صنعاء (رويترز) - قال مسؤولون بميناء الحديدة في اليمن إن طائرات للتحالف الذي تقوده السعودية قصفت الميناء في وقت مبكر يوم الثلاثاء فدمرت رافعات ومخازن في مركز رئيسي لدخول المساعدات الواردة من الخارج إلى شمال البلاد.
وأصبحت الحديدة التي تسيطر عليها قوات الحوثي المتحالفة مع ايران نقطة رئيسية لجهود إرسال الإمدادات للبلد الفقير حيث قتل في الحرب التي يشهدها منذ خمسة أشهر أكثر من 4300 شخص.
وقال إدوارد سانتياجو من جماعة "أنقذوا الأطفال" الخيرية "القتال والنقص الخطير للوقود والقيود على استيراد إمدادات الإغاثة ساعدت بالفعل في خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم."
وأضاف قوله إن الأطفال الأبرياء والأسر هم أشد النأس تأثرا بأحدث الغارات الجوية.
وقال مسؤولون ان الغارات الأخيرة دمرت أربع رافعات بالميناء وأصابت مخازن وتسببت في توقف العمل. ولم ترد معلومات عما كان موجودا في المخازن.
وقال العميد أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية إن الغارات على الحديدة لم توجه إلى الميناء المدني وإنما إلى قاعدة نشر فيها الحوثيون أسلحة مضادة للسفن.
وقال إنه توجد قاعدة بحرية داخل الميناء وإن هذه القاعدة كانت المكان الذي استهدفته غارة ليل الاثنين.
وقال إن التحالف منح الإذن يوم الثلاثاء لثلاث سفن مساعدات بالإبحار إلى الميناء المدني بالحديدة من أجل الشحنات الإنسانية.
وسبق أن اشتكت جماعات إغاثة من أن الحصار البحري الذي يفرضه التحالف حال دون دخول مساعدات إلى اليمن. واتهم التحالف الحوثيين بالاستيلاء على شحنات مساعدات لاستغلالها في أغراض الحرب.
وكان الحوثيون سيطروا على صنعاء في سبتمبر أيلول قائلين إن هذه ثورة على حكومة فاسدة ثم سيطروا على معظم أنحاء البلاد.
وسافرت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى عدن ثم إلى الرياض في مارس آذار. وتدخلت دول عربية بقيادة السعودية في الصراع لصد ما تعتبره مدا للنفوذ الإيراني في ساحتها الخلفية.
وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير إن الحملة الجوية التي تقودها السعودية خلفت "سلسلة من الآثار الدموية لقتل مدنيين" وهو ما قد يرقى إلى مستوى جرائم حرب. وقالت إنها حققت في ثماني ضربات جوية للتحالف في اليمن قتلت 141 مدنيا بينهم أطفال.
وقالت المنظمة إن الأدلة كشفت عن نمط من الضربات ضد المناطق المأهولة التي لم يتسن في معظمها رصد أهداف عسكرية قريبة.
ونفى التحالف انه يستهدف المدنيين.
وقال عسيري إنه لا يعتقد أن هذا التقرير دقيق للغاية وإن المنظمة لم تتصل بهم لتطلب أي توضيح لأي وضع مضيفا أن بعض الضربات التي نسبتها منظمة العفو للتحالف كانت في حقيقة الأمر صواريخ أطلقها الحوثيون.
وقالت المنظمة أيضا إنها أجرت تحقيقا بشأن 30 هجوما في عدن وتعز نفذها الحوثيون وأسفرت عن مقتل 68 مدنيا وإنها ترقى أيضا إلى مستوى جرائم حرب.
وشنت قوات موالية للرئيس هادي بدعم من طائرات دول عربية خليجية وأسلحة وتدريب هجمات على عدن في الشهر الماضي وأعلنت أنها حققت سلسلة من المكاسب ضد الحوثيين.
وإلى جانب التقدم من الجنوب تقاتل القوات المدعومة من التحالف أيضا الحوثيين وقوات صالح على جبهة ثانية حول مأرب إلى الشمال الشرقي من صنعاء.
وتتنافس إيران الشيعية مع السعودية السنية على النفوذ في المنطقة وتخشى الرياض أن تستغل طهران أي انتصار قد يحققه الحوثيون لتوسيع نفوذها في المنطقة وتطويق الدول الخليجية وتقويض أمنها. وينفي الحوثيون وايران هذا الامر.