من ديفيد برونستروم
واشنطن (رويترز) - أثارت زيارة مفاجئة قام بها وفد كوري شمالي رفيع المستوى إلى كوريا الجنوبية واختفاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون عن الأنظار خلال الشهر المنصرم تكهنات بشأن صحة كيم واستقرار حكومته.
لكن محللين أمريكيين يقولون إن الزيارة وتواري الزعيم عن الأنظار يمكن تفسيرهما بسهولة على أنهما أساليب دبلوماسية تنتهجها بيونجيانج بهدف تشتيت وإضعاف الضغوط الدولية بشأن برنامجها للأسلحة النووية وسجلها في مجال حقوق الإنسان فضلا عن الدعاية للاستهلاك المحلي.
ونفى مسؤولون من كوريا الشمالية أن غياب كيم عن الظهور منذ الثالث من سبتمبر أيلول يعود لاعتلال صحته وقال مسؤول أمريكي يتابع كوريا الشمالية إنه لا توجد مؤشرات على أن الزعيم مصاب بمرض خطير أو يتعرض لأزمة سياسية.
ولم يستبعد المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه احتمال وجود مشاكل صحية عابرة لكنه قال إن واشنطن تعتقد أن عملية تطهير جرت العام الماضي أسفرت عن اعدام عم كيم وكبير مستشاريه عززت سلطته.
وقال المسؤول "لا يوجد ما يشير إلى أن شيئا كبيرا يجري." وأضاف أن غياب كيم عن بعض الاجتماعات رفيعة المستوى ليس غير مألوف مثله في ذلك مثل أسلافه إذ لم يكن والده كيم جونج إيل وجده كيم إيل سونج يحضران مثل هذه الاجتماعات بانتظام.
واتفقت كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية يوم السبت على استئناف محادثات المصالحة بعدما ان ارسلت بيونجيانج أرفع وفد لجارتها بعد 24 ساعة فقط من ابلاغها.
وضم الوفد الذي أرسل رسميا لحضور الحفل الختامي لدورة الألعاب الآسيوية مساعدين مقربين لكيم.
كانت رئيسة كوريا الجنوبية باك جون هاي تضغط من أجل استئناف الحوار رفيع المستوى المتوقف منذ فبراير شباط ووافقت كوريا الشمالية على اجتماع كبار المسؤولين بين أواخر أكتوبر تشرين الأول وأوائل نوفمبر تشرين الثاني.
وهذا التغيير في النبرة لافت للنظر بعد أشهر من الانتقاد اليومي لكوريا الجنوبية ورئيستها في وسائل الإعلام الكورية الشمالية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي إن الولايات المتحدة كانت تقوم "بالتشاور الوثيق مع حكومة كوريا (الجنوبية) اثناء الزيارة." ورفضت واشنطن أن توضح ما إذا كانت على علم مسبق بالزيارة.
* الدوافع المحتملة لكوريا الشمالية
وقال الكسندر مانسوروف الخبير في شؤون كوريا الشمالية بجامعة جونز هوبكنز إن كوريا الشمالية ربما تقحم نفسها في دائرة الضوء خلال الألعاب الآسيوية بهدف الدعاية المحلية.
وأضاف أنها قد تكون أيضا محاولة لتشتيت وإضعاف العزم الدولي للضغط على كوريا الشمالية للتخلي عن برنامجها للأسلحة النووية وتحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان.
جاءت خطوة بيونجيانج قبل أسابيع من مناقشة قرار في الأمم المتحدة ينتقد كوريا الشمالية بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان.
ويحمل الطقس السنوي هذه المرة ثقلا إضافيا من خلال تقرير لمحققي الأمم المتحدة يندد بنظام معسكرات العمل في كوريا الشمالية. وحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كوريا الشمالية على إغلاق المعسكرات قائلا إن وجودها والتعذيب الممنهج وعمليات الإعدام تجلب العار على البلاد.
وقال جويل ويت الذي يدير مشروعا لمراقبة كوريا الشمالية يسمى (38 نورث) إنه إذا تقدمت المحادثات بين الشمال والجنوب فقد يترك ذلك واشنطن في عزلة متزايدة لأنها فرضت شروطا مسبقة لاستئناف المحادثات الدولية بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية.
وكان سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة في جنيف قال هذا الشهر إن بلاده مستعدة لاستئناف المحادثات الدولية لكن واشنطن قالت إن بيونجيانج يجب أن تتخذ أولا خطوات نحو نزع السلاح النووي وأن تمتنع عن القيام بأعمال استفزازية.
وقال مانسوروف إنه يتوقع أن يظهر كيم جونج أون قريبا وان الموعد المتوقع سيكون في العاشر من أكتوبر تشرين الأول وهو يوم عطلة للاحتفال بتأسيس الحزب الشيوعي في كوريا الشمالية وعادة ما تكون مناسبة لظهور القادة في العلن.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير سامح الخطيب)