من جيمس بيرسون (LON:PSON)
بيونجيانج (رويترز) - ذكرت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية يوم الأحد أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون قال إن بلاده لن تستخدم السلاح النووي ما لم ينتهك الآخرون سيادتها بأسلحة نووية وأعلن عن خطة خمسية لدعم اقتصاد الدولة الشيوعية المعزولة.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن كيم قوله في تقرير لمؤتمر حزب العمال الحاكم الذي انطلق يوم الجمعة إن كوريا الشمالية "ستفي بأمانة بالتزامها بحظر الانتشار النووي وستسعى جاهدة من أجل نزع السلاح النووي في العالم."
وقال كيم إن بيونجيانج مستعدة كذلك لتطبيع العلاقات مع الدول التي كانت تعاديها.
وكانت كوريا الشمالية قد أطلقت تصريحات مماثلة في السابق لكنها هددت من وقت لآخر بمهاجمة الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وتحدت قرارات الأمم المتحدة فيما يتعلق بسعيها لامتلاك أسلحة نووية.
وبدأ المؤتمر وهو أول مؤتمر للحزب الحاكم في كوريا الشمالية منذ 36 عاما وسط توقعات حكومة كوريا الجنوبية وخبراء بأن يستخدمه الزعيم الشاب لتعزيز قبضته على السلطة. وتولى كيم السلطة في عام 2011 بعد وفاة والده المفاجئة.
ويتعرض اقتصاد كوريا الشمالية لضغوط كبيرة بسبب عقوبات تفرضها الأمم المتحدة على البلاد وشددتها في مارس آذار بعد أن أجرى الشمال أحدث تجاربه النووية. وتؤكد خطة كيم الخمسية لتعزيز الاقتصاد على الحاجة لتحسين إمدادات الكهرباء في البلاد وتطوير موارد الطاقة المحلية بما في ذلك الطاقة النووية.
وطرح كيم الإطار العام للخطة في خطابه مؤكدا على سياسة تجمع بين المضي قدما في التنمية الاقتصادية والتسلح النووي.
*التركيز على الطاقة
ولا تنشر كوريا الشمالية بيانات اقتصادية لكن البنك المركزي في كوريا الجنوبية قال العام الماضي إن اقتصاد الشمال نما بمعدل واحد بالمئة في عام 2014. ولا تشمل التقديرات نشاط السوق غير الرسمية التي نمت باطراد في السنوات الأخيرة وأوجدت طبقة مستهلكين آخذة في الاتساع.
وحددت خطة كيم مجالات التركيز ومنها تعزيز استخدام الميكنة الزراعية وإدخال التكنولوجيا الحديثة في المصانع وزيادة إنتاج الفحم لكنها لم تذكر الكثير من الأهداف المحددة.
ونقلت وسائل الإعلام عن كيم قوله "(يتعين علينا) حل مشكلة الطاقة ووضع قطاع الصناعات الأساسية على مساره الصحيح وزيادة الإنتاج الزراعي وإنتاج الصناعات الخفيفة لتحسين حياة الناس."
وعلى الرغم من أن الخطة لم تورد تفاصيل فإن مايكل مادن الخبير في شؤون القيادة الكورية الشمالية قال إن مجرد وضع كيم لخطة اقتصادية يعد أمرا مهما.
وأضاف "في تناقض كبير مع سلوك والده يتولى (كيم) علنا مسؤولية الاقتصاد والتنمية باعتباره واضع السياسات. والده لم يتول هذه المسؤولية قط."
وفرضت الأمم المتحدة عقوبات صارمة جديدة على كوريا الشمالية في مارس آذار بعد أن أجرت في يناير كانون الثاني رابع تجاربها النووية وأطلقت صاروخا بعيد المدى وضع جسما في مدار في الفضاء مما يعد تحديا لقرارات سابقة أصدرها مجلس الأمن الدولي.
ومنذ ذلك الوقت واصلت كوريا الشمالية القيام بأنشطة لتطوير أسلحة نووية وصواريخ وزعمت أنها نجحت في تصغير رأس حربي نووي وإطلاق صاروخ باليستي من غواصة.
ونقلت الوكالة عن كيم قوله "كدولة مسؤولة تمتلك أسلحة نووية فإن جمهوريتنا لن تستخدم سلاحا نوويا ما لم تنتهك أي قوى عدوانية معادية سيادتها بأسلحة نووية."
ودعا كيم (33 عاما) أيضا إلى تحسين العلاقات مع كوريا الجنوبية من خلال إزالة سوء التفاهم وانعدام الثقة على الرغم من طرحه مقترحات مماثلة في الماضي أدت إلى إجراء محادثات بين مسؤولين حكوميين لكنها لم تحقق تقدما يُذكر.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)