💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

حروب الشرق الأوسط التي تأبى التوقف تغير نهج الرعاية الصحية بالمنطقة

تم النشر 15/05/2017, 21:49
© Reuters. حروب الشرق الأوسط التي تأبى التوقف تغير نهج الرعاية الصحية بالمنطقة

من أنجوس مكدوال وآيات بسمة

بيروت (رويترز) - تسببت الحروب والصراعات الطويلة الأمد في الشرق الأوسط في أزمة صحية على مستوى المنطقة تتخطى جروح الحرب إلى تزايد مقاومة المضادات الحيوية وانهيار حملات التطعيم بما أدى لعودة أمراض للظهور بعد أن كانت تحت السيطرة في وقت السلم.

وتتنوع التهديدات الصحية في المنطقة بدرجة دفعت أحد المستشفيات التعليمية الرئيسية في الشرق الأوسط وهي المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت إلى إطلاق برنامج لطب النزاعات لإعداد الطلبة للتأقلم مع بيئة ابتليت بالفوضى.

وقال غسان أبو ستة الرئيس المشارك للبرنامج "ما تحتاجه هو طريقة مختلفة تماما في النظر للمتاعب الصحية المرتبطة بالحرب بما يتخطى الإصابات بالشظايا والرصاص والانفجارات ويتطلع إلى المنظومة الأكبر".

وفي الوقت الذي اجتاحت فيه المعارك سوريا والعراق واليمن وليبيا منذ عام 2011 اضطر الأطباء والممرضين إلى تعديل أساليبهم ليس فقط لعلاج إصابات مروعة لكن أيضا لمواجهة أمراض تسارعت وتيرة انتشارها وتهديدات متنامية لسلامتهم الشخصية.

وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الأحد من أن الأزمات الممتدة التي تضرب الشرق الأوسط "قد تؤدي إلى انهيار تام لأنظمة صحية".

وقال أبو ستة ومشاركون آخرون في مؤتمر طب النزاعات في المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت إن على الأطباء والجامعات ووكالات الإغاثة أن يستجيبوا لتلك التغيرات بتبادل الخبرات والتجارب وتغيير أساليب البحث والعلاج.

وإحدى المشكلات المتنامية هي تعطل توزيع الأمصال واللقاحات. وتحدث علي باطرفي عميد كلية الطب في جامعة حضرموت في المكلا باليمن عن عودة حمى الدنج للظهور بعد أن كانت نادرة نسبيا قبل الحرب هناك.

وقال "هؤلاء الأطفال لم يتلقوا تطعيمات وبالتالي المرض الذي كان قد اختفى سيعاود الظهور مجددا".

ويعاني اليمن من تفش لمرض الكوليرا بعد أكثر من عامين من الحرب التي أصابت الخدمات العامة بالشلل وأشاعت سوء التغذية وعرقلت استيراد الإمدادات الطبية المطلوبة وأثقلت كاهل المستشفيات بمصابي الحرب.

وزاد انهيار الأنظمة الصحية الوطنية من حدة المقاومة للمضادات الحيوية بسبب استخدامها بما يزيد عن الحدود الموصوفة من الأطباء. وفي الوقت نفسه انتشرت العدوى مع تدمير الحرب لأنظمة الصرف الصحي والمياه النظيفة وتسببها في تنقلات فوضوية للسكان.

* تأثير يتخطى مناطق الحرب

امتدت موجات تأثير الأزمة الصحية إلى خارج البلدان التي مزقتها الحروب. فالقطاع الصحي في لبنان يواجه صعوبات في التأقلم مع العدد الإضافي من المرضى من المنطقة المبتلاة بالحرب في مستشفياته ويشمل ذلك مرضى من بين ما يفوق المليون لاجئ سوري يستضيفهم لبنان حاليا.

وقال أبو ستة "اعتلال الصحة المرتبط بالنزاعات قسم كبير من عبء الأمراض التي نواجهها والتي سيواجهها طلبة الطب الذين ندرس لهم على مدى عشرين عاما قادمة".

وخمس المرضى الذين يخضعون للعلاج في المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت من سوريا والعراق وأغلبيتهم العظمى مصابون بجروح حرب رغم أن قسم الحروق أيضا شهد زيادة كبيرة في حالات الإصابة بين الأطفال بسبب اشتعال الحرائق في مخيمات اللاجئين.

واضطر الأطباء العاملون في مناطق الحرب إلى تغيير نهجهم جذريا إلى الاقتصاد في الموارد والعمل في ظروف بدائية وتغيير طريقة معالجة إصابات الصدمة.

وقال الدكتور كريستوس جيانو وهو جراح مخضرم في مناطق الصراعات شارك في تأليف كتاب إرشادات الجراحة وقت الحرب للجنة الدولية للصليب الأحمر "في بعض الأحيان تجري عملية جراحية تحت شجرة. لكنك تتمكن من تقديم رعاية جراحية مبنية على أسس علمية حتى وإن لم يكن كل شيء مثاليا... تقدم تنازلات وعليك أن تستخدم خيالك".

ويختلف العلاج الجراحي للإصابات بشدة عندما تكون تلك الإصابات ناجمة عن طلقات نارية فائقة السرعة أو شظايا وهو اختلاف يجب أن يتعلمه الجراحون المدربون تدريبا تقليديا مع انتشار الحرب في الشرق الأوسط.

وفي المكلا باليمن قال باطرفي إن طبيبا سوريا له خبرة في الحرب ساعد في تقديم المشورة لفريقه عن سبل التأقلم مع الصراعات. وتسببت الحرب في عزل المنطقة الجنوبية في اليمن وقطعت سلاسل الإمداد والكهرباء.

وقال "توقفوا عن إجراء العمليات الروتينية لأنهم إذا أجروها كالمعتاد سيواجهون مشكلة عدم توفر الأوكسجين. ليس هناك تجهيزات للعملية. لا خيوط جراحية ولا شاش .. كل المعدات".

وفي بعض الأحيان تفيد التكنولوجيا الحديثة في مواجهة تلك المواقف مثل مجموعات على شبكات التواصل الاجتماعي يتواصل الأطباء في المناطق المنكوبة في سوريا من خلالها مع أطباء في الخارج ويطلبون إرشاداتهم ونصائحهم بشأن علاج إصابات الأطراف ويرسلون لهم عليها صور أشعات تشخيصية وسوابق الإصابة بالأمراض.

لكن في بعض الأحيان تكون الطرق الأكثر تقليدية أكثر فاعلية مثل اللجوء للفحوص السريرية بدلا من الأشعة المقطعية التي تستهلك الكهرباء وذلك في ظل غياب معدات طبية جديدة أو بديلة ومع الانقطاعات المطولة في التيار الكهربائي.

وقال جيانو "مارس الناس (يوما) طبا عالي الجودة (و) جراحة دون كل تلك التكنولوجيا المعقدة المتوفرة في يومنا هذا ومن الجيد أن نذكرهم بذلك".

وتستهدف الأطراف المتحاربة المنشآت الطبية بصورة متزايدة بهدف تقليل قدرة الخصم على الحرب فيما يبدو من خلال زيادة معاناة المدنيين.

وقالت الدكتورة آنيا فولتس منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في بروكسل والتي عملت مؤخرا في مستشفى ميداني تابع للمنظمة في الموصل بالعراق "عندما بدأت العمل في أطباء بلا حدود كانت السترة التي تحمل اسم المنظمة هي درعي الواقي... الآن تشعر أنك مستهدف".

© Reuters. حروب الشرق الأوسط التي تأبى التوقف تغير نهج الرعاية الصحية بالمنطقة

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.