💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تقدم الجيش السوري في حلب يتباطأ لكن الانتصار يلوح في الأفق

تم النشر 08/12/2016, 22:11
© Reuters. تقدم الجيش السوري في حلب يتباطأ لكن الانتصار يلوح في الأفق

من ليلى بسام وجون ديفيسون

حلب (سوريا)/بيروت (رويترز) - تباطأ تقدم الجيش السوري في حلب يوم الخميس لكن الانتصار لا يزال يلوح بقوة في الأفق بعد أن تعهد الرئيس بشار الأسد بأن استعادة المدينة ستغير مجرى الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو ستة أعوام لصالحه.

وبعد مكاسب سريعة في الأيام الأخيرة انتزعت قوات الحكومة وحلفاؤها خلالها السيطرة على المدينة القديمة في حلب تباطأت وتيرة التقدم إلى حد ما في ظل مقاومة شديدة من المعارضة. لكن القيادة السورية لا تزال واثقة.

ويسعى الأسد منذ فترة طويلة للسيطرة على حلب الأمر الذي سيجعله مسيطرا على كبرى المدن في سوريا وجنوب البلاد ووسطها والجهة الغربية المطلة على البحر المتوسط ليوجه ضربة قاصمة لمقاتلي المعارضة الذين يحاربون للإطاحة به.

وخارج حلب تضغط الحكومة وحلفاؤها بشدة على معاقل مقاتلي المعارضة الباقية. وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة سورية إن النصر في حلب سيكون علامة فارقة لكنه ليس نهاية الحرب.

ودعا مقاتلو المعارضة يوم الأربعاء لوقف إطلاق النار فورا لمدة خمسة أيام وإجلاء المدنيين والمصابين لكنهم لم يبدوا أي مؤشر على أنهم على استعداد للانسحاب كما تطالب دمشق وحليفتها موسكو.

وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن وزير الخارجية سيرجي لافروف قال يوم الخميس إن خبراء عسكريين أمريكيين وروس سيلتقون في جنيف يوم السبت لبحث الوضع في حلب.

وأضاف لافروف أن الجيش السوري أوقف العمليات العسكرية النشطة في شرق حلب لأن جهودا كبيرة جارية لإجلاء المدنيين من المنطقة. وقال مراسلون لرويترز في المدينة إن دوي القصف يمكن سماعه حتى بعد نشر تصريحات لافروف.

ونسبت وكالة انترفاكس للأنباء إلى سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسية قوله "في الأيام القليلة الماضية حدث تبادل مكثف للوثائق بشأن الوضع في حلب... نقترب من الوصول إلى تفاهم لكن أريد أن أحذر من رفع سقف التوقعات."

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الخميس بعد اجتماع مع لافروف في هامبورج إنه ليس واثقا لكن "متفائل" بالتوصل لاتفاق لكن ما زال ينتظر "إفادة معينة ومعلومات" من روسيا.

وقال البيت الأبيض إنه سيتبنى سياسة "لننتظر ونرى" بشأن مساعدة روسيا على وقف العمليات العسكرية.

أما تقييم الأمم المتحدة بشأن احتمال إبرام اتفاق لإجلاء المدنيين من المناطق المحاصرة التي تقع تحت سيطرة المعارضة في شرق حلب والمساعدة في تسليم المساعدات فقد كان قاتما.

وقال يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا إن الولايات المتحدة وروسيا أبعد ما تكونا عن الاتفاق على شروط عمليات الإجلاء من شرق حلب.

وذكر أن مفاوضات استمرت خمسة أشهر بشأن خطط الإغاثة فشلت ولم تتمخض عن شيء وشدد على ضرورة أن تتفق الولايات المتحدة وروسيا على عمليات الإجلاء من القطاع المحاصر الذي يقول مبعوث الأمم المتحدة إن أكثر من 100 ألف مدني ربما لا يزالون يعيشون فيه.

وقال رئيس المجلس المحلي في حلب يوم الخميس إن أكثر من 800 شخص قتلوا وأصيب ما بين ثلاثة آلاف و3500 في شرق حلب في الأيام الستة والعشرين الماضية بينما ينتظر باقي المدنيين المحاصرين حكما فعليا بالإعدام.

وقال بريتا حاجي حسن خلال زيارة لجنيف حيث سيجتمع مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا "اليوم 150 ألف شخص مهددون بالإبادة. ندعو لوقف القصف وتوفير ضمانات بالمرور الآمن للجميع."

