من فيليب بوليللا
مدينة الفاتيكان (رويترز) - حذر البابا فرنسيس خلال قداس للفقراء والمشردين يوم الأحد من "تخدير الضمائر" الذي يصاب به من يعتبرون المحتاجين مصدرا للإزعاج بدلا من اعتبارهم إخوة وأخوات يستحقون المساعدة.
وشارك نحو ستة آلاف مشرد ومعوز ونازح من أكثر من عشر دول أوروبية ومن أفريقيا أتت بهم منظمات خيرية إلى الفاتيكان في القداس في يوم خاص بهم في إطار احتفال الكنيسة الكاثوليكية بعام الرحمة الذي ينتهي الأسبوع القادم.
وقال البابا في عظته "يجب أن نشعر بالقلق عندما تتخدر ضمائرنا فلا نرى إخواننا وأخواتنا الذين يعانون بالقرب منا أو لا نلاحظ المشكلات الجسيمة في العالم التي تتحول إلى محض عبارات مكررة معتادة من عناوين الأخبار المسائية."
وتم تزويد الحضور بسماعات حتى يتمكنوا من متابعة عظة البابا عبر ترجمة فورية وهو أمر نادر في طقوس الكاتدرائية.
وقال البابا إن من الضروري النظر إلى المحتاجين في العالم بوصفهم "أناسا حقيقيين وليسوا أغراضا عديمة الفائدة بل أفرادا أعزاء."
ووجه فرنسيس - أول بابا من أمريكا اللاتينية والذي جعل من الدفاع عن الفقراء شعارا لعهده - حديثه للميسورين في المجتمع وقال "لن يكون هناك سلام في بيوت المرفهين طالما غابت العدالة عن منازل الجميع."
وتابع قائلا "إنه عرض من أعراض تصلب الروح عندما ينصب اهتمامنا على الأغراض التي تنتج بدلا من الأشخاص الذين يستحقون المحبة. هذا أصل التناقض المأساوي في عصرنا. ففيما يتزايد التقدم وتنفتح احتمالات جديدة - وهو أمر جيد - يتناقص أكثر فأكثر عدد من يمكنهم الاستفادة منها."
ومنذ اختياره للبابوية في مارس آذار 2013 اتخذ البابا فرنسيس خطوات لمساعدة المشردين في المنطقة المحيطة بالفاتيكان بما يشمل فتح ملاجئ خارج ساحة القديس بطرس حتى يتسنى لهم الاستحمام فيها وقص شعورهم والحصول على معلومات عن الخدمات الاجتماعية.
وخلال الاحتفال بعام الرحمة الذي بدأ في الثامن من ديسمبر كانون الأول حث البابا الرومان الكاثوليك حول العالم وعددهم نحو 1.2 مليار نسمة على القيام بأعمال تملؤها الرحمة والمغفرة المتبادلة وزيارة روما أو كنائس محلية.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)