من محمود رضا مراد
القاهرة (رويترز) - دافع رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل يوم الثلاثاء عن إعلان حالة الطوارئ بعد تفجيرين انتحاريين استهدفا كنيستين قائلا إن مواجهة الإرهاب تتطلب إجراءات استثنائية وألمح إلى تقديم جهات خارجية أموالا طائلة للجماعات المتشددة في مصر.
وقال إسماعيل في كلمة أمام مجلس النواب إن إعلان حالة الطوارئ يستهدف فقط من وصفهم "بأعداء الوطن" وأكد أن العقاب "آت لا محالة" لجماعات الإرهاب ومن يقف وراءها.
وقتل 45 شخصا على الأقل وأصيب 125 آخرون في تفجيرين استهدفا كنيسة بمدينة طنطا بدلتا النيل وكنيسة أخرى بمدينة الإسكندرية الساحلية خلال احتفالات المسيحيين بأحد السعف.
ومساء الأحد أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي اتخاذ قرار بإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في جميع أنحاء البلاد. ووافق مجلس الوزراء على هذا القرار الاثنين.
ويتعين موافقة مجلس النواب أيضا على القرار. ويصوت المجلس في وقت لاحق يوم الثلاثاء على القرار.
وقال إسماعيل في إنه "لقد بات واضحا إن مصر تواجه حاليا وبشكل غير مسبوق هجمة إرهابية شرسة وغادرة تستهدف النيل من استقرار الوطن وسفك دماء أبنائها وترويعهم بلا رادع من دين أو وازع من ضمير."
وأضاف "أن تلك الأعمال الإرهابية الخسيسة التي ارتكبها إرهابيون مارقون عن الدين .. أعداء للإنسانية والوطن.. قد باتت حتما ويقينا تستوجب اتخاذ إجراءات استثنائية كي تتمكن الدولة من حشد قواها وتوفير الإطار القانوني المناسب لخوض المواجهة الحاسمة لتهديد استثنائي لا يخضع لمبادئ."
وحاول شريف تهدئة مخاوف المدافعين عن حقوق الإنسان من عودة حالة الطوارئ التي سبق وطبقت لعشرات السنين في تاريخ مصر الحديث وأسيء استغلالها لإحكام القبضة الأمنية وقمع المعارضة في عهود سابقة.
وقال "إن قانون الطوارئ إنما يستهدف أعداء الوطن والمواطن وسوف يمنح أجهزة الدولة المزيد من القدرة والمرونة وسرعة الحركة لمواجهة عدو آثم وغادر لا يتورع عن القتل والتدمير بلا تبرير أو تمييز."
وألمح رئيس الوزراء بوقوف جهات أجنبية لم يسمها وراء ما تشهده مصر من هجمات إرهابية.
وقال "إن لدى الدولة اليقين التام الذي لا يخالطه شك بان تلك الهجمة الإرهابية يقف ورائها من يضخ أموالا طائلة تتعدى مليارات الجنيهات لدعم الجبهات الإرهابية المتطرفة عبر تزويدها بأحدث الامكانيات في مجال الاتصالات واللوجستيات والأسلحة والمتفجرات كي تواصل إجرامها ضد شعبنا."
وينشط متشددون موالون لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال شبه جزيرة سيناء وكانت هجماتهم تتركز على قوات الجيش والشركة لكنهم كثفوا هجماتهم على المسيحيين خلال الشهور القليلة الماضية.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن تفجيري أحد السعف وقال إن انتحاريين قاما بتنفيذهما. وتوعد المسيحيين بمزيد من الهجمات.
وأعلن التنظيم أيضا مسؤوليته عن تفجير انتحاري استهدف كنيسة ملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في ديسمبر كانون الأول الماضي وهو التفجير الذي خلف 29 قتيلا وعشرات المصابين.
وقال إسماعيل "أؤكد للجميع أن عقاب مصر الرادع لجماعات الإرهاب ومن يقف وراءها لهو آت لا محالة."
(شارك في التغطية الصحفية للنشرة العربية نشأت حمدي وأحمد طلبة - تحرير نادية الجويلي)