من ادوارد مكاليستر
سالي (السنغال) (رويترز) - بعد يومين من هجوم شنه تنظيم القاعدة في منتجع ساحلي في ساحل العاج أودى بحياة 18 شخصا تجول السياح دون اكتراث على شاطئ رملي بمنتجع سالي بالسنغال أمس الثلاثاء يقلبون في الحلي المعروضة للبيع ويمارسون رياضة التجديف في مياه المحيط الأطلسي.
ورغم أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي أعلن بوضوح أنه يضع السنغال نصب عينيه بسبب صلاتها الوثيقة بفرنسا لوحظ غياب الأمن إلى حد كبير.
فلم تظهر دوريات الشرطة على شواطئ المنتجع المفضل لقضاء عطلة نهاية الأسبوع ويقع على بعد 60 كيلومترا جنوبي العاصمة دكار ولم يكن هناك سوى حراس عزل يجوبون الشاطئ بينما يتناول السياح طعام الإفطار في ظلال أشجار النخيل.
لكن الآن يخيم القلق على منتجع سالي وغيره من المنتجعات في أنحاء غرب أفريقيا بعد هجوم ساحل العاج الذي شكل تغييرا في أساليب تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذي هاجم متشددوه في الشهور الأربعة الأخيرة فنادق كبرى ومطاعم في باماكو عاصمة مالي وواجادوجو عاصمة بوركينا فاسو.
وتعيش ساحل العاج أكبر اقتصاد في دول غرب أفريقيا الناطقة بالفرنسية وأكبر مصدر للكاكاو في العالم في حالة تأهب قصوى بالفعل إذ تعي إنها هدف للمتشددين الإسلاميين الذين يسعون لتوسيع وجودهم خارج منطقة الصحراء والساحل.
وتقول مؤسسة كونترول ريسكس وهي مؤسسة استشارية أمنية إن قوات خاصة من ساحل العاج نفذت تدريبات لمواجهة هجمات مماثلة قبل عشرة أيام فقط.
لكن عندما هاجم أربعة مسلحين بلدة جراند بسام الهادئة استغرق الأمر 45 دقيقة كي تصل القوات الخاصة للمكان بينما وقف حراس الأمن المحلي مكتوفي الأيدي في مواجهة الهجوم.
وبدأ أن من يعيشون في سالي يدركون مدى خطورة التهديد.
يقول بابيس ثيام الذي يحرس بوابات مدخل مجمع سكني يطل على الشاطئ يرتاده غربيون "لسنا مستعدين لأي هجوم." وأضاف أن شخصا غير مسلح يتولى حراسة البوابة نهارا وخمسة في الليل.
وتابع "الناس يتحدثون في الأمر لكنهم لا يشعرون بالخوف."
وذكر سكان أن إجراءات الأمن زادت خلال العام الماضي وأنه يوجد عدد قليل من حراس الأمن في قطاع مزدحم من سالي لكنهم غير مسلحين ويبدو أن بعضهم كان منوطا بتنظيم حركة المرور.
وعزز فندق لامانتين بيتش الفاخر المترامي الأطراف الذي يفضله الأوروبيون من أعداد الحراس المسلحين ودوريات السيارات في نوفمبر تشرين الثاني بعد هجمات شنها تنظيم الدولة الإسلامية في باريس قتل فيها 130 شخصا.
لكن إجراءات الأمن تقتصر فحسب على الفنادق ولا تمتد لباقي أنحاء البلدة.
وذكرت فاتو فال المديرة في لامانتين "الجميع يتوخون الحذر لكن من الصعب أن تكون مستعدا لهجوم... التهديد حقيقي."
لكن الكثير من السياح واثقون في سلامتهم.
وقال راميرا وهو سائح فرنسي في منتصف العمر "الأمر يثير القلق بعض الشيء. لكن ليس هناك مشكلة."
*"لا نريد جنودا"
رغم التوترات السياسية والحروب التي تجتاح المنطقة شهد غرب أفريقيا القليل من الهجمات الموجهة التي ينفذها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بشكل منتظم حاليا ويعتقد الخبراء أن التنظيم يستعرض عضلاته للحيلولة دون تمدد نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية.
ويخشى الخبراء من أن التعاون الدولي وجمع المعلومات المخابراتية أضعف من أن يواكبا انتشار التشدد أو يوقفا خطط شن الهجمات رغم المساعدة الدولية التي تقدمها فرنسا والولايات المتحدة على وجه الخصوص.
وعلاوة على ذلك تصعب عزلة البلدات الساحلية من مواجهة أي هجوم.
وقال إندريه كولينج كبير المحللين في شركة ريد 24 لإدارة الأزمات "رغم أن هذه الدول قد تكون في حالة تأهب فقدرتها على مواجهة الإرهاب دون المستوى."
وأردف "الاعتداء على ما يفترض أن يكون هدفا ثمينا جيد التأمين يمكن أن يحدث ببساطة شديدة. ببساطة لا تمتلك الدول في المنطقة الموارد اللازمة للتعامل مع هذا التهديد ويجب أن نتوقع المزيد."
ومع ذلك لا يشعر كثيرون في سالي بالانزعاج. ويسخر ياونيك لو موال الذي يمتلك فندقا في سالي من التهديد ويقول إن مدينتي باريس ومرسيليا الفرنسيتين أكثر خطورة بكثير.
وردد نفس الرأي داميان تريلي الذي يدير حانة على الشاطئ يرتادها فرنسيون وبلجيكيون وعبر عن أمله في ألا يبعد الإحساس بالخطر السائحين. وقال إن السياحة كانت قد بدأت في التعافي من تفشي فيروس الإيبولا.
وتابع "الناس يعودون... لا نريد جنودا يجوبون الشاطئ وهم يحملون البنادق."
(إعداد سها جادو للنشرة العربية - تحرير ملاك فاروق)