💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

شواهد على توسيع الأزمة الخليجية لصدع في صفوف المعارضة السورية

تم النشر 14/06/2017, 16:09
© Reuters. شواهد على توسيع الأزمة الخليجية لصدع في صفوف المعارضة السورية

من توم بيري وسليمان الخالدي

بيروت/عمان (رويترز) - أدت المواجهة بين قطر والسعودية إلى إثارة قلق معارضين سوريين يتوقعون أن تعمل الأزمة بين دولتين من أكبر الدول المانحة لهم على تعميق الخلافات في صفوف المعارضة السورية للرئيس بشار الأسد.

فإلى جانب تركيا والولايات المتحدة كانت قطر والسعودية الداعمين الرئيسيين للمعارضة وقامتا بتسليح عدد من الجماعات التي تقاتل للإطاحة بالرئيس المدعوم من إيران.

ومع ذلك فقد كان الدعم الخليجي غير متناسق الأمر الذي غذى انقسامات أدت إلى انتكاس المعارضة.

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر كما حظرت وسائل النقل معها قبل أسبوع واتهمتها بإثارة الاضطرابات في المنطقة ودعم الإرهاب والتقارب الشديد مع إيران. وتنفي الدوحة هذه الاتهامات.

وهذا هو أكبر صدع في العلاقات بين دول الخليج العربية منذ سنوات.

وقال مصطفى السراجي من جماعة لواء المعتصم في شمال سوريا إنه يتوقع أن يصبح الوضع في سوريا مأساويا لأن الجماعات التي تساندها دول مختلفة ستضطر لاتخاذ مواقف معادية تجاه بعضها البعض.

وأضاف أنه يطالب "أشقاءنا" في السعودية وقطر ألا يحملوا الشعب السوري أكثر مما يحتمل.

ولا تتحمل الانتفاضة السورية وجود مزيد من الصراعات الداخلية في صفوفها.

فالمعارضة تخسر أرضا لصالح دمشق منذ نشر قوات عسكرية روسية في سوريا دعما للأسد عام 2015. ويبدو الآن أن الأسد في وضع قوي رغم أن المعارضة ما زال لها مواطئ أقدام بالقرب من دمشق في الشمال الغربي والجنوب الغربي.

وفي خريطة المعارضة السورية المفتتة ذهبت المساعدات القطرية لجماعات في أغلبها إسلامية التوجه اعتبرت قريبة من جماعة الإخوان المسلمين التي تعاديها السعودية والإمارات ومصر.

ومن المعتقد أن تركيا، التي وقفت موقفا داعما لقطر في الأزمة الخليجية، أيدت الجماعات ذاتها التي أيدتها قطر في شمال سوريا بما فيها جماعة أحرار الشام الإسلامية المحافظة.

ومن المعتقد على نطاق واسع أيضا أن قطر لها علاقات مع جماعة ترتبط بتنظيم القاعدة معروفة باسم جبهة النصرة. وقد غيرت هذه الجماعة اسمها منذ انفصلت رسميا عن التنظيم وأصبحت الآن جزءا من تحالف تحرير الشام الإسلامي.

وفي حين أن قطر تنفي رسميا صلتها بجبهة النصرة فقد توسطت في إطلاق سراح رهائن تحتجزهم هذه الجماعة ومنهم أمريكيون وراهبات يونانيات أرثوذكس وأفراد من قوى الأمن اللبنانية.

من ناحية أخرى تدل الشواهد على أن المساعدات السعودية تستهدف الجماعات المدعومة من خلال برامج تديرها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وهي برامج شاركت فيها قطر أيضا إلى جانب دعمها للجماعات الأخرى.

كما لعبت الإمارات دورا كبيرا في ذلك البرنامج مع الأردن الذي يعتبر حليفا قويا للولايات المتحدة.

ولهذه الجماعات نفوذ أكبر في جنوب سوريا مقارنة بالشمال.

* انقسام الشمال والجنوب

قال مصدر بالمعارضة مطلع على الدعم الأجنبي للمعارضين "سيزيد ذلك الانقسام بين الشمال والجنوب إذ أن الشمال تموله أساسا قطر وتركيا والجنوب يدعمه الأردن والتحالف" الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقال مسؤول كبير بالمعارضة إن الأزمة الخليجية "ستؤثر بالتأكيد علينا. فالناس معروفون إما مع السعودية أو مع قطر أو مع تركيا. الانقسام واضح".

ومما يزيد من قلق المعارضة أن الأزمة قربت قطر من إيران التي أرسلت طائرات محملة بمواد غذائية إلى الدوحة. وقال مسؤول المعارضة "أي تقارب بين قطر وإيران أو أي دولة وإيران مصدر قلق بالنسبة لنا".

وقال مسؤول تركي كبير إن من الأهمية بمكان ألا تكتسب الأزمة القطرية "أبعادا أخرى".

وأضاف "هذه التطورات سيكون لها آثار مؤكدة على التطورات في سوريا وستتضح آثارها في الميدان. فقد تضعف العناصر التي تؤيدها قطر قليلا في الميدان".

وتخشى مصادر المعارضة أن تثير الأزمة الخليجية جولات جديدة من الصراع خاصة في الغوطة الشرقية قرب دمشق حيث يقاتل جيش الإسلام المدعوم من السعودية فيلق الرحمن المدعوم من قطر من حين لآخر منذ أكثر من عام. وساهمت هذه الاشتباكات في استرداد القوات الحكومية بعض المناطق.

وقد أصدرت السعودية ومصر والإمارات والبحرين الأسبوع الماضي قائمة بأسماء عشرات وصفتهم بأنهم إرهابيون على صلة بقطر من بينهم الشيخ عبد الله المحيسني السعودي الموجود في سوريا والمعروف بحشد التأييد للجماعات الإسلامية.

© Reuters. شواهد على توسيع الأزمة الخليجية لصدع في صفوف المعارضة السورية

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد وضعت اسمه ضمن قائمة سوداء بسبب دعمه لجماعة جبهة النصرة وقالت إنه جمع ملايين الدولارات للجماعة.

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.