* "الحرب لن تنتهي"

في الوقت الذي يجد فيه غريما الحرب الباردة صعوبة في الاتفاق استعر القتال حول المدينة القديمة في حلب وهي ضمن قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بمواقع التراث العالمي حيث يحاول الجيش التوغل فيما تبقى من أحياء تحت سيطرة المعارضة.

وقالت صحفية من رويترز إن قوات الحكومة كانت تقصف جنوب غرب المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب حتى ما بعد الظهر. وشوهدت أعمدة الدخان وهي تتصاعد من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وذكرت وسائل إعلام مؤيدة لدمشق أن قوات الحكومة السورية وحلفاءها شنوا هجمات ضد المقاتلين في أحياء السكري والكلاسة وبستان القصر التي تقع إلى الغرب والجنوب من القلعة القديمة.

وقال ناشط من المعارضة في حلب إن مقاتلي المعارضة تصدوا للهجمات على الكلاسة وبستان القصر.

وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش وحلفاءه حققوا تقدما أيضا في حي الشيخ سعيد إلى الجنوب من جيب لمقاتلي المعارضة. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تلك الأنباء.

وانتزعت قوات الحكومة خلال الأسبوعين المنصرمين أكثر من ثلثي شرق حلب الذي ظل في قبضة المعارضة لسنوات.

وقال الأسد إن تقدم الجيش سيغير كليا مجرى الحرب وتعهد بمواصلة القتال بعد استعادة حلب. ووصف حلب بأنها "الأمل الأخير" لمقاتلي المعارضة وداعميهم "بعد فشلهم في معارك دمشق وحمص."

وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة الوطن السورية "حلب ستغير مجرى المعركة كليا في كل سوريا."

وتابع قوله "معركة حلب ستكون ربحا لكن لكي نكون واقعيين لا تعني نهاية الحرب في سوريا... إنها تعني محطة كبيرة باتجاه هذه النهاية لكن لا تنتهي الحرب في سوريا إلا بعد القضاء على الإرهاب تماما."

وأضاف "الإرهابيون موجودون في مناطق أخرى. حتى لو انتهينا من حلب فإننا سنتابع الحرب عليهم."

وتقول دمشق إن كل المقاتلين الذين يحاربونها إرهابيون.

* "سلام أم صحراء؟"

ستمثل استعادة السيطرة على حلب نجاحا أيضا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تدخل لينقذ حليف موسكو في سبتمبر أيلول 2015 بضربات جوية وكذلك لإيران التي تكبد حرسها الثوري خسائر في قتاله إلى جانب الأسد.

وأسفرت الحرب عن مقتل مئات الآلاف من السوريين وشردت أكثر من 11 مليونا وخلقت أكبر أزمة للاجئين في العالم وسمحت بصعود تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد الذي لا يزال يسيطر على مناطق بشرق سوريا.

وقال مدير جهاز المخابرات الخارجية البريطاني أليكس ينجر يوم الخميس إن تنظيم الدولة الإسلامية يخطط لهجمات على الغرب "من دون الحاجة لمغادرة سوريا".

وقال "روسيا والنظام السوري يسعيان إلى تحويل المنطقة إلى صحراء ويطلقون على ذلك السلام. المأساة الإنسانية تفطر القلب."

وبسبب حجم الموت والدمار وعدم القدرة على الوصول للمناطق المنكوبة أصبح صعبا على المنظمات الإنسانية أن تصل إلى مئات الآلاف من المحاصرين في سوريا.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الخميس إنه تم إجلاء نحو 150 مدنيا معظمهم من المعاقين أو ممن يحتاجون رعاية طبية من مستشفى في حلب القديمة ليل الخميس في أول عملية إجلاء كبيرة من القطاع الشرقي من المدينة.

ودعا الصليب الأحمر كل الأطراف المتحاربة إلى السماح بهدنة إنسانية مضيفا أن الوضع في شرق حلب "كارثي كما هو معروف".

وقال توفيق شماع مندوب اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية يوم الخميس إن 1500 شخص يحتاجون للإجلاء الطبي من شرق حلب.

© Reuters. تقدم الجيش السوري في حلب يتباطأ لكن الانتصار يلوح في الأفق

وأضاف في جنيف أنه ينبغي نشر مراقبين دوليين للإشراف على عمليات الإجلاء لمنع "إعدامهم أو تحويل مسارهم في الطريق إلى المستشفى".

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.