من كلير ماكدوجال
مونروفيا (رويترز) - قال شهود عيان إن حشدا من الناس هاجموا مركزا مؤقتا للحجر الصحي في حي مهمل في العاصمة الليبيرية وألقوا بالحجارة على العاملين فيه ونهبوا الطعام والمعدات منه.
وقال أحد العاملين في الطواقم الطبية إن المرضى أخرجوا من المبنى.
وأضاف العامل الذي رفض الكشف عن اسمه بينما كان الحشد يتجمعون حول سياج المبنى في حي وست بوينت في وقت متاخر من يوم أمس السبت "لقد جاءوا واخذوا ما استطاعوا حمله واصطحبوا مرضاهم من هنا لأنهم لا يريدون أحدا هنا. لقد ألقوا علينا الحجارة."
ولم يتسن التأكد على الفور مما اذا كان المرضى قد اخلوا من المركز الذي انشئ في مبنى مدرسة.
ووقف أفراد الطاقم الطبي العاملين في المركز مذعورين بالقرب منه وهم ينتظرون وصول المرافقة الامنية لاصطحابهم خارج المكان بينما كانت الحجارة تغطي الشارع وحبات الارز كذلك شاهدة على اعمال النهب.
وقال العامل عن الحشود التي تفرقت لاحقا "حياتي هي الأهم حاليا. أريدهم ان يغادروا."
وسلط الحادث الضوء على صعوبة احتواء الفيروس الذي قتل أكثر من ألف شخص في غينيا وسيراليون وليبيريا منذ بدء انتشاره في مارس آذار الماضي في حين قتل أربعة اشخاص في نيجيريا جراء المرض حتى اليوم.
وفي مبنى المدرسة كان دانييل دان وأولاده جالسين صامتين في الظلام في حين لم تبدر أي إشارة على وجود مرضى آخرين في المبنى.
وقال دان إن زوجته توفيت في ذلك اليوم جراء الاسهال والتقيؤ وعلى الرغم من عدم معرفته سبب وفاتها غير أنه عزل مع أولاده لاحتمال تلوثهم بفيروس الإيبولا.
وفي الغرفة المجاورة كانت هناك جثة مستلقية ولم يكن واضحا ما إذا كان المتوفى قد لقي حتفه جراء المرض.
وقال سكان حي وست بوينت إنهم لا يثقون بالحكومة ويخشون أن تجلب الفيروس إلى المنطقة عبر إقامة مركز الحجر الصحي هناك.
وتكمن وراء مخاوفهم الافتقار إلى المعلومات الدقيقة عن الفيروس والخوف من الأثر الذي يمكن ان يسببه للمنطقة الفقيرة.
وفاقمت هذه التوترات الاجتماعية من التحدي الذي تواجهه حكومة دول غرب افريقيا والوكالات الدولية في التصدي للوباء.
ويستمر فيروس الإيبولا في حصد المزيد من الضحايا في الوقت الذي لا تزال فيه منظمة الصحة العالمية تتساءل عما إذا كان يتوجب عليها إعلان موجة تفشي المرض "حالة طوارئ عامة تثير قلقا دوليا."
وأعلنت المنظمة أن أكثر من 170 عاملا في الطواقم الطبية أصيبوا بمرض الإيبولا وقتل منهم 180 على الأقل.
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير سيف الدين حمدان)