باريس (رويترز) - بينما يرقد مئات الأفارقة فوق صخور مطلة على الساحل الإيطالية بعد إعادتهم من الحدود الفرنسية اختلفت روما وباريس يوم الاثنين عمن ينبغي له التعامل مع موجات المهاجرين الذين ينتهي بهم المطاف على شواطيء إيطاليا.
ولطالما دفعت إيطاليا بأنه لا ينبغي لأحد أن يتوقع منها ولا من اليونان التعامل بمفردهما مع هذا التدفق لمجرد أنهما أقرب نقطتين لوصول للمهاجرين لأسباب سياسية واقتصادية من عموم أفريقيا والشرق الأوسط باتجاه دول الاتحاد الأوروبي على متن قوارب متهالكة.
وقال وزير الداخلية الإيطالي أنجيلينو ألفانو للصحفيين في ميلانو إن المشاهد في فنتيميليا - حيث شاهد مصور من رويترز نحو مئة شخص معظمهم من المهاجرين الأفارقة نياما على مسافة يقطعها المركب في نصف ساعة من شاطئ الريفييرا الفرنسي - بمثابة لطمة لجميع الدول الأوروبية التي تريد أن تغمض أعينها.
لكن نظيره الفرنسي برنار كازنوف قال إن فرنسا ستواصل إعادة المهاجرين وإن على إيطاليا أن تتبع قوانين دبلن التي تلزم أول دولة يصلها اللاجئون في الاتحاد الأوروبي بمسؤولية رعايتهم لحين النظر في طلباتهم.
وقال كازنوف لمحطة (بي.إف.إم) إن "قوانين دبلن يجب أن تحترم وعندما يصل المهاجرون إلى فرنسا فهذا يتم عبر إيطاليا بعد أن يتم تسجيلهم هناك وفي هذه الحالة يسري عليهم القانون الأوروبي وتتوجب إعادتهم إلى إيطاليا."
وأضاف "لا يحق لهم الانتقال وبالتالي يجب أن تتولى إيطاليا أمرهم."
وقال كازنوف إن نحو 15 ألف مهاجر عادوا من الحدود الفرنسية في 2014 وإنه أمر بتشديد الضوابط هذا العام.
وأضاف "نحتاج لهذا ليتسنى لنا استقبال الساعين للجوء (السياسي)."
وتتعرض العديد من حكومات دول الاتحاد الأوروبي لضغوط متزايدة من أطراف تناصب المهاجرين العداء كحزب الجبهة الوطنية الفرنسي أو حزب استقلال بريطانيا.
ودعا رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي يوم الأحد إلى تغيير القواعد الاوروبية التي تحكم هذه المسألة.
وأشار رينتسي إلى أن المجتمع الدولي يتحمل بعد الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي عام 2011 المسؤولية عن مئات الآلاف من المهاجرين الذين قطعوا البحر المتوسط بالقوارب إلى شواطئ بلاده.
وذكر مكتب الاحصاء الأوروبي (يوروستات) أن نحو 170 ألف مهاجر غير شرعي قاموا بالرحلة البحرية في عام 2014 وحده.
وأضاف رئيس الوزراء الإيطالي بعد تعليقات كازنوف "إذا أرادت أوروبا أن تكون أوروبا فعليها التصدي لهذه المشكلة كتكتل واحد. هذه هي الخطة الأساسية. الموقف الاستعراضي لبعض الوزراء من دول صديقة يصب في الاتجاه المعاكس."
وتابع "إذا كانت هذه مشكلة تخص إيطاليا وحدها لأن أوروبا تغض الطرف فستتعامل إيطاليا معها منفردة. لكن في هذه الحالة لن تلحق الهزيمة بإيطاليا وحدها بل بأوروبا بأكملها."
وسيناقش رينتسي القضية مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حين يستقبلهما خلال أيام.