من باريسا حافظي وبزورجمهر شرف الدين
دبي/لندن (رويترز) - قال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الاثنين إنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط دون مساهمة طهران وذلك في معرض رده على انتقادات وجهها لإيران الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يزور المنطقة حاليا.
ودعا ترامب إلى تحالف أمريكي مع دول إسلامية يوم الأحد بهدف محاربة الإرهاب وخص إيران بالذكر بوصفها مصدرا رئيسيا لتمويل ودعم المتشددين في العالم العربي.
ورد روحاني بقوة بإعلان رفضه لهذه القمة بوصفها "(حدثا)شكليا لا قيمة سياسية له ولن يسفر عن نتائج".
وقال "من يستطيع القول إن الاستقرار الإقليمي يمكن استعادته من دون إيران؟ من يمكنه القول إن المنطقة ستشهد استقرارا كاملا من دون إيران؟"
وكان روحاني السياسي الذي يتبع نهجا عمليا قد فاز بفترة ثانية في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 19 مايو أيار .
وخلال اجتماع قمة عُقد في الرياض في مطلع الأسبوع اتهم ترامب إيران بتمويل وتسليح "إرهابيين وميليشيات وجماعات متطرفة أخرى" في العراق واليمن ولبنان ودعم الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا.
وقاد روحاني إيران في التوصل لاتفاق مع القوى الكبرى الست في 2015 للحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات .
وقال روحاني إن الإدارة الأمريكية تفتقر إلى معرفة الشرق الأوسط.
وأضاف أن "الأمريكيين لجأوا إلى أساليب مختلفة كثيرة ضد إيران ولكن أخفقوا فيها كلها.. إننا في انتظار توصل الحكومة الجديدة إلى الاستقرار ومواصلة سياساتها.
"المشكلة هي أن الأمريكيين لا يعرفون منطقتنا ومن يقدمون المشورة للمسؤولين الأمريكيين يضللونهم".
وقال روحاني إن إيران هي القوة المهمة التي تقف وراء قتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وكرر موقف إيران الرسمي بأن الولايات المتحدة والسعودية تمولان "الإرهاب" في الشرق الأوسط.
وأضاف روحاني"من الذي يحارب الإرهابيين؟ إنها إيران وسوريا وحزب الله وروسيا. ولكن من الذي يمول الإرهابيين؟ إن الذين يمولون الإرهابيين لا يمكن أن يدعوا أنهم يقاتلونهم".
وتشارك طهران والرياض في حروب بالوكالة عبر المنطقة وتدعمان أطرافا متناحرة في سوريا واليمن والعراق ولبنان.
*دبلوماسية هشة
وقُطعت العلاقات الدبلوماسية والتجارية الهشة بالفعل بين السعودية السنية وإيران الشيعية العام الماضي بعد أن أعدمت السعودية رجل دين شيعيا ونتيجة لذلك قام محتجون بتخريب السفارة السعودية في إيران.
وقال روحاني إن "شراء أسلحة أو صنع أسلحة لن يجعل أي بلد قويا. القوة العسكرية ليست سوى جزء من القوة ونحن ندرك تماما ذلك. ولكن أساس القوة هو القوة الوطنية وهذا لا يمكن أن يحدث إلا من خلال الانتخابات.
"ربما يكون مفيدا إذا سمح الزعماء السعوديون لأبناء شعبهم بتقرير مصير بلدهم من خلال الإدلاء بأصواتهم.. هذا سيجعل(الحكام)أقوى".
وقال إن إيران ترحب بتحسين العلاقات مع جيرانها في المنطقة وتعهد بالوفاء بوعوده الانتخابية بانفتاح إيران على العالم وتوفير حريات للشعب الإيراني.
وأضاف أن "الشعب الإيراني صوت لصالح الاعتدال لأنه يعرف أنه لا يمكن تحقيق اقتصاد مزدهر وتوفير فرص عمل إلا من خلال الاستثمار.. والاستثمار من خلال الحرية والتفاعل مع العالم".
وانتعش الاقتصاد الإيراني ببطء منذ رفع العقوبات العام الماضي لكن الاتفاقات مع المستثمرين الغربيين قليلة ومتباعدة لأن المستثمرين الأجانب ما زالوا حذرين بشأن التعامل مع إيران أو الاستثمار فيها خشية التعرض لجزاءات من جراء عقوبات مازالت تفرضها الولايات المتحدة من جانب واحد .
وفرضت واشنطن عقوبات جديدة على إيران الأسبوع الماضي بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية.
وقال روحاني إن "الأمة الإيرانية قررت أن تكون قوية. صواريخنا من أجل السلام والدفاع... يجب أن يعرف المسؤولون الأمريكيون أنه حينما نريد أن نختبر صاروخا سنفعل ولن ننتظر الإذن منهم.
"حلم أمريكا بإنهاء البرنامج الصاروخي الإيراني لن يتحقق أبدا".
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية - تحرير دينا عادل)