نيويورك (رويترز) - تعهد محتجون بتنظيم مظاهرات جديدة في نيويورك يوم الخميس بعد قرار هيئة محلفين عليا عدم توجيه اتهام لضابط شرطة ابيض قتل رجلا أعزل أسود خنقا بالمدينة أثناء محاولة اعتقاله.
وتعهدت شخصيات بارزة في مجال الدفاع عن الحقوق المدنية بأنها ستصدر يوم الخميس "خطة عمل 2015" طويلة الأجل للتعامل مع استخدام سلطات انفاذ القانون القوة المفرطة ومساءلة الشرطة بعد يوم من عدم توجيه اتهام لضابط شرطة نيويورك دانيال بانتاليو بشأن مقتل اريك جارنر خلال محاولة اعتقاله في يوليو تموز.
ورفضت إيسو ارملة جارنر قبول التعازي من بانتاليو.
وجرى تصوير الواقعة في منطقة ستاتن ايلاند بالفيديو وسرعان ما انتشرت على الانترنت وأثارت جدلا حول كيفية استخدام الشرطة الأمريكية للقوة خاصة ضد الاقليات.
ويظهر في الفيديو جارنر وهو يتحدث مع ضباط الشرطة ويقول "رجاء دعوني وشأني" قبل أن يخنقه بانتاليو من الخلف. وبعد أن يطرحه الضباط أرضا يظهر جارنر وهو يقول "لا أستطيع التنفس."
وقالت إيسو لمحطة إن.بي.سي "وقت الاعتذار أو إبداء أي ندم...كان عندما يصرخ زوجي بأنه لا يستطيع التنفس."
وقدم بانتاليو تعازيه لأسرة جارنر في بيان وقال "لا أنوي أبدا ايذاء أحد وأشعر بشعور سيء للغاية لوفاة السيد جارنر."
وقال ستيوارت لندن محامي الضابط لإذاعة دبليو.سي.بي.إس ان موكله كان يحاول طرح جارنر ارضا لأنه خشي من اصطدامهم بنافذة زجاجية لواجهة احد المتاجر.
وقال "كان يحاول طرحه ارضا كما تعلم في الاكاديمية. لم يقصد أبدا ممارسة أي ضغط على عنقه."
وقال مسؤول الفحص الطبي في المدينة إن ضباط الشرطة قتلوا جارنر بالضغط على رقبته وصدره وقرر أن الوفاة نجمت عن جريمة قتل مضيفا أن اصابة جارنر بالربو وبدانته ساهمتا في لفظه أنفاسه الأخيرة.
والخنق ممنوع في قواعد شرطة نيويورك لكن جمعية بينيفولنت النقابية المحلية الخاصة بالشرطة قالت ان الضباط المتورطين في حادث جارنر تصرفوا وفقا للقانون.
وقالت وزارة العدل الأمريكية إنها تحقق فيما اذا كانت الحقوق المدنية للقتيل اريك جارنر (43 عاما) وهو أب لستة أطفال قد انتهكت.
وكانت احتجاجات أغلبها سلمية نظمت مساء الأربعاء في جميع أنحاء منطقة مانهاتن بما في ذلك جراند سنترال ترمينال وتايمز سكوير وقرب روكفيلر سنتر بعدما قررت هيئة المحلفين ألا توجه اتهامات للضابط بانتاليو.
وذكرت الشرطة أنها ألقت القبض على 83 شخصا بحلول صباح الخميس.
ويمثل قرار هيئة المحلفين أكبر تحد حتى الان لرئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو الذي تولى منصبه في يناير كانون الثاني متعهدا بتحسين العلاقات بين سكان نيويورك من السود وادارة الشرطة.
وهذه ثاني مرة خلال نحو اسبوع تمتنع فيها هيئة محلفين عليا عن مقاضاة شرطي أبيض في حادث يتعلق بمقتل رجل أسود اعزل. وكان قرار هيئة المحلفين في فيرجسون بولاية ميزوري بعدم مقاضاة شرطي ابيض قتل شابا اسود يدعى مايكل براون بالرصاص اثار موجة من العنف شملت حرق مؤسسات ونهبها.
ونظم مئات المحتجين مظاهرات أيضا في مدن أخرى من بينها العاصمة واشنطن وأوكلاند في كاليفورنيا.
(إعداد معاذ عبدالعزيز للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)