💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تفشي الإيبولا يظهر قصورا في تضامن الدول الأفريقية

تم النشر 27/10/2014, 18:22
© Reuters تفشي الإيبولا يظهر قصورا في تضامن الدول الأفريقية

من جيمس هاردنج وباسكال فليتشر

مونروفيا/جوهانسبرج (رويترز) - يحقق الاقتصاد الأفريقي قفزات إلى الأمام رغم وباء الإيبولا الذي ينهش القطاع الغربي منه وسط آراء تقول إن القارة مقصرة حيال التضامن مع الدول الثلاث الفقيرة التي أثقلت كاهلها الحروب ومنيت بأسوأ موجة تفش للوباء الفتاك.

وفي الوقت الذي توظف فيه الدول غير الأفريقية من الولايات المتحدة إلى الصين مواردها وطواقمها الطبية في إطار حملة بقيادة الأمم المتحدة لمساعدة سيراليون غير أن الدول والمؤسسات الأفريقية التي تنمو بسرعة تواجه تساؤلات بشأن مستوى وسرعة مساهماتها.

والامر الذي يجعل الوضع يكتسب درجة اعلى من الالحاح هو وفاة نحو خمسة آلاف تقريبا إلى جانب تسجيل حالات لانتشار المرض في الولايات المتحدة وأوروبا.

وأكدت مالي حالة الإصابة الأولى لديها يوم الخميس الماضي وصارت الدولة السادسة التي يمتد اليها الوباء.

وقال جيل يابي وهو محلل مستقل في داكار لرويترز "من الواضح للغاية إن الحكومات الأفريقية لا تقوم بما فيه الكفاية إذا ما نظرنا للموارد التي تمتلكها بعض البلدان."

وأرهق تفشي الإيبولا الحكومات والقطاعات الصحية في ليبيريا وسيراليون وغينيا وهي الدول التي لا تزال هياكلها هشة جراء حروبها الأهلية في التسعينيات.

وعبرت حكومات الدول الثلاث التي تشهد أسوأ موجة تفش للوباء عن ألمها من مبادرة بعض جاراتها الأفريقية إلى اغلاق حدودها وحظر الرحلات الجوية القادمة منها في موقف قالوا إنه أجج مشاعر التمييز السائدة بشكل واسع في القارة ضد الدول الموبوءة جراء خوف غير منطقي.

وقال وزير الإعلام في ليبيريا لويس براون "إذا أرادت قارتنا مواجهة هذا التحدي يجب أن نفعل هذا معا."

وهناك شعور واسع بأن المجتمع الدولي وخصوصا منظمة الصحة العالمية تقاعست بشكل كبير في مواجهة تفشي الوباء في غرب أفريقيا وهو الأسوأ في تاريخ الحمى النزفية حتى الآن.

لكن في الوقت الذي يتوقع فيه صندوق النقد الدولي تزايد النمو في البلدان الواقعة جنوب الصحراء الكبرى في العام المقبل بنسبة 5.75 في المئة تسود خيبة أمل من بطء استجابة الاتحاد الافريقي -الذي يضم 54 دولة- وعدم امساكه بزمام المبادرة في جهود اغاثة البلدان الموبوءة.

وغالبا ما يتهم الاتحاد الأفريقي بأنه يفسح المجال للجهود الدولية لحل حالات الطوارئ في أفريقيا سواء كانت إنقلابات أو حروب أو كوارث طبيعية أو حالات طوارئ صحية مثل الإيبولا.

وقال الأوغندي تشارلز اونيانجو أوبو وهو كاتب ورئيس تحرير صحيفة ميل آند جارديان أفريكا الالكترونية "من المحرج حقا أن ترسل كوبا أطباء وممرضات لمكافحة الإيبولا يفوق عددهم مجمل ما قدمته كل الدول الافريقية."

ونشر الاتحاد الأفريقي بعثة مؤلفة من 100 عسكري وأفراد طواقم طبية في الدول الثلاث الموبوءة بالإيبولا ويأمل أن يرتفع عدد عناصر هذه البعثة بتعزيزات من نيجيريا وجمهورية الكونجو الديمقراطية ودول أفريقيا الشرقية في الوقت الذي تخطط فيه كل من كوبا لإرسال نحو 400 طبيب وممرضة إلى هذه البلدان والولايات المتحدة لارسال قوة عسكرية من ثلاثة آلاف جندي.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما خلال زيارة إلى مونروفيا هذا الأسبوع "كاتحاد افريقي نحن نحاول استنفار الدول الاعضاء. بعثنا رسائل إلى رؤساء الدول لطلب المزيد من الموارد البشرية."

