نيودلهي (رويترز) - قالت وزارة الخارجية الهندية يوم الثلاثاء إن رئيس الوزراء ناريندرا مودي لن يحضر قمة إقليمية لزعماء جنوب آسيا في باكستان خلال نوفمبر تشرين الثاني بسبب زيادة الهجمات عبر الحدود بالمنطقة.
وتتهم الحكومة الهندية باكستان بهجوم دموي على قاعدة عسكرية في إقليم كشمير المتنازع عليه في وقت سابق من سبتمبر أيلول تسبب في تصعيد التوتر بين البلدين الخصمين.
وتقول الهند إن مجموعة من المتشددين عبروا الحدود بين البلدين وقتلوا 18 جنديا في 18 سبتمبر أيلول في أكبر عدد للقتلى بين قوات الأمن الهندية بالمنطقة خلال 14 عاما.
وترفض باكستان الاتهام وتقول إن الهند تحتاج إلى إجراء تحقيق ملائم قبل توزيع التهم.
وكان من المقرر حضور مودي قمة رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (سارك) في إسلام آباد التي تضم ثماني دول.
وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان "نقلت الهند إلى نيبال الرئيس الحالي لسارك أن الهجمات الإرهابية المتزايدة عبر الحدود بالمنطقة...أوجدت بيئة لا تساعد في انعقاد ناجح للقمة التاسعة عشرة لسارك."
وأضاف البيان "في إطار الظروف السائدة لن تقدر حكومة الهند على المشاركة في القمة المقترحة في إسلام آباد."
ووصفت وزارة الخارجية الباكستانية إعلان الهند بأنه "مؤسف" وقالت إنها لا تزال ملتزمة بالسلام والتعاون الإقليمي. واتهمت الهند في بيان بالتدخل في الشؤون الداخلية لباكستان.
وقالت الهند إنها فهمت أن بعض الأعضاء الآخرين في سارك متخوفون من الحضور لكنها لم تسمهم.
ضغط
وقرار إلغاء زيارة مودي هو أحدث محاولة من جانب الهند للضغط على باكستان دبلوماسيا. وتقول الهند إنها سترد على هجوم كشمير لكن خبراء يقولون إنها تفتقر للخيارات العسكرية بسبب مخاطر التصعيد.
وبدأت الهند يوم الاثنين حملة لعزل باكستان في الأمم المتحدة وأبلغ مودي مسؤولين أن الهند يجب أن تستغل مزيدا من المياه من الأنهار الثلاثة التي تتدفق إلى جارتها الأمر الذي يمكن أن يقلل مستويات المياه في اتجاه مجرى النهر نحو المصب.
وقال سرتاج عزيز مستشار السياسة الخارجية لرئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف يوم الثلاثاء إنه إذا ألغت الهند معاهدة مياه نهر السند التي تنظم تدفق مياه النهر بين البلدين فإن بلاده ستعتبر ذلك "عملا من أعمال الحرب".
ويضعف الشك المتبادل بين الهند وباكستان التعاون الإقليمي في جنوب آسيا منذ فترة طويلة وينحى باللائمة عليه على نطاق واسع في الأداء الضغيف لسارك التي يأمل زعماء الهند المتعاقبون أن تساعد جنوب آسيا في أن تصبح ثقلا اقتصاديا موازنا للصين يحمل مقومات البقاء.
ويقع إقليم كشمير المقسم بين الهند وباكستان منذ 1947 في قلب النزاع بين البلدين. كما تواجه الهند تمردا ضد حكمها في القسم الذي تسيطر عليه والذي يمثل الولاية الوحيدة على أراضيها التي تسكنها أغلبية مسلمة.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)