💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

صور من الزمن المفقود.. حين اعتبر محمد علي الصورة من عمل الشيطان

تم النشر 08/05/2015, 17:14
© Reuters. صور من الزمن المفقود.. حين اعتبر محمد علي الصورة من عمل الشيطان

القاهرة (رويترز) - تسجل صور فوتوغرافية التقطها أجانب في نهايات القرن التاسع معالم مصرية تشمل مواقع ثقافية وفنادق ومساجد وقصورا وأسبلة ومتاحف بعضها انتقل من مكانه والآخر هدم أو أتى عليها حريق ولم يبق منه إلا هذه الصور.

من هذه المعالم (سراي الزعفران) وهي مقر إدارة جامعة عين شمس حاليا و(سراي الإسماعيلية الصغرى) وهو قصر كان يشغل مكان (مجمع التحرير) المبنى الإداري الضخم الذي تأسس عام 1951 ويطل على ميدان التحرير الذي ظل حتى ثورة 1952 يحمل اسم (ميدان الإسماعيلية) نسبة إلى الخديو إسماعيل والي مصر بين عامي 1863 و1879.

ويقول الكاتب المصري عرفة عبده علي في مقدمة كتابه (سحر مصر.. صور من الزمن المفقود.. 1850-1900) إن "أول صورة التقطت في مصر" كانت في السابع من نوفمبر تشرين الثاني 1839 للمصور والمستشرق الفرنسي هوراس فيرنيه (1789-1863) الذي اشتهر برسم المعارك والحروب.

ويضيف أن تلك الصورة "كانت تمثل مشهدا من جناح الحريم خلال استقبال محمد علي باشا والي مصر له (فيرنيه) في قصره بالإسكندرية والذي علق على تلك الصورة في دهشة ملحوظة بقوله: هذا من عمل الشيطان."

والكتاب الذي يقع في 262 صفحة كبيرة القطع ويضم أكثر من 200 صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود يصدر غدا السبت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

وعرفة عبد علي كاتب يعنى بالتاريخ وله مؤلفات أخرى منها (يهود مصر.. منذ عصر الفراعنة حتى عام 2000) و(يهود مصر.. بارونات وبؤساء) و(موالد مصر المحروسة) و(القدس العتيقة.. مدينة التاريخ والمقدسات).

ويقول المؤلف إن طائفة من الرحالة الأوروبيين من فنانين وكتاب من أصحاب "النزعة الرومانسية" جاءوا إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر مزودين بخلفيات من كتابات المستشرقين ولكن الجانب الجمالي طغى على اهتمامهم.

ويرى أن غزو فرنسا لمصر عام 1789 بقيادة نابليون بونابرت "كان النموذج الأكمل للمصادرة العلمية التي تمارسها ثقافة أقوى... في إطار الاحتواء الاستشراقي الفرنسي لمصر" وأن الاحتكاك الحضاري بين الشرق والغرب في القرن التاسع عشر أدى إلى "إعادة النظر في المعرفة الغربية للشرق".

ويقول إنه بسبب الولع الأوروبي نالت مصر اهتماما خاصا من "المصورين الأوائل" وأغلبهم من البريطانيين والفرنسيين والأرمن الذين قاموا بعملية "التوثيق المرئي" وإنه بنهاية القرن التاسع عشر أنتج المصورون المحترفون والهواة عشرات الألوف من الصور عن مصر التي لم يبق منها إلا القليل.

وينقل المؤلف من كتاب (رحلة من كورن هيل إلى القاهرة الكبرى) للبريطاني وليم ثاكري (1811-1863) قوله "أنى لي أن أصف روعة شوارع القاهرة واختلاف مواقع الجمال المثيرة للخيال والتنوع الباهر في أساليب العمارة وطرز البيوت والمساجد... وذلك التبادل الرهيف بين الأضواء والظلال... فالقاهرة هي فردوس المصور تنتظره فيها ثروة هائلة يجنيها... إذ تنبسط أمام ناظريه موضوعات يمكن أن تشغل أكاديمية فنون بأسرها."

ومن هذه الصور منظر لمشربيات قصر (المسافر خانة) الذي بني في نهاية القرن الثامن عشر وسكنه ولاة وأمراء في القرن التاسع عشر ثم تحول في ستينيات القرن العشرين إلى مركز ثقافي للأدباء والفنانين التشكيليين وتعرض لحريق عام 1998 ولم يبق منه شيء.

ويضم الكتاب صورة لواجهة فندق شبرد القديم الذي شيد في أربعينيات القرن التاسع عشر في حي الأزبكية بوسط القاهرة ثم أتى عليه "حريق القاهرة" الذي التهم يوم 26 يناير كانون الثاني 1952 مئات المحال في العاصمة.

أما دار الأوبرا الخديوية التي افتتحت عام 1869 ونجت من "حريق القاهرة" عام 1952 وتبدو في إحدى صور الكتاب تحفة معمارية فلا أثر لها حاليا حيث احترقت هي الأخرى في أكتوبر تشرين الأول 1971 ودمر المبنى بالكامل.

وفي الكتاب صورة ترجع إلى عام 1880 لجامع السلطان حسن الذي بني في القرن الرابع عشر الميلادي وصورة أخرى للمسجد نفسه عام 1900. وكان المسجد المجاور له "جامع الرفاعي" لم يكتمل بناؤه حيث افتتح عام 1911 ويضم حاليا قبور بعض حكام مصر السابقين وآخرهم الملك فاروق إضافة إلى شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي.

وفي الكتاب صور لبعض معالم منطقة الأهرام جنوبي القاهرة ومنها فندق مينا هاوس عام 1880 وصور ترجع للعام نفسه لأبي الهول وجسده يغوص في الرمال التي أزيحت عنه في وقت لاحق.

وإلى أقصى الجنوب في محافظة أسوان يضم الكتاب صورا لواجهة معبد أبو سمبل في موقعه القديم حيث نحت في عمق الجبل بجزيرة في نهر النيل منذ إنشائه في عهد الملك رمسيس الثاني.

© Reuters. صور من الزمن المفقود.. حين اعتبر محمد علي الصورة من عمل الشيطان

وبسبب بناء السد العالي تعرض معبد أبو سمبل للغرق وقادت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في منتصف الستينيات حملة إعلامية دولية لإنقاذ المعبد الذي نقل بالكامل إلى موقعه الحالي حيث ابتكر المثال المصري أحمد عثمان (1907-1970) فكرة تقطيع المعبد إلى أجزاء ثم إعادة تركيبها.

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.