من أحمد رشيد وسيف حميد وإيزابيل كولز
بغداد (رويترز) - اتهم قائد جماعة شيعية عراقية القوات الحكومية "بالخيانة" في وقت ظهر فيه انقسام بين الجماعات الشيعية العراقية المسلحة المدعومة من إيران والجيش حول أساليب قتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وانتقد هادي العامري قائد أكبر الجماعات الشيعية العراقية المسلحة الجيش لأنه حرك فرقة مدرعة إلى منطقة مخمور قرب الموصل أكبر معقل للدولة الإسلامية في شمال العراق بينما لا تزال معركة طرد مقاتلي التنظيم من الفلوجة أهم معقل له قرب بغداد مستمرة.
وقال العامري الذي يقود منظمة بدر "المؤسف المحزن عدم وجود تخطيط دقيق للعمليات العسكرية." وأضاف في مقابلة مع تلفزيون السومرية يوم الأحد "أنا أعتقد أن إرسال جزء كبير من المدرعات والإمكانيات إلى مخمور بحجة معركة الموصل. أنا بعتبرها خيانة لمعركة الفلوجة."
ومنظمة بدر التي يقودها العامري أكبر مكون في قوات الحشد الشعبي وهي تحالف من جماعات شيعية مسلحة يقاتل الدولة الإسلامية إلى جانب الجيش الذي يتلقى أيضا دعما جويا من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
واتهم العامري أيضا السلطات العراقية بتحريك الجيش إلى مخمور التي تبعد نحو 60 كيلومترا جنوبي الموصل استجابة لضغط من الولايات المتحدة.
ونفى متحدث باسم الجيش أن يكون لتحريك قوات من الجيش نحو الموصل أثر على معركة الفلوجة التي تبعد نحو 350 كيلومترا إلى الجنوب من الموصل والتي يحاول الجيش وقوات الحشد الشعبي استعادتها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى عليها قبل عامين.
ويشير الخلاف إلى تفاوت الأولويات بين رئيس الوزراء حيدر العبادي -وهو شيعي انتخب في 2014 متعهدا بإصلاح الخلافات مع الأقلية السنية- والجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران.
والفلوجة التي تبعد 50 كيلومترا غربي بغداد معقل تاريخي للمقاومة السنية للاحتلال الأمريكي ثم ضد السلطات التي يقودها الشيعة والتي حكمت العراق بعد الإطاحة بصدام حسين في 2003.
ويخشى السياسيون السنة من أن يؤدي اشتراك قوات الحشد الشعبي في معركة الفلوجة إلى زيادة التوترات الطائفية في العراق.
والعامري هو ثاني زعيم لفصيل شيعي مسلح يعبر عن عدم رضائه عن هجوم الفلوجة. ويوم الجمعة قال المتحدث باسم عصائب أهل الحق جواد الطليباوي إن العمليات أوشكت على الوصول لمرحلة التوقف التام وطالب العبادي بأن يأمر باستئناف الهجمات.
وقال العبادي في الأول من الشهر الجاري إن الجيش أبطأ عملياته بسبب مخاوف على سلامة عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين في المدينة التي تعاني من نقص في المياه والأغذية والرعاية الطبية.
وأكد ضباط في الجيش العراقي وصول فرقة مدرعة ليل الأحد إلى مخمور. ويعد هذا جزءا من استعدادات الجيش لهجوم للسيطرة على مهبط جوي يعتزم الجيش استعماله في هجمات قادمة.
وقال الضباط إن جسورا وزوارق جئ بها أيضا لتسهيل عبور نهر دجلة من مخمور إلى القيارة التي يوجد بها المهبط الجوي ولم يشيروا إلى وقت بدء المعركة.
وقلل العميد يحيى رسول المتحدث باسم الجيش العراقي من شأن تأثير التعبئة لاستعادة الموصل على معركة الفلوجة. وقال لرويترز إنه لا يعتقد أنها ستؤثر على معركة الفلوجة.
وأضاف أن القوات التي تقاتل في الفلوجة تحقق انتصارات وأنها بدأت في التحرك إلى وسط المدينة.
والفلوجة أول مدينة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وكان ذلك في يناير كانون الثاني 2014 قبل ستة أشهر من إعلان التنظيم قيام خلافة في الأراضي التي استولى عليها العراق وسوريا. وعبر العبادي عن أمله في أن يكون 2016 عام النصر النهائي على الدولة الإسلامية باستعادة الموصل.
وأمر العبادي ببدء عملية الفلوجة بعد سلسلة تفجيرات في أحياء شيعية في بغداد أعلنت الدولة الإسلامية مسؤوليتها عنها وتسببت في سقوط أكبر عدد من القتلى هذا العام.
ويبدو أن قراره الأولي في هذا الشأن تضارب مع خطط حلفائه الأمريكيين الذين كانوا يفضلون أن تركز الحكومة على الموصل لا أن تخاطر بالانغماس في معركة طويلة في منطقة سنية يمكن أن تكون في أغلبها مناوئة للحكومة.
واستعادت الحكومة من قبل السيطرة على مدينتي تكريت - مسقط رأس صدام حسين - والرمادي عاصمة محافظة الأنبار الواقعة في غرب البلاد.
(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)