💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

في غياب المدارس .. مخاوف من سقوط أطفال الموصل في دوامة الفقر والصراع

تم النشر 02/05/2017, 11:20
محدث 02/05/2017, 11:30
© Reuters. في غياب المدارس .. مخاوف من سقوط أطفال الموصل في دوامة الفقر والصراع

من أحمد أبو العينين

الموصل (العراق) (رويترز) - كان أحمد عبد الستار في الرابعة عشرة من العمر عندما اجتاح تنظيم الدولة الإسلامية الموصل وأعلن دولة الخلافة في العام 2014. وخوفا من تلقينه أفكار التنظيم وتجنيده للقتال في صفوف المتشددين أخرجه أبواه من المدرسة.

بعد ثلاث سنوات أصبح أحمد يبيع البوظة (الآيس كريم) في مخيم للعراقيين النازحين عن بيوتهم. فقدت أسرته بيتها كما أن والده المسن لا يقدر على أداء الأعمال اليدوية المطلوبة في المخيم ليصبح هو عائل الأسرة الوحيد.

ولا يرى أحمد ما يدعوه للذهاب إلى المدارس المؤقتة المقامة في مخيم خازر بالقرب من أربيل في ضوء النقص الذي تعاني منه في المدرسين والكتب والأدوات الدراسية.

وقال "لا فائدة في الذهاب إلى المدرسة الآن. فأنا أساعد أسرتي".

وأضاف أن الوقت قد فات بالنسبة له على أي حال فلو أنه استمر في التعليم بلا انقطاع لكان أمامه أسابيع قليلة ويحصل على الشهادة.

وأحمد واحد من عشرات الآلاف من الأطفال الذين أصبحوا يتامى أو مشردين بسبب الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية واضطروا للعمل لإعالة أسرهم في الموصل آخر معاقل التنظيم الكبرى في العراق.

وتقول الأمم المتحدة إن إعادة هؤلاء الأطفال إلى الدراسة يمثل أولوية للعراق من أجل إنهاء دائرة العنف الطائفي التي يسهم الفقر والجهل في تغذيتها.

وقالت ليلى علي المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) "الاستثمار في التعليم مطلوب بشكل عاجل ومن دونه قد يخسر العراق جيلا كاملا".

وأضافت أن "وجود أطفال من أعراق وديانات مختلفة في فصل واحد سيدعم مجتمعا متماسكا وسيجعل الأطفال يفكرون بشكل مختلف".

وحتى في الشطر الشرقي من الموصل شرقي نهر دجلة والذي استردته القوات العراقية وأعيد فيه فتح 320 مدرسة من بين 400 مدرسة أجرت رويترز مقابلات مع عشرات الأطفال الذين يعملون في جمع القمامة وبيع الخضر أو يعملون في ورش إصلاح السيارات.

وقال فلاح البالغ من العمر 12 عاما وهو يقف بجوار عربة يد يبيع الخضر "لم أذهب للمدرسة لأن الدولة الإسلامية جاءت وكانوا سيعلمون الأولاد القتال ويرسلونهم للحرب".

وترددت حيث يقف أصداء الاشتباكات. فعلى الضفة الأخرى من النهر كانت القوات الحكومية ومدفعيتها وطائراتها تهاجم آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في الشطر الغربي من الموصل. ولفلاح أربعة أشقاء أصغر سنا لم يذهب أي منهم إلى المدرسة.

* واحد زائد واحد يساوي اثنين

انتظم حذيفة في المدرسة لتحصيل العلم حتى السنة الخامسة لكنه توقف عندما وصل رجال الدولة الإسلامية. وقال ابن الثانية عشرة الذي يبيع المعادن الخردة إن المتشددين كانوا يعلمون التلاميذ الحساب باستخدام الرصاص والبنادق والقنابل.

وقال "كانوا يعلمونا ‘رصاصة زائد رصاصة‘ وكيف نضرب بالسلاح".

وتقدر إدارة التعليم المحلية في محافظة نينوى التي تمثل الموصل عاصمتها أن عشرة في المئة من الأطفال في شرق الموصل ما زالوا خارج المدارس. وقالت الإدارة إنه لم يحدث إحصاء رسمي منذ ما يقرب من أربع سنوات.

وقال متحدث باسم وزارة التربية والتعليم إنه لا توجد إحصاءات رسمية لمعدل التسرب من المدارس وخاصة لأن الكثير من الأسر رحلت عن الموصل أو حتى غادرت العراق إلى الخارج.

وقال إبراهيم السبتي "نعول على مؤتمرات الآباء والمدرسين وعلى المسؤولين المحليين في إقناع الآباء بإعادة أطفالهم إلى المدارس."

ويقول نواب ومنظمات أهلية استنادا إلى نتائج تحقيقات أجريت عامي 2014 و2016 إن الأموال الحكومية المخصصة للتعليم عادة ما تستنفد بسبب الفساد وسوء الإدارة.

وكانت نسبة التعليم مرتفعة في العراق الغني بالنفط وخلال فترة الثمانينات بلغت نسبة التعليم في المرحلة الابتدائية 100 في المئة.

ثم انتشرت الأمية بعد فرض العقوبات الدولية بسبب احتلال العراق للكويت عامي 1990 و1991. وازدادت المصاعب الاقتصادية بفعل الحرب الأهلية التي تفجرت في أعقاب الاجتياح الأمريكي للعراق والإطاحة بصدام حسين عام 2003.

* مستقبل ضائع

بدأت المدارس تعيد فتح أبوابها في الشطر الشرقي من الموصل في يناير كانون الثاني وحتى الآن عاد للدراسة حوالي 350 ألف تلميذ بالمقارنة مع 183229 تلميذا في عام 2013. ويرجع جانب كبير من الزيادة إلى النازحين من غرب الموصل والقرى الواقعة في محيطها.

وتقدر منظمة الأمم المتحدة للطفولة أن حوالي 1.2 مليون طفل عراقي لا يذهبون للمدارس على مستوى البلاد.

ويتوقع الجيش العراقي إخراج تنظيم الدولة الإسلامية من بقية الموصل خلال الشهر الجاري غير أن مقاتلي التنظيم يقاومون بضراوة في المدينة القديمة حيث الكثافة السكانية العالية.

وكانت القوات العراقية قد بدأت هجومها في أكتوبر تشرين الأول الماضي يدعمها تحالف دولي بقيادة أمريكية يوفر لها الدعم الجوي والبري. ويقاوم المسلحون باستخدام الشراك الخداعية والهجمات الانتحارية بالدراجات النارية ونيران القناصة والمورتر بل وبقذائف غازات سامة في بعض الأحيان.

وبالنسبة لكثيرين من أمثال أحمد عبد الستار ليس للقضاء على التنظيم في الموصل أثر يذكر على مصيرهم.

فلو أنه محظوظ سيعود إلى بيته الكائن في حي الموصل الجديدة في الشطر الغربي حيث قال مسؤولون محليون وشهود عيان إن عددا يصل إلى 240 فردا ربما سقطوا قتلى خلال شهر مارس آذار عندما انهار مبنى في أعقاب تفجير تسبب في دفن أسر بكاملها تحته.

© Reuters. في غياب المدارس .. مخاوف من سقوط أطفال الموصل في دوامة الفقر والصراع

وقال أحمد بشيء من الاستسلام "المستقبل ضاع".

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.