لكن في الوقت الذي سارعت فيه نيجيريا إلى وقف انتشار الإيبولا على أراضيها عقد الاتحاد الأفريقي أول مؤتمر طارئ لبحث مكافحة الوباء في أوائل سبتمبر أيلول الماضي أي بعد شهر على اعلان منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ عامة دولية.

وقال دلاميني زوما "اعتقد أن جميعنا (كمسؤولين) وكل الدول أخذنا على حين غرة واتخذت بعض الدول في عدد من الحالات اجراءات غير سليمة في محاولة لحماية نفسها (من الوباء)."

وأشار إلى أن الاتحاد الأفريقي يحاول الضغط على الخطوط الجوية الأفريقية لاعادة تسيير رحلاتها إلى الدول الموبوءة كما يقوم بحملة لاقناع الشركات المحلية والمدراء التنفيذيين والفنانين ولاعبي كرة القدم للمساهمة في مكافحة الإيبولا.

* يتكلم أكثر مما يتصرف

وقال دبلوماسي من دول غرب أفريقيا في الإتحاد الأفريقي إن هذه المنظمة تركز أكثر على جانب الأمن.

وأضاف في أديس أبابا "النزاعات والإرهاب والحالات المماثلة تحتل جل اهتمام (الاتحاد الأفريقي) خلال هذه الفترة وما تظهره الظروف اليوم هو الافتقار الخطير إلى الخبرة في أي مجال آخر (غير الأمن) مثل الصحة."غير أن مسؤولي الاتحاد الأفريقي رفضوا الاتهامات الموجهة لهم وأشاروا إلى أن التغطية الإعلامية الدولية للوباء كانت غير متوازنة وركزت على مبادرات الدول الغربية وعلى أعداد المصابين مقللة في المقابل من شأن المبادرات الأفريقية.

وقال أولاوالي مايجون مدير دائرة الشؤون الاجتماعية في مفوضية الاتحاد الأفريقي في رسالة الكترونية إلى رويترز "نحن نفضل أن نتصرف وعلى نحو حاسم عوضا عن الكلام."

وقال مايجون إن الاتحاد الأفريقي ودوله -كل على حدة- قدموا أكثر من ستة ملايين دولار لمكافحة الايبولا بينها مليون دولار من صندوق الطوارئ الخاص للمجاعة والجفاف خصصت لشراء الأغذية والأدوية في الدول الموبوءة كما قدمت نيجيريا -صاحبة أكبر اقتصاد في إفريقيا- 3.5 مليون دولار وكينيا مليون دولار.

في المقابل فاقت التعهدات الدولية لمكافحة الوباء 690 مليون دولار قدمتها 35 دولة بينها الولايات المتحدة كما خصصت ملايين الدولارات للمساعدات العينية وتمويل الطواقم الطبية.

بدوره تعهد البنك الدولي بتقديم 400 مليون دولار وصندوق النقد الدولي بتقديم 130 مليونا في صورة قروض معفاة من الفوائد.

وقدم بنك التنمية الأفريقي الذي تموله الدول المانحة والدائنة 150 مليون دولار.

غير أن الأمم المتحدة قالت إن مبلغ المليار دولار الذي تحتاجه لمكافحة الإيبولا لم يتحقق بعد.

* الدول لا تزال تفتقر إلى المصداقية

واشار يابي إلى ان حالات الطوارئ الصحية مثل وباء الإيبولا فضلا عن الحروب والنزاعات المتكررة أظهرت ضعفا أساسيا متأصلا في الطفرة الاقتصادية الأفريقية وهو تحدي بناء دول ذات أداء قوي وفعال.

في حين قال دلاميني زوما إن حالة الطوارئ التي تسبب بها وباء الإيبولا أظهرت أن الأولوية يجب أن تعطى للاستثمار في التعليم والقطاعات الصحية.

واضاف "نحتاج إلى رأس مال بشري ورأس مال نقدي."

من جهته عبر الكاتب الاوغندي أونيانجو أوبو عن أسفه لأن أفريقيا كان تفتقر دوما إلى الارادة السياسية لتخصيص الموارد لهذه المجالات.

وقال "بشكل عام يشعر المرء بوجود نوع من 'ثقافة الابتزاز' في القارة الأفريقية والإيقاع بالمجتمع الدولي ومؤسسات خيرية مثل مؤسسة بيل ومليندا جيتس لتمويل قطاعات مثل الصحة. لا أحد من هؤلاء يريد أن يرى أطفالا وأمهات يموتون."

وأضاف أنه في غضون ذلك يستخدم بعض القادة والحكومات موارد دولهم لشراء المقاتلات أو الطائرات الرئاسية.

© Reuters. تفشي الإيبولا يظهر قصورا في تضامن الدول الأفريقية

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.