من فيل ستيوارت
واشنطن (رويترز) - قال مسؤول أمريكي بارز لرويترز إن الرئيس باراك أوباما وافق على اعطاء الجيش الأمريكي قدرة أكبر لمرافقة ودعم القوات الأفغانية التي تقاتل متمردي حركة طالبان في تحرك يهدف لمساعدتهم بشكل أكثر فاعلية في ساحة المعارك.
وقال المسؤول -الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- إن القرار سيسمح أيضا باستخدام أكبر للقوة الجوية الامريكية بما في ذلك دعم جوي وثيق.
لكنه أضاف قائلا "هذا ليس أمرا شاملا لإستهداف طالبان."
ويأتي قرار أوباما بعد أكثر من عام على إنتهاء المهمة القتالية للقوات الدولية في أفغانستان ونقل المسؤولية إلى القوات الأفغانية.
ويأتي أيضا قبل قرار مرتقب لأوباما بشان هل سيمضي قدما في خفض مقرر لاعداد القوات الامريكية في أفغانستان من حوالي 9800 جندي حاليا إلى 5500 جندي بحلول بداية 2017 .
وحثت مجموعة من الجنرالات المتقاعدين والدبلوماسيين البارزين أوباما الاسبوع الماضي على التخلى عن تلك الخطط محذرين من أنها قد تقوض المعركة ضد حركة طالبان الافغانية التي قتل زعيمها في ضربة نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار في باكستان الشهر الماضي.
وقال المسؤول إنه بمقتضى السياسة الجديدة فإن قائد القوات الامريكية في افغانستان الجنرال جون نيكلسن سيكون بمقدوره تقرير متى يكون من المناسب أن يرافق جنود أمريكيون قوات أفغانية تقليدية إلى ساحة القتال وهو شيء يفعلونه حتى الان مع قوات العمليات الخاصة الافغانية فقط.
وأضاف المسؤول أن السلطات الموسعة يقصد بها فقط أن تستخدم "في تلك الحالات الخاصة التي يمكن لتدخلهم أن يحقق تأثيرات إستراتيجية في ساحة القتال."
ويعني ذلك انه يجب ألا يتوقع أن ترافق قوات أمريكية الجنود الافغان في مهامهم الروتينية.
وقال المسؤول "هذه المرونة الاضافية ... تحظى بدعم كامل من الحكومة الافغانية وستساعد الافغان في لحظة مهمة للبلاد."
والقرار إنحراف عن القواعد الامريكية الحالية للاشتباك في افغانستان والتي تفرض قيودا على قدرة القوات الامريكية على مهاجمة المتمردين.
وكان مسموحا للجيش الامريكي في السابق بالتحرك ضد طالبان "في الظروف الشديدة" وهي اللحظات التي يكون تقديم المساعدة ضروريا لمنع انتكاسة كبيرة للجيش الافغاني.
وستسمح السياسة الجديدة للقوات الامريكية بأن ترافق القوات الافغانية في المراحل الرئيسية في حملتها الهجومية ضد طالبان.
وقال المسؤول "القوات الامريكية ستدعم بشكل أكثر فاعلية القوات الأفغانية التقليدية."
وسقطت اجزاء كبيرة من أفغانستان بما في ذلك عاصمة إقليم قندوز الشمالي ومناطق كثيرة في إقليم هلمند الجنوبي -أحيانا لفترة قصيرة- على مدى الثمانية عشر شهرا الماضية. وتخضع مناطق وأقاليم كثيرة أخرى لدرجات متفاوتة من سيطرة طالبان.
والسلطات الجديدة التي أعطاها أوباما للجيش الاميكي قد تمنحه مجالا أكبر لمعالجة أوجه القصور لدى قوات الأمن الأفغانية.
ومع هذا فإن خبراء يحذرون من أنه الصعب التكهن بالموعد الذي سيكون بمقدور أفغانستان الاعتماد على نفسها في قتال طالبان ناهيك عن الصعوبات الاقتصادية الهائلة التي تواجه البلد ونظامه السياسي الحرون.
وأبلغت أعلى هيئة رقابية للحكومة الأمريكية بشأن أفغانستان رويترز أن الولايات المتحدة أهدرت مليارات الدولارات في معونات الإعمار إلى أفغانستان على مدى الاعوام العشرة الماضية وأن تجدد تمرد طالبان الآن يهدد المكاسب التي تحققت.
(اعداد وجدي الالفي للنشرة العربية)