من مارسين جوكلوفسكي وروبرتا رامبتون
وارسو (رويترز) - حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددا شركاء بلاده في حلف شمال الأطلسي من أوروبا يوم الخميس على إنفاق المزيد على الدفاع خلال زيارة إلى بولندا اعتبرت فرصة له لإصلاح العلاقات بعد قمة للحلف في مايو أيار اتسمت بالتوتر.
كما قال ترامب إن واشنطن تفكر في اتخاذ "إجراءات صارمة" ردا على إجراء كوريا الشمالية اختبارا هذا الأسبوع لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات قار على الوصول إلى ألاسكا.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس البولندي أندريه دودا يوم الخميس إن كل الدول في الحلف "تأخرت" في الوفاء بالتزاماتها المادية وعليها التحرك في هذا الأمر.
وقال البيت الأبيض إن ترامب سينتهز فرصة توقفه في وارسو لإبداء التزامه حيال حلف شمال الأطلسي الذي وصفه ذات يوم بأنه "عفا عليه الزمن" وشكا من فشل الحلفاء المتكرر في إنفاق نسبة اثنين بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي الموصى بها على الدفاع.
كما أثار ترامب توتر الحلفاء في مايو أيار، خاصة دول شرق أوروبا القلقة من الانتشار العسكري الروسي الواضح، وذلك من خلال عدم إقرار بند الدفاع المشترك أحد البنود الأساسية في معاهدة تأسيس الحلف.
وفيما لم يذكر ترامب بشكل مباشر مبدأ الدفاع المشترك في وارسو فقد قال إن الولايات المتحدة تعمل مع بولندا لمواجهة "السلوك المزعزع للاستقرار" من جانب روسيا. وقال دودا من جانبه إنه يعتقد أن ترامب يأخذ أمن بولندا على محمل الجد.
وقال دودا "نرى أنفسنا كشريكين مخلصين يتعاونان في عدد من القضايا بما فيها الأمن... لدي شعور بأن الولايات المتحدة جادة بشأن أمن بولندا".
وتستضيف بولندا نحو 900 جندي أمريكي في إطار قوة لحلف شمال الأطلسي في شرق أوروبا لمواجهة أي تهديدات محتملة من روسيا.
وفي موسكو رد الكرملين يوم الخميس بأنه لا يتفق مع تقدير ترامب لسلوك روسيا بأنه يتسبب في زعزعة الاستقرار.
وقال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف "نرفض مثل هذا النهج" مضيفا أن الكرملين يأسف لعدم وجود تفاهم بين روسيا والولايات المتحدة بشأن التوقعات لمستقبل علاقات البلدين.
وتابع قائلا "هذا بالضبط سبب انتظارنا لأول اجتماع بين الرئيسين ...سيتمكنان من تبادل الأفكار شخصيا بشأن أبرز القضايا. والأهم هو أن الفرصة ستتاح لهما أخيرا لمعرفة وتفهم النهج الحقيقي لكل منهما بشأن العلاقات الثنائية وليس النهج الذي تبثه وسائل الإعلام".
ومن المقرر أن يلتقي ترامب ببوتين وجها لوجه للمرة الأولى على هامش قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في مدينة هامبورج الألمانية يوم الجمعة.
وقال ترامب أيضا إنه يأمل أن يصل المزيد من شحنات الغاز الطبيعي إلى بولندا من الولايات المتحدة إضافة إلى شحنة وصلت مؤخرا.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة ستواجه تهديد كوريا الشمالية بكل قوة وإن على الدول أن توضح علنا لبيونجيانج أن هناك عواقب للسلوك السيء.
وعبر ترامب هذا الأسبوع عن شعوره الاحباط من عدم ممارسة الصين جارة كوريا الشمالية مزيدا من الضغوط عليها خاصة من خلال التجارة في محاولة لكبح برنامجها للتسلح.
وقال ترامب إن "شيئا" يجب أن يتم بشأن كوريا الشمالية. وأضاف أنه لم يرسم "خطوطا حمراء" لكن واشنطن ستبحث الأمر في الأسابيع والأشهر القادمة.
وفي طريقه إلى قمة مجموعة العشرين في ألمانيا سيشارك ترامب في اجتماع يعقده زعماء دول بوسط أوروبا والبلطيق والبلقان دعت إليه بولندا وكرواتيا لتعزيز التجارة الإقليمية والبنية التحتية.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة تدعم بقوة مبادرة "البحار الثلاثة".
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)