💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

رئيسة وزراء بريطانيا تواصل كفاحها رغم الشعور بالوحدة

تم النشر 05/07/2017, 12:46
محدث 05/07/2017, 12:50
© Reuters. رئيسة وزراء بريطانيا تواصل كفاحها رغم الشعور بالوحدة

من إليزابيث بايبر

لندن (رويترز) - يسود شعور بالوحدة على قمة هرم السلطة لدى رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي لكنها تتشبث بالبقاء في الوقت الراهن.

فقد واجهت ماي دعوات تطالبها بالاستقالة سواء من داخل حزب المحافظين الحاكم أو من خارجه بعد أن فقد أغلبيته البرلمانية في انتخابات أساءت الحكم عليها ولم يكن لديها ما يدعوها لإجرائها الأمر الذي زج ببريطانيا في أسوأ أزمة سياسية تمر بها منذ عشرات السنين.

ومنذ الانتخابات جاهدت ماي لتوحيد حكومتها على صعيد السياسات وتجميع فريق جديد من المعاونين. ووصل الحد بأحد أعضاء البرلمان من المحافظين بوصف الموافقة على العمل مع زعيمة أيامها قد تكون معدودة في منصبها بأنه "انتحار سياسي".

غير أن مصادر حزبية تقول إن المساعي الرامية للإطاحة برئيسة الوزراء مجمدة الآن بعد أن وافقت شخصيات رفيعة على أنها يجب أن تتولى على الأقل بدء محادثات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي التي تستغرق عامين.

ومن المحتمل أن تطيل هذه المحادثات أمد حكومتها وربما صبر الرأي العام الأمر الذي قد يتيح لخامس أكبر قوة اقتصادية في العالم فرصة لالتقاط الأنفاس.

وقالت المصادر الحزبية إن من الممكن مساءلتها إذا أخفقت في تحقيق تقدم يرضي بعض أعضاء حزبها الأكثر تشككا في الوحدة الأوروبية.

وقال أحد أعضاء البرلمان لرويترز مشترطا عدم الكشف عن شخصيته "ستبقى ما دمنا نريد منها البقاء. والآن ليس هو الوقت المناسب".

وقد هدأت الدعوات لتغيير ماي بسبب المخاوف من رد فعل البريطانيين إذا ما اضطروا للتصويت للمرة الرابعة فيما يزيد قليلا على العامين والمخاوف من فقدان حزب المحافظين مقاعد برلمانية ومن أن يقود شخص آخر المحادثات مع الاتحاد.

حتى أشد أعضاء البرلمان شعورا بالمرارة يقول إن تصويتا جديدا على الزعامة سيعمق ببساطة الانقسامات في الحزب حول الخروج من الاتحاد الأوروبي وبرنامجه التقشفي الذي قال ساسة معارضون إنه كان سببا في حريق مدمر شب في غرب لندن وأسفر عن مقتل 80 شخصا على الأقل وأرهق قوة الشرطة التي تكافح التطرف.

ونقل أحد قدامى أعضاء حزب المحافظين عن ماي (60 عاما) قولها إنها ستواصل المسيرة رغم كرامتها المجروحة بفعل الانتخابات.

وأضاف "لكني أعتقد أن شعورها بالواجب أكبر من شعور (سلفها ديفيد) كاميرون. لا أحد يريد هذا المنصب فعلا. بل يريدون المنصب لكن ليس الآن".

* إزالة الفوضى

كانت ماي قد قضت أطول فترة قضاها وزير على رأس وزارة الداخلية في بريطانيا خلال أكثر من قرن واكتسبت شهرة كسياسية مثابرة صعبة المراس ثم أصبحت ثاني امرأة تتولى رئاسة الوزراء في البلاد بعد مارجريت ثاتشر عندما استقال كاميرون بعد موافقة البريطانيين على الانفصال عن الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء.

وانفتح الطريق أمامها عندما قضى كل من منافسيها بوريس جونسون ومايكل جوف على مسعى الآخر للجلوس في مقعد القيادة وخاطبت هي أعضاء الحزب بأسلوبها المباشر واعتقادها بإمكانية تحقيق المطلوب.

وأصبح جونسون وزيرا للخارجية وجوف وزيرا للبيئة.

لكن تباهيها بأنه لا يمكن لأحد أن يجدها "تتناول الشراب في حانات البرلمان" قد يرتد عليها إذ أنها لم تكن ضمن فصيل من فصائل حزب المحافظين وأصبحت وحيدة بينما يشق الآخرون طريقهم إلى مقاعد السلطة.

وقال عضو الحزب القديم إن تعهدها بإزالة "الفوضى" التي خلقتها بالدعوة لانتخابات الثامن من يونيو حزيران هدأت كثيرين من المحافظين الذين جرى العرف على أن ينزلوا العقاب بمن يبدي علامة ضعف من زعمائهم.

كما أنهم مدفوعون بحب البقاء. فقد كشفت الانتخابات عن أوجه القصور في مقر الحملة الانتخابية لحزب المحافظين ويقول بعض أعضاء الحزب إن الوقت قد حان لاستيعاب ما حدث وإعادة الهيكلة قبل الانتخابات المقبلة بعد أن سجل جيريمي كوربين زعيم حزب العمال المعارض قفزة في استطلاعات الرأي.

* انزواء ماي

وعدت ماي بالسعي للإصلاح في الحزب لكن سيطرتها بدأت تضعف لاضطرارها لقبول استقالة اثنين من كبار مساعديها ولاستمرار رحيل أعضاء كبار في فريق العاملين معها في رئاسة الوزراء في داوننج ستريت.

وعقب تعيينها بعد الاستفتاء على الانفصال عن الاتحاد الأوروبي أدارت ماي الأمور بحزم شهورا ولم تكشف أوراقها وحاولت الحد من تسريب المعلومات بالسيطرة على بعض وزرائها الساعين للأضواء وبالالتزام بالسياسة الحزبية.

أما الآن فقد انطلق الجميع من عقالهم.

أصبح الحديث علنيا كل يوم تقريبا عن الخلافات حول سياسة الانفصال عن الاتحاد وتقييد زيادات أجور العاملين في القطاع العام في حين تم التخلي عن مشروعات رئيسة الوزراء لفتح المجال أمام مدارس أكثر انتقائية وإتاحة الفرصة أمام النواب للتصويت على حظر صيد الثعالب.

ويبدو أن ماي قد انزوت.

وقال عضو حزب المحافظين المخضرم "في السابق كان من الممكن أن تقول لأحد ما أنت لن تظهر على التلفزيون ... أما الآن فلا يمكنها التعامل بالحزم الذي يتعامل به رئيس الوزراء في العادة".

وأضاف أنها أصبحت تسمح لوزراء مثل وزير المالية فيليب هاموند بأن يسرق بعض الأضواء بل ودورا أكثر تسلطا.

وفي الوقت الراهن، ورغم الخلافات، يسير فريقها من كبار الوزراء على الأقل في اتجاه عام واحد صوب الانفصال عن الاتحاد الأوروبي وخروج بريطانيا من السوق الموحدة لإعطاء الأولوية للسيطرة على الهجرة.

وقال عضو حزب المحافظين "الأمر أشبه بالتجديف بقارب. الكل يجدف بسرعات مختلفة لكن ليس بما يكفي لقلبه رأسا على عقب."

وأضاف "ضجيج وفوضى لكنها فعلا ديمقراطية".

© Reuters. رئيسة وزراء بريطانيا تواصل كفاحها رغم الشعور بالوحدة

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.