إدوميني (اليونان) (رويترز) - اندلع توتر بين مهاجرين والشرطة اليونانية يوم الاثنين بعد أن حاول العشرات دفع عربة قطار على خط للسكك الحديدية يؤدي إلى مقدونيا.
جاء هذا في اليوم التالي لإصابة عشرات المهاجرين واللاجئين في اشتباكات مع شرطة مقدونيا وقد عبر رئيس وزراء اليونان عن أسفه لما حدث بوصفه "عارا على الحضارة الأوروبية."
وتقطعت السبل بأكثر من عشرة آلاف مهاجر ولاجئ على معبر إدوميني الحدودي اليوناني منذ فبراير شباط بعد إغلاق الحدود في مختلف أنحاء منطقة البلقان وهو ما سد طريقهم إلى وسط وغرب أوروبا.
وخلال اضطرابات يوم الاثنين وقف رجال فوق عربة القطار وصاحوا ولوحوا بعلمي اليونان وألمانيا للتعبير عن احتجاجهم. وسار آخرون صوب الحدود ولوحوا بأغصان الزيتون للجنود المقدونيين الذين وقفوا للحراسة على الجانب الآخر من سياج الأسلاك الشائكة.
ولم يستمر التوتر طويلا ولم يشبه ما حدث يوم الأحد حين أصيب عشرات المهاجرين واللاجئين بعد أن أطلقت شرطة مقدونيا الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية على الحشود على الجانب اليوناني من الحدود.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن من بين 300 شخص تقريبا عولجوا يوم الأحد كان هناك أكثر من 30 بينهم أطفال أصيبوا بجروح من طلقات مطاطية.
وأكدت حكومة مقدونيا أنها استخدمت الغاز المسيل للدموع وحسب واتهمت الشرطة اليونانية بعدم التدخل لوقف المحتجين.
وفي تصريحات صحفية يوم الاثنين ندد رئيس وزراء اليونان أليكسس تسيبراس باستخدام "الكيماويات... الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية ضد أناس غير مسلحين ولا يمثلون تهديدا حقيقيا.
"يمثل هذا عارا كبيرا على الحضارة الأوروبية وعلى الدول التي تريد أن تكون جزءا من الحضارة الأوروبية." ومقدونيا مرشحة للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي منذ عام 2005.
وقال لاجئ سوري لرويترز إنه وزوجته وأبناءه الأربعة عولجوا من آثار الغاز المسيل للدموع.
وأضاف اللاجئ الذي ذكر أن اسمه طه "أنقذنا أطفالنا من الموت. لو كانوا ماتوا في سوريا في الضربات الجوية لكان هذا أفضل من العيش في هذا الذل."
ومضى يقول "هربنا من الذل. كنا نعتقد أن أوروبا ستفتح ذراعيها لنا وتعاملنا بكرامة لكننا وجدنا الذل."
وتحاول اليونان منذ أسابيع إقناع العالقين على الحدود بالانتقال إلى مخيمات أقامتها الحكومة في أجزاء مختلفة من البلاد. وأحجم معظمهم عن الانتقال خشية أن يخسروا فرصة الانتقال إلى وسط وغرب أوروبا إلى الأبد.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)