باريس (رويترز) - اتهم رياض حجاب منسق المعارضة السورية روسيا بقتل عشرات الأطفال جراء غارة قصف جوي يوم الاثنين وقال إن مثل هذه الأفعال تعني انه لا يمكن للمعارضة التفاوض مع حكومة الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في وقت سابق إن 12 تلميذا سوريا على الأقل قتلوا عندما قصفت مقاتلات يشتبه بانها روسية فصولا دراسية ببلدة عنجارة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بمحافظة حلب.
وقال حجاب- الذي ادلي بتصريحاته عقب محادثاته مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند في باريس- إن عدد القتلى 35 طفلا مشيرا الى ان الضربات الروسية قصفت ثلاث مدارس اجمالا.
ولم يرد تعليق فوري من موسكو التي تنفي انها تستهدف المدنيين في هذا الصراع.
وقال حجاب للصحفيين "نريد التفاوض ولكن يتعين توفر الظروف المناسبة لذلك.. لا يمكننا التفاوض مع الحكومة في الوقت الذي تقصف فيه قوات أجنبية الشعب السوري."
وسبق ان شغل حجاب منصب رئيس الوزراء في سوريا خلال حكم الأسد وانضم الى صفوف المعارضة عام 2012. وانتخب في ديسمبر كانون الأول ليكون منسقا للهيئة التي ستتفاوض نيابة عن المعارضة سوريا في محادثات السلام.
ومن المقرر أن تجرى المحادثات بين الحكومة والمعارضة يوم 25 يناير كانون الثاني تحت إشراف الأمم المتحدة. لكن مسؤولين في المعارضة شككوا في احتمال إجراء المحادثات في موعدها معللين ذلك بضرورة أن يروا بوادر على حسن النية من جانب الحكومة.
وقال حجاب "لا نريد التوجه الى المفاوضات المحكوم عليها بالفشل قبل ان تبدأ. علينا ان نهيئ المناخ الملائم" كيف يمكننا ان نتفاوض والشعب السوري يحتضر؟ في كل يوم ترتكب مجازر".
وقال إنه يتعين ان تفضي المفاوضات الى تشكيل حكومة انتقالية يكون للرئيس ولرئيس الوزراء فيها صلاحيات تنفيذية كاملة.
وقال حجاب إن روسيا تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي من خلال قصف المدنيين وحث المنظمة الدولية على ان تكفل احترام روسيا لالتزاماتها الانسانية.
ورفض مطالب الحكومة السورية بان تطلع على قائمة أعضاء المعارضة الذين سيحضرون المفاوضات المحتملة قائلا بان المعارضة لا تريد ان تملى عليها الخيارات.
وفي وقت سابق يوم الاثنين دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس موسكو ودمشق الى وقف الهجمات "غير المقبولة" ضد المدنيين.
وكرر فابيوس واولوند وجهة النظر الغربية القائلة بانه يتعين على الاسد -الذي يحظى بدعم قوي من موسكو وطهران- التنازل عن السلطة بموجب اي تسوية سلمية.
وقال أولوند عقب محادثاته مع حجاب "لا دور لبشار الأسد في سوريا في الغد".
وقال فابيوس إن الصور التي تخرج من مضايا -حيث حذرت وكالات إغاثة من انتشار المجاعة- تظهر أنه لا يمكن بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة. وأضاف أن باريس ستتشاور مع مجلس الأمن الدولي للضغط على سوريا لإنهاء ما وصفه بهجمات دون تمييز.
ودخلت قوافل المساعدت يوم الاثنين بلدة مضايا إلى جانب قريتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب بشكل متزامن.