من باتريك ماركي وطارق عمارة
سوسة (تونس) (رويترز) - أعلنت وزارة الداخلية التونسية يوم الاثنين أن السلطات اعتقلت مجموعة من الأشخاص يشتبه في علاقتهم بالمسلح الذي نفذ هجوما على شاطيء منتجع سياحي ساحلي أسفر عن مقتل 39 شخصا أغلبهم سياح بريطانيون.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع يوم الجمعة الماضي في فندق (إمبريال مرحبا) في مدينة سوسة السياحية الساحلية وانتهى بإطلاق الشرطة الرصاص على المسلح سيف الدين رزقي وقتله.
وزارت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي ونظيراها الفرنسي برنار كازنوف والألماني توماس دي مازيير موقع الهجوم ووضعوا زهورا على الشاطيء.
وتعهدت ماي بمساعدة تونس في مجال الأمن والمخابرات وتدريب الشرطة والحفاظ على حيوية قطاع السياحة.
وكان رجال شرطة السياحة المسلحون بالبنادق والمسدسات يحرسون الساحل حيث بقي بعض السياح الأوروبيين الذين لم يغادروا بعد الهجوم.
ولم يقدم وزير الداخلية ناجم الغرسلي يوم الاثنين تفاصيل عن الاعتقالات. وقال إن السلطات ما زالت تتحقق مما إذا كان المهاجم قد تلقى تدريبات في مخيم لجهاديين في ليبيا المجاورة.
وأظهرت الأدلة الجنائية أن رزقي الذي لم يظهر لأصدقائه وعائلته اعتناقه منهجا متشددا كان على الأرجح المسلح الوحيد على الرغم من احتمال ضلوع آخرين في التخطيط والتنظيم للهجوم.
وقال الغرسلي في مؤتمر صحفي في سوسة محاطا بنظرائه البريطاني والفرنسي والألماني إن السلطات ستعثر على كل الضالعين سواء قدموا مساعدة لوجيستية فقط أو غير ذلك.
مسلح وحيد؟
وهاجم إسلاميون متشددون مواقع سياحية في شمال أفريقيا من قبل حيث نفذوا هجمات في تونس والمغرب.
وقالت متحدثة رسمية بريطانية إن عدد السياح البريطانيين الذين تأكد مقتلهم في هجوم الجمعة ارتفع من 15 إلى 18 ويتوقع أن ترتفع الحصيلة النهائية للقتلى البريطانيين إلى نحو ثلاثين.
وانتقل أفراد من الشرطة البريطانية إلى تونس للمساعدة في التعرف رسميا على هويات الضحايا.
وقالت ماي للصحفيين "ما حدث هنا يوم الجمعة الماضي كان عملا وحشيا مقززا. كيف يمكن لمكان بهذا الجمال أن ينقلب إلى مسرح للوحشية والدمار."
وتابعت تقول "ناقشنا وسائل ملموسة يمكننا من خلالها تبادل الخبرات ومساعدة بعضنا بعضا في التعامل مع هذا التهديد الفظيع الذي نواجهه."
وأكد كازنوف أن التعاون قد يشمل تبادل معلومات المخابرات والتنسيق مع شرطة الحدود وأمن المطارات.
وغادر آلاف السياح تونس منذ الهجوم الذي أحدث صدمة في بلد يعتمد بقوة على قطاع السياحة في تأمين فرص العمل والعائدات من العملات الأجنبية.
ووقع هجوم يوم الاثنين بعد نحو ثلاثة أشهر من مقتل 21 شخصا على يد مسلحين اثنين في هجوم على متحف باردو في العاصمة تونس. وقضى كل من المسلحين الاثنين بعض الوقت مع جهاديين تونسيين يتدربون في ليبيا.
وقال مصدر أمني مطلع على التحقيق "يوجد احتمال كبير بأنه (رزقي) قضى في ليبيا حوالي شهر هذا العام للتدريب.. ما زلنا نتحقق من ذلك."
وتتحول ليبيا بشكل متزايد إلى ملاذ للجماعات الإسلامية المتشددة التي تستفيد من الفوضى التي تعاني منها الدولة في ظل الصراع بين حكومتين متنافستين.
وغادر أكثر من 3000 تونسي للقتال إلى جانب الجماعات الإسلامية المتشددة في سوريا والعراق وفي ليبيا حيث أقام البعض معسكرات تدريب للجهاديين أو تولوا أدوارا قيادية في صفوف الدولة الإسلامية هناك.