من إدريس علي
واشنطن (رويترز) - قالت أعلى جهة رقابية أمريكية للأوضاع في أفغانستان في تقرير نشر يوم الخميس إن الهيئة الأفغانية المختصة بمكافحة الفساد والتي تأسست في 2008 غير فاعلة وتفتقر إلى الاستقلالية ولم تتحقق قط من إقرارات الذمة المالية للرئيس السابق حامد كرزاي.
وخلص تقرير لجنة التفتيش الخاصة بإعادة إعمار (DU:EMAR) أفغانستان إلى أن تقارير الذمة المالية التي قدمها كرزاي وأعضاء بارزون من حكومته لم تكن سليمة وأغفلت ذكر بنود أساسية.
ويلقي التقرير الضوء على التحديات التي تواجه أفغانستان في محاربة الفساد الذي يقول مسؤولون أمريكيون إنه يعرقل الحرب ضد طالبان.
ويعتبر الفساد متوغلا في أفغانستان التي صنفتها منظمة الشفافية الدولية في المرتبة 166 من بين 168 دولة في تقريرها السنوي للفساد هذا العام.
وأضاف تقرير اللجنة أن كرزاي أدرج إيداعه مبالغ نقدية في حساب بنكي ألماني في إقرار قدمه في سبتمبر أيلول 2015 لكنه لم يدرج رقم الحساب وترك خانة مصدر الأموال فارغة.
وقال التقرير "تحت بند المنقولات الشخصية أدرج الرئيس امتلاك مجوهرات لكنه أيضا لم يذكر تاريخ الشراء ولا قيمتها الحالية ولا مصدر الدخل الذي اشتراها به."
وأضاف التقرير أنه عندما ترك كريم خليلي نائب الرئيس وقتها منصبه ذكر في إقرار الذمة المالية انه ليس لديه "أصول نقدية أو منقولات شخصية أو سيارات أو قروض أو أنشطة خارج الخدمة أو نفقات تعليمية للإعلان عنها."
وأقر بامتلاك منزل وأربع قطع من الأراضي لكنه لم يذكر معلومات عن قيمة تلك الممتلكات.
وقال التقرير نقلا عن مستشار في هيئة مكافحة الفساد إن عملية تقديم إقرارات الذمة المالية كانت "مجرد تزيين للواجهة بهدف إرضاء المجتمع الدولي."
ولم يتسن الاتصال بكرزاي -الذي واجه انتقادات بسبب فشله في كبح الفساد خلال ولايته- للتعليق على التقرير.
وخصصت الولايات المتحدة ما يقرب من 113 مليار دولار لإعادة إعمار أفغانستان منذ عام 2001 عندما غزتها قوات تقودها واشنطن وأطاحت بنظام طالبان.
وقال موقع لجنة التفتيش الخاصة بإعادة إعمار أفغانستان على الإنترنت "هذه الأموال استخدمت لبناء قوات الأمن الوطنية الأفغانية ودعم الحكم الرشيد وتنفيذ مساعدات تنموية والمشاركة في جهود مكافحة المخدرات والفساد."
ومع انسحاب قوات المساعدة الأمنية الدولية بقيادة الولايات المتحدة من البلاد تواجه الحكومة الأفغانية تهديدا متناميا من متشددي طالبان.
(إعداد سلمى محمد للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)