من جيف ميسون وستيفن أدلر وستيف هولاند
واشنطن (رويترز) - تجاهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقتراحا من رئيسة تايوان بإجراء اتصال هاتفي آخر بينهما وقال إنه لا يريد أن يسبب مشاكل للرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت تساعد فيه بلاده على ما يبدو في جهود كبح جماح كوريا الشمالية.
وفي مقابلة أجرتها رويترز في البيت الأبيض، نحى ترامب الفكرة جانبا بعد أن قالت رئيسة تايوان تساي إينج وين لرويترز يوم الخميس إنها لن تستبعد الحديث مباشرة مرة أخرى مع الرئيس الأمريكي، وهو أمر من المؤكد أن يغضب الصين.
ووضع تايوان قد يكون أشد القضايا حساسية بين واشنطن وبكين.
وقال ترامب لرويترز "الإشكالية بالنسبة لي أنني أرسيت علاقة شخصية رائعة مع الرئيس شي. أشعر في الحقيقة أنه يبذل كل ما في وسعه لمساعدتنا في وضع صعب" مشيرا إلى دلائل على أن الصين ربما تعمل من أجل تفادي إقدام جارتها وحليفتها بيونجيانج على إجراء أي تجارب صاروخية أو نووية جديدة.
وأضاف "لذلك لا أرغب في التسبب في مصاعب له في الوقت الحالي... أعتقد أنه يبذل جهدا مدهشا كزعيم ولا أود عمل أي شيء يعرقل ذلك. وبالتالي سأرغب بالتأكيد في الحديث معه أولا".
وكان ترامب قد تلقى مكالمة من تساي لتهنئته بالفوز في أوائل ديسمبر كانون الأول في أول اتصال بين زعيم تايواني ورئيس أمريكي منتخب أو منتهية ولايته منذ حوالي أربعة عقود. وأثار ترامب شكوكا حيال سياسة تنتهجها واشنطن منذ فترة طويلة وتتمثل في الالتزام بمبدأ (صين واحدة) والذي يؤكد أن تايوان جزء من الصين.
وأغضب الاتصال الصين التي تخشى أن تعطي الاتصالات بين تايوان وزعماء دول أخرى انطباعا بالاعتراف بسيادة الجزيرة التي تحكم نفسها منذ 1949.
ووافق ترامب في فبراير شباط على احترام سياسة (صين واحدة) واستضاف الرئيس الصيني في منتجعه بولاية فلوريدا هذا الشهر.
وقال مكتب الرئاسة في تايوان يوم الجمعة ردا على تصريحات ترامب إنه لا يعتزم "في هذه المرحلة" إجراء اتصال وإنه يتفهم أن للولايات المتحدة أولويات في التعامل مع الشؤون الإقليمية.
وقال أليكس هوانغ المتحدث باسم تساي في بيان إن الحكومة لن "تبالغ في تقييد نفسها" وستسعى من أجل المصلحة العليا للجزيرة.
وفي بكين حث قنغ شوانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تايوان على الانتباه إلى رد فعل الولايات المتحدة.
وأضاف في بيان صحفي اعتيادي يوم الجمعة "نعارض دوما إقامة الدول التي لها علاقات دبلوماسية مع الصين أي شكل من التعاملات الرسمية مع تايوان".
وتابع "هذا الموقف واضح جدا وقاطع جدا".
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)