💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

زغاريد وهتافات تتخلل مشهد الخروج من حلب

تم النشر 15/12/2016, 22:01
© Reuters. زغاريد وهتافات تتخلل مشهد الخروج من حلب

من ليلى بسام

حلب (سوريا) (رويترز) - خرقت زغاريد النساء فضاءات ريف سوري يقع على ضفتي حرب وتعالت أصواتهن من شرفات تطل على جسر الراموسة ترحب بخروج من تبقى من المسلحين وأسرهم في شرق حلب.

وعند نقطة الراموسة التي كانت أحد خطوط التماس تجمّعت نحو عشرين حافلة وسيارة إسعاف لنقل الدفعة الأولى من المسلحين والجرحى من منطقة ظلت خارج سيطرة السلطات السورية على مدى خمس سنوات.

قالت امرأة مسّنة في منطقة الحمدانية بالقرب من معبر الراموسة وهي ترفع يدها إلى السماء "الله يخلّصنا من ها الأزمة ونخلص منهم (المسلحون). ما جابولنا إلا الخراب والدمار. إنشاء الله اليوم نخلص وأرجع أشوف ابني اللي انخطف قبل أربع سنوات. ذهب إلى دوامه ولم يرجع .. بدي أعرف إذا ابني عايش أو ميت. حسبي الله ونعم الوكيل."

وضمنت سوريا سلامة مقاتلي المعارضة وأسرهم الذين سينقلون إلى إدلب في شمال غرب سوريا.

وقالت  وزارة الدفاع الروسية  إن روسيا ستستخدم طائرات بدون طيار لمراقبة نقل المقاتلين وأسرهم في 20 حافلة برفقة عشر سيارات إسعاف عبر ممر آمن.

وكان اتفاق سابق لوقف إطلاق النار توسطت فيه روسيا أقوى حليف للرئيس السوري بشار الأسد وتركيا التي تساند المعارضة يوم الثلاثاء الماضي قد انهار بعد تجدد القتال يوم الأربعاء ولم تنفذ عملية الإجلاء كما كان مقررا لها في ذلك الوقت.

وإلى جانب الحافلات الخضراء التابعة للدولة السورية التي نقلت المسلحين تجمع عدد من أبناء الأحياء وغيرهم وهم يتابعون مع الصحفيين آخر التطورات.

قال أسامه الصالح (40 عاما) وهو يرتدي زياً عسكرياً "جئت إلى هنا لأشاهد هذا اليوم التاريخي .. نحن شعب عانى كثيراً من وجود المسلحين وأنا هنا لأكون شاهداً على هزيمتهم بأم العين."

ومن وسط الشارع صرخ رجل عجوز يرتدي جلبابا وهو يقول "انهزموا انهزموا .. خمس سنوات من الموت اليومي والتهجير والقصف والفقر وانقطاع المياه والكهرباء. اليوم حلب ستتوحد. لا شرقية ولا غربية حلب واحدة وستعود أجمل مما كانت."

وقال وسام الزرقا وهو مدرس لغة إنجليزية بالمنطقة الخاضعة للمعارضة إن أغلب الناس يشعرون بسعادة لمغادرتهم سالمين لكنه أضاف "البعض غاضب لأنهم يتركون مدينتهم. رأيت بعضهم يبكي وهذا هو ما شعرت به."

وجاء اتفاق الإجلاء تتويجا لتقدم سريع حققه الجيش السوري وحلفاؤه على مدى أسبوعين دفع المعارضين للتراجع إلى جيب أصغر كثيرا بالمدينة تحت وطأة ضربات جوية مكثفة ونيران مدفعية.

وباستعادة السيطرة على حلب يكون الأسد قد أثبت قوة تحالفه العسكري الذي تدعمه القوات الجوية الروسية ومقاتلون شيعة من مختلف أرجاء المنطقة.

وكان المعارضون يحظون بدعم من الولايات المتحدة وتركيا ودول خليجية لكن هذا الدعم جاء أقل من المساندة العسكرية المباشرة التي قدمتها روسيا وإيران للأسد.

وقلب قرار روسيا بنشر قواتها الجوية في سوريا قبل 18 شهرا موازين الحرب لصالح الأسد بعد تقدم المعارضة في غرب سوريا. وإضافة إلى حلب استعاد الأسد معاقل من المعارضة قرب دمشق هذا العام.

وركزت قوات الحكومة وحلفاؤها نيرانها على قتال المعارضة في غرب سوريا بدلا من قتال تنظيم الدولة الإسلامية الذي تمكن هذا الأسبوع من استعادة مدينة تدمر الأثرية ليظهر مرة أخرى مدى التحدي الذي يواجهه الأسد لاستعادة سيطرته على البلاد.

وبدأت عملية خروج المسلحين صباح يوم الخميس مع قيام عناصر من الجيش السوري بإزالة السواتر الترابية التي كانت تفصل بين منطقتين شرقية وغربية.

وقال مصدر رسمي سوري لرويترز إن عدد المنسحبين يوم الخميس وصل إلى 951 شخصاً توزعوا بين جرحى ونساء وأطفال. أضاف المصدر "العملية ستتابع اليوم حيث تستعد نحو 15 حافلة جديدة لإجلاء الدفعة الثانية من المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلحين."

وتابع أن العملية غير محددة بالتوقيت لكونها متعلقة بالقدرة الاستيعابية والحركة والتأمين مشيرا إلى أن الدفعة الأولى من أهالي كفريا والفوعة تستعد للمغادرة.

وعند أعلى عامود كهرباء في معبر الراموسة وقف أحد عناصر الجيش السوري حاملاً علم بلاده وصعد إلى العامود وعلقّه وهو يصرخ بعبارات عن سوريا الموحدة.

ومن أمام مدخل قصره في دمشق هنأ الأسد الشعب السوري بما وصفه "تحرير" حلب وقال إن ما يحدث اليوم هو كتابة تاريخ.

وأضاف الأسد "كنا نحدد الزمن بما قبل الميلاد وما بعد ميلاد السيد المسيح .. قبل نزول الوحي على سيدنا رسول الله وبعد نزول الوحي ونقول في الوضع السياسي قبل سقوط الاتحاد السوفيتي وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي .. بين الحربين العالميتين وبعدهما وهكذا."

© Reuters. زغاريد وهتافات تتخلل مشهد الخروج من حلب

ومضى يقول "الأحداث الكبرى في العالم تحول الزمن إلى تاريخ .. واليوم -ليس فقط الوضع السوري والإقليمي بل الدولي- سنقول قبل تحرير حلب وبعد تحرير حلب."

(تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.