من خوان ميدينا
مدريد (رويترز) - على أعتاب عيد ميلادها الثاني والتسعين وبعد عقود من الانتظار والغموض دفنت أسينسيون ميندتا، ابنة أحد ضحايا العنف السياسي الذي قتل قبل قرابة 80 عاما، والدها في نهاية المطاف صباح يوم الأحد في العاصمة مدريد.
وشارك مئات المشيعين في مدريد في دفن تيموتيو ميندتا وهو نقابي قتل بالرصاص في الشهور التي أعقبت الحرب الأهلية الإسبانية ودفن في مقبرة جماعية في وادي الحجارة.
والبحث عن رفات تيموتيو ميندتا هو أول مثال للمقابر التي تُنبش بناء على أوامر قاض أرجنتيني في دعوى تطلب تعويضات عن الجرائم التي ارتُكبت خلال الحرب الأهلية الإسبانية من 1936 إلى 1939 وما أعقبها من حقبة الحكم المستبد في عهد الجنرال فرانسيسكو فرانكو التي امتدت لأربعة عقود.
وقال فرانسيسكو فارجاس ميندتا حفيد تيموتيو بعد الجنازة "(دفن تيموتيو) يعني نهاية دورة ونهاية معركة شرسة ضد الدولة الإسبانية التي تتبع ... إن جاز القول... أسلوبا قاسيا للغاية مع الأسر التي لها أقارب في المقابر الجماعية".
وخلال حضورها المراسم برفقة أبنائها الثلاثة كانت أسينسيون ميندتا تحمل باقة زهور مزينة بالأحمر والأرجواني والذهبي، وهي ألوان الجمهورية الإسبانية الثانية التي أطاحت بها القوات الموالية لفرانكو.
ومن بين المشاركين في المراسم أقارب ضحايا نظام فرانكو الذين يخوض العديد منهم حاليا معارك قضائية للحصول على أوامر بنبش المقابر بحثا عن أقاربهم القتلى.
وذكرت جمعية استعادة الذاكرة التاريخية، وهي جماعة غير هادفة للربح تعمل للتعرف على ضحايا الحرب، أن المقبرة الجماعية في وادي الحجارة تضم 800 ضحية للعنف السياسي.
وفي أعقاب نبش مقبرة وادي الحجارة طالب نحو 100 من أسر الضحايا الذين يُعتقد بأنهم مدفونون هناك المساعدة في التعرف على الرفات.
وكررت أسينسيون ميندتا، التي كان عمرها 13 عاما عندما فتحت الباب للرجال الذين أخذوا والدها إلى غير رجعة، القول بأنها تأمل أن تسلط قضية والدها الضوء على الرفات الكثير الذي لم تتحدد هوية أصحابه بعد.
ويقدر مؤرخون بأن ما يصل إلى 500 مقاتل ومدني قتلوا في صفوف الجمهوريين والقوميين في الحرب. وبعد نهاية الحرب قُتل عشرات الآلاف من خصوم فرانكو أو سجنوا في حملة للقضاء على المعارضة.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير أحمد صبحي خليفة)