من أندرو أوزبورن
موسكو (رويترز) - اصطف مئات من الروس في وسط موسكو يوم السبت تحت أعين الشرطة لتسليم التماسات مكتوبة للرئيس فلاديمير بوتين للتنحي في الوقت الذي شهدت فيه مدن أخرى احتجاجات مماثلة.
ولم يذكر بوتين، الذي هيمن على الساحة السياسية في روسيا منذ أكثر من 17 عاما، ما إذا كان سيرشح نفسه في الانتخابات المقررة في مارس آذار عام 2018 ولكن هيئات رسمية لاستطلاع الرأي أوضحت زيادة شعبيته ومن المتوقع بشكل كبير أن يرشح نفسه.
ودعت حركة روسيا المنفتحة التي أسسها ميخائيل خودوركوفسكي المعارض للكرملين إلى احتجاج يوم السبت تحت شعار "لقد سئمنا منه".
وكان خودوركوفسكي ذات يوم أغنى رجل في روسيا وأفرج عنه بوتين في عام 2013 بعد أن أمضى عشر سنوات في السجن بتهمة الاحتيال التي وصفها خودوركوفسكي بأنها ذات دوافع سياسية.
ووجهت الشرطة مجموعة من المحتجين للوقوف في طابور خلف حواجز معدنية قبل تسليم الالتماسات واحدا تلو الآخر وقالت طالبة من موسكو تدعى آنا (16 عاما) إنها تأمل أن يفهم بوتين الرسالة وألا يرشح نفسه مرة أخرى.
وأضافت لرويترز "لم يحدث أي شيء إيجابي في بلدنا خلال حكمه ولدي إحساس بأن الأوضاع ستسير للأسوأ وأن المشكلة الأساسية تتمثل في أن الأشخاص الذين في السلطة على شاكلته."
وأوضحت أن الشخص الذي تفضله للرئاسة هو السياسي المعارض أليكسي نافالني الذي أمضى 15 يوما في السجن الشهر الماضي بعد أن شارك في تنظيم أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ عام 2012 والتي انتهت باعتقال أكثر من ألف شخص.
واحتجاج يوم السبت الذي نظم تحت أشعة الشمس الساطعة كان أكثر تواضعا ومع ذلك اتخذت السلطات كافة التدابير اللازمة. وقال مراسل لرويترز إنه رأى ما لا يقل عن 30 حافلة للشرطة في المنطقة تضم المئات من أفراد شرطة مكافحة الشغب.
وأظهرت لقطات مصورة لوسائل الإعلام الروسية الشرطة وهي تعتقل محتجين في سان بطرسبرج حيث قال ناشطون إن الشرطة اعتقلت أكثر من 100 شخص. ولم يرد أي تأكيد رسمي بشأن الاعتقالات.
تكثيف الضغط
ذكرت وكالة أنباء انترفاكس نقلا عن الشرطة إن 250 شخصا شاركوا في احتجاج موسكو في حين قالت ماريا بارونوفا وهي ناشطة من حركة روسيا المنفتحة إن 500 شخص على الأقل قدموا التماسات.
وصعدت السلطات الضغط على حركة روسيا المنفتحة في الأيام الماضية.
وقال مكتب المدعي العام يوم الأربعاء إن نشاط ذراع حركة روسيا المنفتحة في بريطانيا "غير مرغوب فيه" متهما إياها ومنظمات أخرى بمحاولة إثارة توترات بهدف تشويه الانتخابات الرئاسية.
وفتشت الشرطة يوم الخميس مكاتب الحركة في موسكو وصادرت مئة ألف استمارة التماس فارغة كانت تأمل أن تسلمها للناس لتشجيعهم على دعوة بوتين إلى الخروج من الحياة السياسية.
وأذاعت قناة (آر.إي.إن) التلفزيونية الروسية فيلما وثائقيا عن نشطاء روسيا المنفتحة وبعضهم متهم بأن له سجلات جنائية أو بإدمان المخدرات أو بإقامة علاقات وثيقة مع الحكومة الأمريكية.
وأذاعت مرارا صورا لخودوركوفسكي والسناتور الجمهوري الأمريكي جون مكين ورجل الأعمال الأمريكي جورج سوروس مشيرة إلى أن نشطاء المعارضة يحركهم المال والحصول في السر على تمويل من رعاة أجانب.
ووصف نشطاء البرنامج بأنه حيلة رخيصة تهدف إلى تشويه صورتهم وأشار أحدهم على الأقل إلى أن القناة حصلت بطريقة ما على تسجيل فيديو كان محفوظا في هاتفه المحمول.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)