💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

سكان شرق حلب المحاصر يعيشون كأشباح وسط الأنقاض

تم النشر 10/09/2016, 00:08
محدث 10/09/2016, 00:10
© Reuters. سكان شرق حلب المحاصر يعيشون كأشباح وسط الأنقاض

من جون دافيسون وسليمان الخالدي

بيروت/عمان (رويترز) - حتى إذا تيسر له الفرار من شرق حلب فإن عبد الله شياني البالغ من العمر عشرة أعوام ويحلم بأن يصبح طبيبا يقول إنه لن يترك المدينة.. ذلك سيعني ترك أناس كثيرين يحتاجون المساعدة.

وقال شياني لرويترز "بحلم أصير طبيب لأنه عندنا مصابين كتير ممكن نساعدهم."

كان والد عبد الله مقاتلا وقُتل على خط الجبهة ويعيش الصبي مع أشقائه الخمسة في حي يشبه بلدة أشباح. ويعيش الأخوة على مساعدة مالية يحصلون عليها من منظمة خيرية ويشترون البطاطس (البطاطا) والبقدونس والبصل عندما يتسنى لهم ذلك. وقبل ثلاثة أسابيع تيسر لهم شراء بعض اللحوم.

وقتل ثلاثة من أصدقائه في هجوم بصاروخ قبل أشهر قليلة وفي ظل إغلاق المدارس منذ فترة طويلة يقضي هو وأصدقاؤه أيامهم وهم يتسابقون في الشوارع الخاوية ويلعبون الكرة و"سكين وفرد".

ويسارع عبد الله ورفاقه للاحتماء داخل الأبنية عندما تحلق طائرات حربية في السماء ويقول "لما نسمع صوت الطيارة بنتخبى بين البنايات. الطيارة هيك تعمل ش فو ورشاشات ثقيلة من الطيارة."

وقبل الحرب الاهلية التي تسببت في تشريد نصف سكان البلاد ومقتل مئات الالاف كانت حلب أكبر مدينة في سوريا وهي الآن الجائزة الكبرى للصراع. وباتت المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة تحت حصار كامل وقصف عنيف في إطار محاولة القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد تسديد ضربة قاضية للمعارضة القائمة منذ خمسة أعوام.

والمدينة مقسمة منذ سنين بين مناطق خاضعة للحكومة وأخرى تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. لكن القوات الحكومية أطبقت في الأشهر القليلة الماضية على المنطقة الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة والمحاصر داخلها نحو ربع مليون شخص مدعومة بغطاء جوي روسي ومقاتلين شيعة من لبنان وإيران والعراق وأفغانستان.

وتحدث مدنيون وصلت إليهم رويترز عبر الانترنت والهواتف عن واقع كئيب وسط الانقاض ونقص في المواد الغذائية والمياه والكهرباء وخوف دائم على أرواحهم وأرواح أحبائهم.

وقالت أم فهد البالغة من العمر 33 عاما والتي قتل زوجها وأخوها وأبوها "كل نهار تجينا ثلاث أو أربع غارات جنب بيتنا ننزل بيت جيرانا واستشهد عالم كتير بس الحمد لله قاعدين."

وتعيش أم فهد هي وابنها على مساعدة قدرها 50 دولارا في الشهر من المنظمة الخيرية وهو مبلغ يكفي الطعام بالكاد.

وقالت "ما بكفي شي.. بس الحمد لله اللي بيجي من الله يا محلاه."

وفي المنزل الذي تعيش فيه مع ابنها وأختها وأبناء أختها الثلاثة يتجمع الجميع في الغرفة الاكثر ثباتا بالمنزل عندما يسمعون أزيز الطائرات على أمل أن تحميهم من القصف.

وقالت أم فهد "يسمعوا صوت الطيران لحالهم بروحوا على الغرفة اللي متعلمين بروحوا عليها."

ووصفت إمرأة أخرى تكنى بأم أحمد كيف شقت هي وزوجها طريقهما وسط إطلاق النار والقصف للهرب عندما كُسر الحصار لفترة وجيزة. وعندما أعيد فرض الحصار ظل ابناها الاثنان وأسرتاهما محصورون.

وقالت وصوتها يتحشرج وهي تصف فرارها وسط اطلاق النار "ترددت في المغادرة ولم أرغب في تركهم ولم أتمكن من النوم ليلا وأشعر بخوف كبير عليهم بسبب القصف."

* عائلات منقسمة

ظلت حلب واحدة من المدن العظيمة في الشرق الأوسط لقرون. وسوق العطارين القديم ذو الطراز الفريد في وسط المدينة تحول منذ فترة طويلة إلى ركام بسبب القتال في الشوارع. وتصاعدت الأزمة بشكل حاد في وقت سابق هذا العام عندما سيطرت قوات الحكومة على أراض شمالي المدينة مما قطع طريق إمدادات حيوي من تركيا.

