل مصطنع و"تضع عراقيل في العملية من أجل إنهاء الخلافات الداخلية".
ومن جانبه، رفض موسى أبو مرزوق، أحد كبار قيادات حماس، هذه الاتهامات، وأكد أن رجاله ليس لهم علاقة بالتفجيرات ضد قيادات فتح.
وفي هذا الصدد، ولدى إدانة هذه الاعتداءات، طالب أبو مرزوق رئيس الوزراء بعدم إلغاء الزيارة التي كانت متوقعة غدا الثلاثاء ودعا إلى وحدة الفصائل المختلفة.
ومن جانهبا تدخلت الجامعة العربية وطالبت بالتحقيق في الاعتداءات وعبرت عن استغرابها من حدوث بعض هذه التفجيرات في الموقع المعد من أجل إحياء ذكرى رحيل عرفات.
وأكدت الجامعة العربية أن هذه الأحداث لا يجب أن تؤثر على التدابير التي تم اتخاذها من أجل الوصول للمصالحة، والتي تعتمد عليها أيضا عملية إعادة إعمار غزة بعد العملية الإسرائيلية الأخيرة في القطاع. (إفي)