طوكيو (رويترز) - تبدو روضة أطفال تسوكاموتو من الوهلة الأولى كأي مدرسة أخرى في اليابان لكن منهجها الدراسي الفريد يعيد إلى الذاكرة اليابان قبل الحرب العالمية.
وتهدف المدرسة الخاصة التي زارتها أكي آبي زوجة رئيس الوزراء شينزو آبي إلى غرس الروح القومية في تلاميذها الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة وخمسة أعوام بمنهج دراسي يركز على التقاليد والثقافة اليابانية.
يبدأ التلاميذ الذين يرتدون زيا موحدا صباحهم بترديد النشيد الوطني أمام علم اليابان ويتلون بلغة يابانية رنانة "المرسوم الإمبراطوري للتعليم" الذي كان سائدا قبل الحرب ويضم وصايا وضعت في عام 1890 لتنشئة المواطنين "المثاليين" تحت رعاية الإمبراطور ميجي.
وتشمل الوصايا قيما من تعاليم كونفيشيوس وتطالب بالإخلاص للإمبراطور والتضحية من أجل البلاد.
وردد الأطفال قائلين "كن برا بوالديك وحنونا على إخوتك وأخواتك وعندما تظهر الشدائد ابذلوا أنفسكم بشجاعة في سبيل بلدكم."
بعد الحرب العالمية الثانية ألغت القوات الأمريكية المحتلة المرسوم الذي اعتبره الكثيرون مصدرا للطاعة واليقين الأخلاقي الذي ساهم في إذكاء النزعة العسكرية اليابانية.
وفي عام 1947 أقرت الحكومة بعد الحرب "القانون الأساسي للتعليم" لتعزيز القيم الليبرالية والديمقراطية المنصوص عليها في الدستور "السلمي" بعد الحرب.
وأدخلت روضة الأطفال الواقعة في أوساكا المرسوم في منهجها الدراسي قبل 15 عاما رغم أن مسؤوليها يقولون إنه لا يهدف إلى تأجيج النزعة القومية.
وقالت ياسونوري كاجويبي مديرة المدرسة "ما نهدف إلى ترسيخه في التعليم هو الوطنية أو تأكيد الهوية اليابانية وتوسيع القيم اليابانية في أنحاء العالم وليس القومية المزعومة.. هذه مختلفة تماما."
وتنص المادة التاسعة من الدستور الذي صاغته الولايات المتحدة على نبذ الحرب وعند قراءته حرفيا فإنه يحظر الاحتفاظ بقوات مسلحة رغم أن الجيش الياباني المسمى قوات الدفاع الذاتي يضم أكثر من 200 ألف عسكري وأسلحة متطورة.
وتعديل الدستور أحد الأهداف الرئيسية لسياسة الحزب الديمقراطي الليبرالي الذي يتزعمه آبي.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)