لشبونة (رويترز) - قال إدوارد سنودن المتعاقد السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية إن هناك خطرا متزايدا على الديمقراطية والشرعية السياسية بسبب هجوم بعض الساسة على "المعلومات الكاذبة" وحرية التعبير.
وقال سنودن يوم الثلاثاء في مؤتمر بالبرتغال عن حقوق الإنسان والهجرة "ثمن الاستبداد انعدام الشرعية. ورغم أن أحدا منا لا يتمناه، فإن خطاه تتسارع".
وكان سنودن يتحدث عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من موسكو التي لجأ إليها منذ عام 2013 بعد أن كشف تفاصيل سرية عن برامج مراقبة تخص أجهزة المخابرات الأمريكية. ويعتبره كثير من نشطاء الحقوق المدنية بطلا، لكن الولايات المتحدة تريد القبض عليه لمحاكمته بتهمة التجسس.
وقال سنودن إن العالم يقف في "مفترق طرق التاريخ" وحذر من أن الاتجاه الذي يسلكه العالم حاليا "ممهد بالخوف حيث يكمن عالم الجدران، حرفيا ومجازيا".
ومضى قائلا إن برامج المراقبة التي تطبقها الحكومات مع مواطنيها "وتقبيح الصحافة المزعجة (للسلطات) وتوصيفها بأنها أخبار كاذبة ومقاضاة من يتحدثون عن حقائق" تعبر عن عالم يسوده الخوف وانعدام الشرعية السياسية.
وأضاف "الحكومة التي يكون لديها استعداد للقضاء على الوعي العام مقابل الراحة السياسية ربما تحكم.. لكنها لا تقود".
وانتقد سنودن فكرة أن المتشددين هم أكبر خطر على الدول الغربية قائلا إن ضياع الحقوق خطر أكبر.
وقال "رفع شأن مجرمين كهؤلاء هو أشد أنواع الكلم تبلدا. فالإرهابيون برغم كل شرورهم عاجزون عن تدمير حقوقنا أو تقليص مجتمعاتنا. إنهم يفتقرون للقوة (على تدمير الحقوق). نحن فقط من يمكننا عمل ذلك.. بعدم التفكير والاستسلام للهواجس".
وتابع بقوله "تضيع الحقوق جراء قوانين جبانة جرى تمريرها في لحظات رعب. الحقوق تضيع جراء التواطؤ المشين لزعماء يخشون ضياع مناصبهم أكثر من خشيتهم على ضياع حريتنا".
(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)