كاليه (فرنسا) (رويترز) - بدأت السلطات الفرنسية نقل نحو 1500 طفل مهاجر بدون رفقة الأهل من موقع مخيم تمت إزالته إلى مراكز استقبال في مختلف أرجاء البلاد يوم الأربعاء في حين مازال الخلاف مستمرا مع بريطانيا على من الذي يتعين عليه تولى رعاية القُصر.
وغادرت الحافلة الأولى في نحو الساعة 0830 صباحا (0730 بتوقيت جرينتش) متجهة إلى جنوب فرنسا.
وكان قد تم تسكين القُصر بشكل مؤقت في حاويات سفن تم تحويلها إلى سكن على الجانب الشمالي المطل على البحر في كاليه بعد أن هدمت فرق الهدم المخيم الذي يطلق عليه "مخيم الغابة". وجرى بالفعل إعادة توطين ألوف من المهاجرين في مختلف أرجاء فرنسا.
وأغلب الأطفال الذين تركوا في موقع المخيم جاءوا من مناطق حرب في أفغانستان ودارفور بالسودان وتتراوح أعمارهم بين 13 عاما و17 عاما وفقا لبيانات منظمة كير الخيرية في كاليه.
وأثارت معاناتهم خلافا دبلوماسيا بين باريس ولندن وتصاعدت التوترات في الأيام القليلة الماضية بعد أن حث الرئيس الفرنسي فرنسوا أولوند بريطانيا على تحمل نصيبها من المسؤولية عن القصر.
وتنص قواعد الاتحاد الأوروبي على أنه يتعين على بريطانيا استضافة الأطفال الذين لهم أقارب في البلاد. وتعهدت بريطانيا كذلك بأخذ الأطفال المهاجرين المعرضين للخطر بموجب تعديل قانون أقره البرلمان هذا العام.
وقالت فرنسا إن بريطانيا قبلت 274 طفلا حتى الآن هذا العام من كاليه.
وقالت امبر رود وزيرة الداخلية البريطانية للمشرعين الأسبوع الماضي إن المسؤولين البريطانيين أجروا لقاءات مع 800 طفل في مخيم كاليه قبل هدمه وقالوا إنهم سيجرون لقاءات مع نحو 300 آخرين خلال الأسابيع المقبلة.
ولكنها أضافت أن بريطانيا لن تستقبلهم كلهم.
ومع استمرار المواجهة قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إنه سيجتمع مع وزراء بارزين لبحث المسألة في وقت لاحق يوم الأربعاء.
ويمثل مخيم كاليه جهود أوروبا المضنية للتعامل مع أعداد قياسية من المهاجرين الذين يفرون من الحروب والفقر في آسيا والشرق الأوسط وافريقيا.
ووزعت أساور ملونة على الأطفال الذين يواجهون مستقبلا غامضا تحدد رقم الحافلة التي سيستقلونها. وكان هناك مسؤولون من وزارة الداخلية البريطانية على متن الحافلة الأولى.
وقال مسؤول من كاليه إن نحو 70 حافلة ستستخدم في نقل الأطفال في عملية تستمر يومين.
وتقول السلطات الفرنسية إن أكثر من ستة آلاف شخص تم إجلاؤهم الأسبوع الماضي من مخيم الغابة لتسكينهم في بلدات وقرى في مختلف أرجاء فرنسا حيث سيجري تقييم مدى انطباق شروط اللجوء عليهم.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)