وفرض حصار تام على القطاع الشرقي الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة في يوليو تموز عندما قطعت القوات الموالية للحكومة آخر طريق يؤدي إليها. وتمكن مقاتلو المعارضة من كسر الحصار في أغسطس آب في هجوم مضاد ساندته بقوة جماعات سنية متشددة إلا أن قوات الحكومة أعادت فرض الحصار في الأيام القليلة الماضية.

ويوجد عدد أكبر من السكان في الجزء الغربي من حلب الذي تسيطر عليه الحكومة ويشهد أيضا قصفا متزايدا من مقاتلي المعارضة. لكن حجم الدمار في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في الشرق أكبر بكثير بسبب استهدافها بضربات جوية يومية.

والجزء الغربي نفسه كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط في الحصار اثناء القتال الشهر الماضي بعد أن قطع مقاتلو المعارضة الطريق الوحيد المؤدي إليه. لكن القوات الحكومية التي أحرزت تقدما من جديد أمنت هذا الطريق يوم الجمعة.

ويقول سكان إن الدمار والموت والنزوح ترك أحياء بأكملها في الشرق المحاصر دون سكان تقريبا. فلم يعد هناك إلا القليل من العمل وتوقفت المدارس. ويقضي أغلب السكان أيامهم في محاولة تأمين طعام كاف للبقاء على قيد الحياة بينما يحتمون عندما تسقط القنابل. وكبر الأطفال قبل الأوان.

وقال الدكتور حمزة الخطيب وهو مدير مستشفى القدس في شرق حلب إنه خلال هجوم وقع مؤخرا بغاز الكلور بدا له أن أطفالا صغارا لا تحمل ذاكرتهم غير الحرب قد تعلموا بشكل فطري كيف يتصرفون.

واضاف قائلا "لقد صدمت كيف أمسك أطفال في الخامسة أو السادسة من العمر أقنعة الأكسجين وحدهم دون مساعدة وكأنهم كبروا ليصيروا رجالا يدركون أن تلك هي الطريقة لتخفيف معاناتهم."

واتهم عمال إغاثة الحكومة بشن هجوم بالكلور في السادس من سبتمبر أيلول. ونفت دمشق ذلك وقالت إن "جماعات إرهابية" وراء مثل تلك الهجمات. وألقت الأمم المتحدة بالمسؤولية على الحكومة في هجمات سابقة بغاز الكلور.

وعندما يموت أشخاص يقوم أقاربهم على رعاية أطفالهم.

وقال عيد الإبراهيم (65 عاما) والذي قتل ابنه الأكبر في غارة جوية "زوجتي تعتني بخمسة أطفال تركهم ابني وأنا أساعدها."

ويضطر الناس في بعض الأحيان للقتال من أجل تأمين طعامهم.

وقال الإبراهيم "مجلس الحي بوزع الخبز كل يوم والتاني.. بوزعوا الربطة فيها 5 أرغفة كل نهار والتالي" ووصف الحصول عليها بأنه ينطوي على "زحمة وعجقة وقتل".

وقال بريتا حاج حسن رئيس مجلس المدينة في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في حلب إن الأسعار قفزت إلى عشرة أمثال بسبب نقص السلع الناتج عن الحصار. وقال إن نحو 15 إلى 20 بالمئة من سكان شرق حلب غادروا المدينة اثناء فترة رفع الحصار.

ويقتات الكثيرون الآن على العدس وكسر القمح. ويتاح التيار الكهربي من المولدات لثلاث إلى ست ساعات في اليوم كما تركت الأضرار التي لحقت بمحطات توليد الطاقة شرق حلب دون مياه جارية.

وتتعرض الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ وقت طويل من الضربات الجوية والهجمات باستخدام البراميل المتفجرة من جانب قوات الحكومة.

وأدانت لجنة التحقيق الخاصة بسوريا التابعة للأمم المتحدة قصف المنشآت الطبية في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة وقالت إنها "تستهدف بشكل واضح التدمير أو إغتيال" العاملين بتلك المنشآت.

© Reuters. سكان شرق حلب المحاصر يعيشون كأشباح وسط الأنقاض

وتنفي دمشق استهداف المدنيين. وقال مصدر عسكري سوري إن الهدف هو وقف قصف مقاتلي المعارضة للقطاع الغربي من حلب وتطويق المتشددين في الشرق.

(شارك في التغطية توم بيري- إعداد سلمى محمد ومعاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.